المنطقة التي تعرضت للقصف في تل أبيب (أ ف ب)
شهدت الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، أمس، عمليات نوعية لحزب الله كماً ونوعاً، استهدف في بعضها مستعمرات جديدة تنفيذاً للتهديد الذي أطلقه أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه في مسيرة العاشر من محرم. كما أدخل الحزب صاروخ «وابل» الثقيل إلى الميدان، وهو من صناعة وحداته المتخصّصة، فضلاً عن استخدامه المتواصل للمُسيّرات الانقضاضية التي كان وقعها مختلفاً بعد هجوم مُسيّرة «يافا» اليمنية على تل أبيب.وغاصت وسائل الإعلام العبرية في المقارنات بين تداعيات ضربة تل أبيب وعدم كفاءة أنظمة الدفاع الجوي في التعامل معها، وبين ما يمكن أن يكون عليه الوضع في الشمال وكامل جغرافيا فلسطين المحتلة، إذا ما قررت القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية توسيع الحرب مع حزب الله.
وفي هذا الصدد، كتب رون بن يشاي في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنه «يتعيّن علينا أن نعترف بصدق بأنه ليست لدينا استجابة جيدة وكاملة للمشكلة العسكرية التكنولوجية المتمثّلة بالمُسيّرات».
ولفتت صحيفة «معاريف» إلى أن «سكان تل أبيب، مع هجوم المُسيّرات على المدينة، ذاقوا طعم روتين الحرب الذي يعيشه سكان الشمال منذ تسعة أشهر ونصف شهر». وأضافت: «زاد سخط سكان الشمال عندما لاحظوا أن حدة الموقف الشعبي تضاعفت في حادثة إطلاق طائرة مُسيّرة باتجاه وسط البلاد، وكأن عشرات الطائرات المُسيّرة لم تنطلق إلى الشمال كل أسبوع». وأضافت أن الغارة على تل أبيب «لم تؤدّ إلا إلى تعزيز وتكثيف المشاعر المعقّدة للنازحين الشماليين، الذين لا يفهمون لماذا لا تنزعج البلاد عندما تدمّر طائرة من دون طيار أو صاروخ مضاد للدروع مبنى في الشمال».
حزب الله يدخل صاروخ «وابل» في المعركة ويقصف ثلاث مستوطنات جديدة
وبينما كانت القواعد والثكنات العسكرية والمستوطنات في الشمال تحت نيران صواريخ حزب الله ومُسيّراته الانقضاضية، علّق رئيس بلدية سديروت بأنه «من المثير للجنون رؤية المطلة تتلقى الضربات والقرى اللبنانية مقابلها خضراء وجميلة».
واستهدف حزب الله، أمس، موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بصاروخ «وابل» الثقيل، ما أدى إلى تدمير قسم من الموقع واشتعال النيران فيه. كما استهدف الحزب انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة راميم بصاروخ «بركان»، ومرابض مدفعية العدو في خربة ماعر وانتشاراً لجنوده في محيطها بعشرات صواريخ «الكاتيوشا» و«فلق». كذلك استهدف بواسطة مدافع الميدان مرابض مدفعية العدو شمال مستوطنة عين يعقوب، ومنظومة فنيّة في موقع العبّاد بمُسيّرة هجوميّة انقضاضيّة أصابتها بدقة، ما أدّى إلى تدميرها. إضافة إلى استهداف مواقع المطلة والمرج والمالكية ورويسة القرن في مزارع شبعا والسمّاقة في تلال كفرشوبا. فيما استهدفت «السرايا اللبنانية» موقع الراهب بالصواريخ الموجّهة وقذائف المدفعية.
ورداً على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طاولت المدنيين في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقرا، قصف حزب الله، للمرة الأولى، ثلاث مستعمرات جديدة هي أبيريم، نيفيه زيف ومنوت بعشرات صواريخ «الكاتيوشا»، متوعداً بالرد على أي اعتداء على المدنيين بقصف مستعمرات أخرى جديدة.
ورداً على الاعتداء الإسرائيلي على بلدتَيْ حولا وبليدا استهدف حزب الله مبانيَ يستخدمها جنود العدو في مستعمرة المنارة. فيما ردّ على الاعتداء الذي طاول بلدة صفد البطيخ، باستهداف ثكنة يفتاح بصاروخ «جهاد»، وشنّ هجوماً جوياً بمُسيّرة انقضاضيّة على مقر قيادة الفرقة 91 المُستحدث في إيليت، مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضبّاطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة.
(الأخبار)