لو كنتُ سعد الحريري.. الرئيس والقائد والزعيم

أصعب شيء في الحياة التدخل في أمور لا تعنيك بين شقيقين من نفس الأب والأم. فالأمر بمعظم الأحيان يكون عائليًا والأفضل أن لا يتدخل فيه أحد خصوصًا إذا كان هذا الأحد مثلي أنا .. لا يعرف العائلة وليس قريبًا من أحد منها.

لكني ارتأيت أن أكتب مقالًا بعنوان: لو كنت سعد الحريري الرئيس والقائد والزعيم، لأني أرى أن الوالد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يعد ملكًا لعائلته فقط، بل بعد استشهاده بات اسمه أقوى منذ كان حيًا.. فهو حي بقلوب مناصريه ومحبيه ومريديه. في حياته على هذه الأرض لم يستطع أن يوحد اللبنانيين، كما حصل منذ استشهاده، وكلنا يتذكر يوم 14 اذار العظيم في تاريخ لبنان قبل أن يتحول هذا اليوم إلى ذكرى ليس أكثر، ولست هنا للحديث كيف انتهت 14 أذار ومَن أنهاها.

الرئيس الشهيد حاول في حياته أن يعمل الكثير من أجل لبنان، وكلّنا يتذكر كيف استطاع بيوم واحد، عندما “لفظ” اللبنانيون إسمه أنه آت الى لبنان للعب دور سياسي إقتصادي إعماري، كيف إنهار الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية. وكلنا يتذكر أن استشهاد الرئيس الحريري وحّد اللبنانيين واخرج الجيش السوري من لبنان في لحظة كان يعتقد البعض أنها لن تأتي. أيضًا وأيضًا ليس هذا موضوعي الذي أردت التوجه به الى الرئيس سعد الحريري قائلًا: لو كنت مكانك.. أو لو كنت أنا سعد الحريري.

لو كنتُ سعد الحريري لكنت جندت كل شعبيتي في لبنان لاستقبال ابن رفيق الحريري البكر الذي أراد المجيء إلى لبنان ليس ليأخذ دور أحد في السياسية، بل ليحمي الحالة الحريرية التي أسسها الوالد الشهيد.

لو كنتُ سعد الحريري لوضعت كل إمكانياتي أو بما تبقى منها في خدمة بهاء الحريري، إعلاميًا وتنظيميًا وإداريًا، أو بما تبقى منها.

لو كنتُ سعد الحريري، لفتحت بيت الوسط لأخي ليستقبل فيه مَن يريد وليلتقي فيه مَن يريد.

لو كنتُ سعد الحريري لفرحت أن أخي سيعود لحمل مشعل الحالة الحريرية لتبقى وتستمر، لأني أنا سعد الحريري، غبت أو غُيبت عن الساحة وعن الميدان وعن السياسة.

لو كنتُ سعد الحريري الذي علقت “عملك السياسي” أو طُلب منك تعليقه، لفرحت أن إبن البيت الواحد يأتي ليضع كل إمكانياته المادية ليكون في خدمة وطنه واللبنانيين، كما فعل الوالد الشهيد في أحلك الظروف التي مرّ بها لبنان.

شيخ سعد أنا لا أعرفك ولا أعرف الشيخ بهاء، ولكن ما أعرفه هو أن شقيقين إذا أرادا مصلحة لبنان وإرث والدهما السياسي والمعنوي أن يتعاونا لأن بوحدتهما قوة وراحة لروح كبير عزيز عليهما وعلى الكثير من اللبنانيين.

شيخ سعد أخطأت والعودة عن الخطأ فضيلة. لو كنت في صلب العمل السياسي ولم تكن اعتكفت كنت سأقول للشيخ بهاء أخطأت والعودة عن الخطأ فضيلة.. رحم الله رفيق الحريري وأعطى لبنان السلام والإستقرار.

جورج سعد