الجبل يحيّي فلسطين بموقف جامع… إلتحام تاريخي مستمر

“تحية من بيصور أمّ الشهداء إلى غزة أمّ الشهداء”، قد تكون هذه التحية التي ختم بها الرئيس وليد جنبلاط كلامه، في لقاء عقد راية الصلح في بيصور أمس، هي الزبدة والرسالة الأهم من الجبل. الرسالة التي أرادها جنبلاط تأكيداً على موقف المعروفيين الأحرار إلى جانب القضية الفلسطينية ومأساة غزة تحت وقع آلة الحرب الإسرائيلية الهمجية.

فخلافاً لما يصدر من أصوات نشاز من هنا وهناك، جاء لقاء بيصور، بحضور جنبلاط ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، وشيخ العقل سامي أبي المنى والشيخ نصر الدين الغريب، ليجدّد التأكيد على اللحمة التاريخية ما بين طائفة الموحدين الدروز والعروبة والقضايا العربية المركزية وفي طليعتها فلسطين. فهكذا كانوا ولا زالوا من عهد سلطان باشا الأطرش والشهيد كمال جنبلاط، وصولاً إلى اليوم والتأييد المطلق للقضية الفلسطينية.

أهمية لقاء المصالحة، إضافة إلى تجلّياته الاجتماعية الكبيرة وما تعكسه من قيم وعادات وتقاليد أصيلة، هي لجهة التوقيت بالتزامن مع ما تمرّ به المنطقة ولبنان كما لناحية المضمون وما جاء على متن التصريحات، لا سيما لجهة وطنية الدروز ووقوفهم الدائم والمستمر الى في الخط العروبي.

مصادر مواكبة للقاء بيصور تشدّد على مدى الوقع الخاص لهذا الاجتماع التوحيدي الجامع، معتبرة عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن المرحلة التي تعيشها المنطقة هي مرحلة تاريخية وفي الحقبات التاريخية المفصلية لا مجال للمواقف الرمادية، ولا بد من الصوت الجامع إلى جانب الحق في وجه الباطل.

في الشأن الأمني، وفي ظل استمرار الحديث عن هدنة بين حماس وإسرائيل، توقّع النائب الياس جرادي في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن نكون ذاهبين إلى هدنة مستدامة اذا لم تحصل مفاجآت لتعطيلها لأن التجارب مع العقل الصهيوني لا تبشّر بالخير فهو دائماً يتنكر للاتفاقات. فإنهم دائماً يطلقون المبادرات ثم يتنّكرون لها لكسب الوقت والاستفادة من رهاناتهم العدوانية.

ووصف جرادي ما يتم تداوله حول الهدنة بأنه مجرّد تلميح لها مع تشديده على ضرورة قيام مبادرة لإنهاء الحرب المستمرة من ثمانية أشهر، مستبعداً أن توافق إسرائيل على الهدنة وهي تبحث عن تحقيق شيء من النصر الذي لم تتمكّن من تحقيقه في ظل التوازنات التي فرضتها المقاومة.

في هذه الأثناء، يستمر نواب المعارضة بمبادرتهم الرئاسية، ولكن من دون أي أفق واضح في المدى المنظور.

وفي هذا السياق، قال جرادي: “دعونا نقرأ بالإيجابيات. إنها مبادرة محلية من دون تدخل خارجي. فهناك قناعة عند البعض بأن تأتي المبادرة من الداخل خير من أن لا تأتي فيجب أن ننظر لها بإيجابية”. 

وأضاف: “في ظل هذه الشكليات اذا لم يكن هناك نية صادقة لانتخاب الرئيس فلن نصل الى شيء. وإن الكلام عمّن يترأس الحوار قبل الجلسة نوع من الشكليات”. وسأل: “هل المقصود منها إفشال الحوار؟ فإذا كانوا ينطلقون من الحرص على الوضع السياسي فمن غير الجائز التوقف عند هذه التفاصيل الصغيرة”.

مبادرات عدة طُرحت لكنها لم تصل إلى أي خيوط إيجابية، ولا يبدو ان شيئاً قد تغيّر اليوم، ولكن يكفي ان هناك مَن لا زال يحاول خرق جدار الأزمة، ولكن متى يقتنع الجميع بأن لا حل إلا بالجلوس إلى طاولة واحدة من أجل إخراج البلد من أزمته.

(الأنباء)