شهدت مباحثات عقدها الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول، الأحد، استعراضا للعلاقات، ولسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.. واستقبل إردوغان الوزير السعودي الذي حط في تركيا في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاات الثنائية بين البلدين، وبحث المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس). وأكد البلدان عزمهما الاستمرار في تعزيز العلاقات بينهما في مختلف المجالات، وتطابق وجهات نظرهما إزاء القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
في السياق، قال وزير الخارجية السعودي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي هاكان فيدان، عقب مباحثاتهما التي عقدت في المكتب الرئاسي في قصر دولما بهشه في إسطنبول، الأحد: ركزنا في مباحثاتنا على التقدم المضطرد في العلاقات التركية السعودية وزيادة حجم التبادل التجاري. اضاف “هناك تقدم واضح وملموس في العلاقات السعودية التركية التي وصلت إلى قمة مستوياتها، وعلى حد علمي أنا الوزير السعودي الرابع الذي يزور تركيا خلال شهر واحد”. وفي وقت يتطلع البلدان إلى عقد المجلس التنسيقي أول اجتماعاته في الرياض خلال الأشهر المقبلة وقبل نهاية العام الحالي، لفت وزير الخارجية السعودي الى أنه تم خلال المباحثات مناقشة الوضع في غزة، وسبل وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات إلى سكان القطاع، والعمل في إطار لجنة الاتصال المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية في الرياض. وأكد أن التنسيق قائم ومستمر بين تركيا والسعودية من أجل التوصل إلى حل للأزمة في غزة.
هذه الزيارة لافتة من حيث توقيتها، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، وقد كانت ضرورية لمواكبة المستجدات المتسارعة على الساحة الاقليمية. ففي الايام الماضية، لم تكن حرب غزة ومساعي انهائها وحدها الحدث، بل كان وضع قطار “التطبيع” بين سوريا وتركيا، بارزا ايضا. وهنا، تشير المصادر الى ان المملكة ارادت ان تظهر للعالم، ان لا تنافس على قيادة الساحة السنية في العالم العربي، بين كل من الرياض وانقرة، بل ثمة تكامل وتنسيق:
فهذا التطبيع يحصل بينما الدول الخليجية اتخذت منذ اشهر ومنذ القمة العربية العام الماضي والتي اعقبت اتفاق بكين، اتخذت الخيار عينه بحيث انفتحت على النظام السوري، بعد مرحلة من القطيعة. واذ تذكّر بأن ثمة شروطا لاعادة احتضان بشار الاسد من قبل العرب والخليجيين، وابرزها الابتعاد التدريجي عن ايران، تشير المصادر الى ان هذه الشروط كانت بطبيعة الحال، مدار بحث بين بن فرحان والمسؤولين الاتراك، وقد تم من خلال مشهدية هذه اللقاءات، إرسال رسالة الى الاسد، بأن ثمة تبنٍ تركياً ايضا للتوجهات والشروط العربية، وبأن لا تطبيع “مجانيا” معه…
لورا يمين ـ المركزية