البلد إلى تفكك و”الحزب” حرس حدود لإيران
أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي انه لمس خلال جولته على عواصم القرار في الخارج أنهم باتوا جاهزين لفكرة اتخاذ الدولة اللبنانية تدابير لعودة النازحين السوريين إلى سوريا.
اضاف في مقابلة مع موقع “القوات اللبنانية”: “بالتالي، المرفوض سابقاً بات مقبولاً اليوم. التقصير من الدولة اللبنانية، سابقاً واليوم، لأن أحداً لا يمكنه الرفض أو القبول، فهذا قرار سيادي لبناني. اليوم بعد تقبل فكرة أن لبنان لم يعد يحتمل ويجب أن يعود النازحون إلى بلادهم، بات التقصير بشكل واضح من السلطة السياسية والحكومة اللبنانية”.
مبادرة المعارضة
-كيف يردّ بيار بو عاصي على الاتهام الموجه إلى المعارضة بأن الهدف الوحيد من مبادرتها الأخيرة رمي تهمة التعطيل الرئاسي على الفريق الآخر؟
الاتهام الموجه إلى المعارضة بأنها ترمي تهمة التعطيل على الفريق الآخر هو استخفاف بعقول الناس. بشكل واضح، المعارضة تطلب تطبيق الدستور، وبالتالي كيف تكون هي التي ترمي التهم من جانب إلى جانب آخر؟
من لا يلتزم بالدستور ويحترمه هو من يعطل العملية الانتخابية، كـ”الحزب” الذي يتشبث بمرشحه ولا يريد أن يطرح مرشحاً آخر. بالتالي، من غير المسموح أن يحاول أحد الاستخفاف بعقول الناس وتغيير الأمور ليتحول إلى ضحية فيما هو بشكل واضح المرتكب.
-برأي بيار بو عاصي ما فرص نجاح مبادرة المعارضة؟
مبادرة المعارضة هي أولاً لإظهار عدم القبول بما يجري حالياً، ففي السياسة الكلمة موقف، فكم بالحري إذا اجتمع 30 أو 40 نائباً حول موضوع معين.
أما بالنسبة لفرص النجاح فللمبادرة جانبان: أولهما أن يقتنع المعطل، أي من يقفل البرلمان ومعه “الحزب”، أنه يجب الاحتكام إلى نص الدستور. الجانب الثاني، إمكانية انضمام نواب آخرين للمعارضة، بالتالي يصبح هناك ثقل أكبر في البرلمان لمحاولة تغيير الأمور بالاتجاه السليم لانتخاب رئيس ضمن الآليات الدستورية.
عندما نتحدث عن حوارات ولقاءات، ذلك يختلف تماماً عمّا يطرحه الرئيس بري عن حوار تحت عباءته ويتمسك بذلك وكأنه جانب ميثاقي. لا يمكن لإنسان بمفرده تحويل أي نقطة إلى ميثاق، وكل ما هو ميثاقي داخل بالثقافة اللبنانية والهوية اللبنانية.
-يروّج مناصرو “الحزب” لتسوية إقليمية قريبة ستكون على حساب المعارضة في لبنان. ما تقييم بيار بو عاصي لهذا الأمر؟
أؤكد ألا تسوية إقليمية ستكون على حساب المعارضة. السياسة شأن محلي قبل كل شيء، ومن خلال جولاتي على عواصم القرار الدولية والإقليمية، للأسف في مكان ما ولحسن الحظ في مكان آخر، “مش كتير فاضيين للبنان” إذ هناك غزة وأوكرانيا والوضع في السودان وليبيا ولديهم انشغالات مختلفة عن لبنان.
لا أعتقد أن أحداً لديه النية ولا الاهتمام لإنتاج صفقة على حساب المعارضة. هذا الكلام تهويل لا يعنينا بشيء ولا نرضخ له، هذا هو تاريخ القوات اللبنانية ونحن أصحاب حق ونتمسك بالدستور.
تصفية لبنان سياسياً
-ثمة معلومات صحفية متداولة تؤكد ألا مواجهة شاملة ولا تسوية قريبة إنما يستمر الوضع لبنانياً على ما هو عليه بلا رئيس ووسط حرب في الجنوب إلى حين تصفية البلد سياسياً. ما رأي بيار بو عاصي؟
من دون أي شك هناك انهيار على مستوى البلد والمؤسسات والاقتصاد وعلى المستوى الاجتماعي. البلد لا يحتمل الانقسام الحاصل اليوم، عدم انتخاب رئيس، حكومة تصريف الأعمال وانعكاساتها على كافة جوانب الحياة في البلد، وبالتالي بأسرع وقت يجب الاحتكام إلى الدستور.
أما بما يخص الحرب في الجنوب، فلا يستطيع أي طرف توريط كل لبنان بحرب هو اختار بشكل أحادي الدخول بها. بالتالي، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه البلد متجه إلى تفكك. هنا يكمن قلقنا، وهذا ما نناضل لتجنبه، والوسيلة الوحيدة لكي لا يحصل هي احترام القانون والدستور وانتظام عمل المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.
وضع الجنوب
-الجنوب منكوب و”الحزب” لا يفكر بالتراجع. إلى متى سيستمر أهل الجنوب بدفع ثمن غياب الدولة وسيطرة الدويلة؟
الدولة ليست غائبة عن الجنوب إنما مغيَّبة عنه، والفرق كبير جداً لأن “الحزب” يعتبر أن الجنوب منطقة حصرية له ولا مكان للقوات الدولية والجيش اللبناني.
“الحزب” مستمر بالاشتباك الحاصل مع إسرائيل وبأي لحظة يمكن أن تتفلت الأمور من يد الجميع وندخل بحالة حرب مدمرة لشعبنا ولناسنا. 96 ألف مواطن جنوبي تركوا الجنوب خوفاً من هذه العمليات العسكرية، هؤلاء ليسوا ملك “الحزب” إنما هم مواطنون لبنانيون نحن حريصون عليهم كأي مواطن لبناني في البلد.
-هل يتخوف بيار بو عاصي من تفلت الأمور فجأة واتجاهها إلى المواجهة الشاملة أم أن الوضع مضبوط ضمن قوانين اللعبة الدولية؟
المواجهة الشاملة ليست من مصلحة “الحزب” وإيران ولا يريدانها. كل ما يريدانه الحفاظ على الوضع متوتراً على الحدود الإيرانية الإسرائيلية، لأن “الحزب” وإيران يعتبران أن حدود لبنان الجنوبية هي حدودهما مع إسرائيل وتسمح لهما بالتسلح والاستمرار بالمزايدات بدعم فلسطين، لكن رأينا أنه أمام كل ما حصل في غزة لم يستطع “الحزب” وإيران فعل أي شيء. باعتقادي هما لا يريدان الحرب خوفاً من ضرب “الحزب” وتقلُّص إمكانياته في الجنوب، في وقت عمله أن يكون حرس حدود لا لإسرائيل بل لإيران.
لكن من الممكن أن تتفلت الأمور وتدخل في مواجهة شاملة، وما حدث العام 2006 واضح للعيان إذ بدأت بخطف عنصرين وتحرير 6 وانتهت بحرب دمّرت لبنان وكلّفت 15 مليار دولار. على أي حال، الآن الوضع في الجنوب بات يكلّف لبنان مليارات ومليارات الدولارات.
الاشتباك ضمن قواعد الاشتباك ترف غير متوفر اليوم وهناك احتمال كبير جداً ألا يحترم الإسرائيلي قواعد الاشتباك وأن يدمّر أجزاء كبيرة جداً من لبنان.