السيدتان مها الخوري أسعد وكارين غيث الخوري افرام
بنات ثلاث تيتمن باكرًا. بعد إغتيال الأب بالرصاص وقتل الأم في المستشفى لأنها رأت القتلة، ولقطع الطريق عن معرفة الحقيقة.
وهنّ بنات غيث ونورا الخوري. الأستاذ غيث أحب مجتمعه ووطنه ولهذا انخرط باكرًا في حزب الكتائب اللبنانية، وحظي باكرًا أيضًا، بمحبة وتقدير وثقة الشيخ بيار، المؤسس والشيخ بشير. صفات ثلاث حملها الفتى الكتائبي، منطلقًا من قرطبا بلدته الأحب إلى قلبه إلى كل القضاء. وكان همّه أهل القضاء من دون التمييز بينهم، فخدم المسلم كما خدم المسيحي. كان همه حماية بلاد جبيل يوم تسلّم المسؤولية في إقليم جبيل الكتائبي. وهكذا عمل بصلابة الموقف والإرادة ونجح في إبعاد شبح الفتنة عن أهل القضاء مسلمين ومسيحيين زمن الحرب اللبنانية. لكن ومن دون العودة الى الماضي الأليم، نرى أن الفتيات الثلاث اللواتي فقدن الأب والأم، وهنّ بعد صغيرات، صرن اليوم زوجات وأمهات، متسلحات بالعلم والمعرفة والإيمان والوطنية، كما كان يريد غيث ونورا.
الست مها.. نائبة بلاد جبيل التي فازت بالتزكية، في زمن المقاطعة المسيحية للإنتخابات النيابية في بداية عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، الذي قال أن هذه المقاطعة لن تجدي نفعًا وهي لم تجدِ نفعًا بحسب، الكثير من السياسيين المخضرمين.. الست مها قبلت التحدّي تحقيقًا لحلم شقيقها المرحوم غيث الذي كان يرى في النيابة وسيلة ليستطيع أن يخدم قرطبا وبلاد جبيل ولبنان. وهكذا فعلت النائبة مها الخوري أسعد، فخدمت لبنان من خلال مشاركاتها البرلمانية في لبنان وفي إجتماعات البرلمانيين العرب والدوليين ممثلة لبنان فيها عدة مرات، وخدمت قرطبا وبلاد جبيل وأهلها بكل محبة ومن دون منّة.. وترشحت للإنتخابات بعد انتهاء ولاية المجلس النيابي، ليس للفوز بمقعد نيابي مرة ثانية، بل لتثبت أن لها حيثيتها ومحبيها وهي لم ترد يومًا الدخول في المعترك السياسي ولم تسعَ في حياتها، لأي منصب سياسي. كان همّها بنات غيث ونورا وأولادها وعملها. وهكذا نجحت الست مها في أن تكون الأم والأب والعمة لكارين ومهى وإلزا وسلحتهن بالإيمان والعلم وحب الوطن وحب الخدمة.
أسست بعد جريمة اغتيال غيث ونورا مؤسسة ” الغيث” لتغيث مَن هو بحاجة ومَن تيتم، كما حصل مع بنات شقيقها. أسست وسلمت المشعل لمن هنّ الأولى أن يحملنه.. والست مها أحبت وعبر ” ورد الٱن”، أن تثني وتشكر وتقدّر وتشجع، كارين لحملها المشعل والتي بدأت العمل وإن بصمت لتكون مؤسسة “الغيث” الى جانب اليتيم ليكبر وينمو بالحكمة والمعرفة والقامة. وقالت النائبة السابقة مها الخوري أسعد لكارين: شكرًا لك على كل ما تقومين به، فهذا يسعدني كثيرًا ويفرحني لأن يبقى اسم غيث خالدًا في قلوب أبناء جبيل الذين أحبهم وأحبوه وإن تركهم باكرًا بسبب يد الغدر والإجرام. وما تقومين به يفرح قلب غيث ونورا حيث هما في ملكوت الأب مع الأبرار والصديقين والشهداء. وفقك الله بكل ما تقومين به لخير الإنسان والإنسانية وأنا الى جانبك، كما كنت دائمًا وسأبقى ما حييت. و”غيث فوندايشن” ستكون شمعة مضاءة في الظلمة التي يعيشها لبنان الذي عشقه والدك.