في اليوم الـ280 من العدوان الإسرائيلي، وثقت الجزيرة شهادات ووقائع لتعمد جنود الاحتلال إعدام مدنيين داخل منازلهم في حي تل الهوى، قبل انسحابهم من منطقة الصناعة بعد أسبوع من التوغل فيها، في حين أفاد الدفاع المدني بانتشال نحو 60 جثة لشهداء، مشيرا إلى أن عشرات الجثث لا تزال متناثرة بالشوارع.
يترافق ذلك مع مواصلة المقاومة عملياتها ضد الاحتلال، في أعقاب معارك ضارية إذ بثت كتائب القسام مشاهد لتدمير مقاتليها آلياتٍ ودبابات للاحتلال وقنصها جنودا، كما تضمنت المشاهد جانبا من حياة المقاتلين اليومية.
ووفق هذه الشهادات، فقد أعدمت قوات الاحتلال مسنات من عائلة الغلاييني بدم بارد، وقتلت رجلا مسنا بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر.
كما أحرقت قوات الاحتلال عددا من المباني السكنية في المنطقة، ومقار تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث لا تزال النيران مشتعلة في بعضها.
ووفق ما أفاد به مراسل الجزيرة إسماعيل الغول، فقد انسحبت القوات والآليات الإسرائيلية من منطقة الصناعة في تل الهوى، بعد أسبوع من التوغل خلف دمارا واسعا.
ومع ذلك، يواصل قناصة من جيش الاحتلال اعتلاء منازل ومبان مرتفعة في بعض المناطق، في وقت يجازف فيه كثير من النازحين بالعودة لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
في السياق نفسه، قال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل إن نحو 60 شخصا استشهدوا في قصف إسرائيلي على حي تل الهوى بمدينة غزة، وفق الإحصائيات الأولية.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “الفظائع التي كشف عنها تراجع الاحتلال الإرهابي عن حي تل الهوى هي جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي”.
وأضافت، في بيان، أن “إضرام النار في مبان مأهولة ومنع وصول الدفاع المدني إليها في تل الهوى يؤكد ارتكاب الاحتلال مجازر وفظائع”.
وتابعت بأن “المشاهد الصادمة لحالات إعدام الجيش الإسرائيلي بدم بارد مسنِين فلسطينيين داخل بيوتهم إضافة إلى إعدام مدنيين عزل بينهم أطفال جرائم تنتهك كل قيم الإنسانية”.
وطالبت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمحاكم الدولية بـ”وقف حرب الإبادة وجرائم الاحتلال البشعة”.
والاثنين الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية في مناطق واسعة جنوب غرب مدينة غزة، بما في ذلك مقر وكالة الأونروا.
وكان جنود إسرائيليون قد اعترفوا في وقت سابق بتفاصيل مفزعة عن ارتكابهم انتهاكات في مختلف مناطق القطاع.
وأمس، كشفت بلدية غزة ان الجيش الاسرائيلي دمر 35 بالمئة من المباني والمرافق السكنية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بشكل كامل، وتعمد استهداف خزانات المياه والاشجار والمدارس والمرافق الحيوية.
حماس: محاولات نتانياهو إضافة مطالب جديدة
“مماطلة” لتعطيل اتفاق التبادل
من جهته قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق، الجمعة، إن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إضافة مطالب جديدة لم ترد في كل المقترحات السابقة المتداولة مع الوسطاء (مصر وقطر) تؤكد أنه “لازال يتلكأ ويماطل ويبحث عما يعطل اتفاق تبادل الأسرى”.
وزعم نتانياهو الخميس أن “حماس متمسكة بمطالب تعرض أمن إسرائيل للخطر”، قائلا إن أي مقترح صفقة تؤول إليه المفاوضات الحالية “يجب أن يتيح لتل أبيب العودة إلى القتال”. ونقل موقع القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولين كبار في المنظومة الأمنية الإسرائيلية قولهم إن نتانياهو أضاف مبادئ تخالف ما تم التفاهم بشأنه مع الوسطاء.وأعربت هذه المصادر عن قلقها الشديد من أن ذلك من شأنه أن يشل القدرة للوصول الى صفقة. ولم توضح القناة نقلا عن هذه المصادر طبيعة هذه المبادئ، وما إذا كان المقصود هو الخطوط الحمراء التي سبق أن أعلن فيها أن إسرائيل لن تقبل بأي صفقة لا تضمن له الحق في مواصلة القتال.
وقال عزت الرشق في تدوينة نشرتها حركة حماس على منصة “تليغرام” إن “محاولات نتانياهو المحمومة لإضافة عناوين ومطالب جديدة، لم ترد في كل المقترحات السابقة المتداولة مع الوسطاء يؤكد أنه لازال يتلكأ ويماطل ويبحث عما يعطل الاتفاق”.
حماس وإسرائيل وافقتا على الاطار
بايدن: حرب غزة يجب أن تنتهي الآن
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه “مصمم” على وقف الحرب في قطاع غزة، خلال مؤتمر صحافي، مضيفا أن “هناك فجوات لا تزال بحاجة إلى إغلاق”. وقال بايدن “إننا نحقق تقدما”، معربا عن عزمه على إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وإنهاء الحرب. وأوضح أن الاتجاه العام بشأن الاتفاق “إيجابي”، مضيفا أن هناك “اتفاقا على هذا الإطار” من قبل إسرائيل وحماس.
وقال بايدن في مؤتمر صحافي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن إن الولايات المتحدة “عملت منذ أشهر على تأمين وقف إطلاق النار في غزة لإعادة الرهائن إلى ديارهم، وخلق مسار للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط”. وأضاف “قبل ستة أسابيع، وضعت خطة مفصلة (لوقف إطلاق النار) مكتوبة. وقد أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجموعة الدول السبع.”
وتابع “لقد تم الاتفاق الآن على هذا الإطار من قبل إسرائيل وحماس، لذلك أرسلت فريقي إلى المنطقة لوضع التفاصيل”.
وقال: “إنها قضايا صعبة ومعقدة. ولا تزال هناك فجوات يتعين سدها، لكننا نحرز تقدما. والاتجاه إيجابي، وأنا عازم على إنجاز هذه الصفقة وإنهاء هذه الحرب، التي ينبغي أن تنتهي الآن”.
وقال بايدن إنه حث إسرائيل على “عدم الوقوع في نفس الخطأ الذي ارتكبته أمريكا بعد مقتل بن لادن”.
وقال، أيضاً، إنه قال لإسرائيل “لا تحتلوا. هاجموا الأشخاص الذين قاموا بالعمل”.أضاف “هذا لا يعني التراجع عن مطاردة السنوار وحماس”.
(الشرق)