من ١٠ تموز ١٩٩٤ حتى ١٠ تموز ٢٠٢٤ مسيرة متوّجة بالتضحيات وبالبطولات والعطاء.كلمة قائد تليق بك، من عرفك عرف تماماً ولائك للمؤسسة العسكرية فقط لا غير:أعطتك الثقة فكنت أهلاُ لها.أعطتك المسؤولية فكنت ” قدّها “.مهماتك أتت من المؤسسة ولكن ” الكريزما ” أتت من الله.مدرسة في التواضع دمث عفوي محب مع ” الكبير ومع الصغير ” مع الرئيس ومع المرؤوسين، تعيد الإتصال بكل متصل، هالتك تجعل لك شعبية ومحبين داخل الجيش وخارجه.مدرسة في النزاهة، أيها الحارس الأمين الكتوم والعصامي، حافظت على العتاد والعديد كمن يحافظ على أرزاق الوقف وماله، ولم تنبهر كما يقول المثل العامّي ” لا لتجارة الحَطَب ولا بإقتناء الذَهَب “.مدرسة في الإبتكار، أينما استلمت ابتكرت وطوَّرت وسلّمت عند إنتهاء مهامك في أي فوج أضعاف ما استلمت.فتكون قيمة مضافة لأي مكان وفي كل زمان ومصدر طاقة إيجابية وقيمة معنوية لدى العسكر.مدرسة في فن القيادة، أينما حللت سطع نور النجوم على كتفك وأضاء هذا النور من حولك لينعكس على أداء العسكر فكنت الحافز والمُلهِم ليستبسل أثناء معارك نهر البارد ٢٠٠٧ ومعركة عرسال ٢٠١٤ ومعركة فجر الجرود ٢٠١٧.فالقائد الناجح هو من يترك أثراً طيباً من حوله وأنت أنجح من أتقن فن التوازن في معاملة العسكر فصارم وحازم في ما يخص قواعد وقوانين المؤسسة العسكرية وإنساني وكريم النفس في ما يخص الأوضاع الإجتماعية والنفسية لدى العسكر.مدرسة في قلة الكلام والوضوح في الأقوال والإجاز عند الضرورة لتترك أفعالك تتكلم وأعمالك تشهد لك. سياد العميد، المحبوب والمحترم. نعم المحترم لأنك أنت من تضيف قيمة للرتبة وللموقع الذي تستلمه وليس العكس.نقول لك أن لكل شيء بداية ولكل شيء نهاية.١٠ تموز ٢٠٢٤ نهاية مهامك في المؤسسة العسكرية ولكن بداية تدوين تاريخك العسكري بين النخبة وأركان الجيش اللبناني الذين لمعت أسماؤهم وسطع نجمهم ولم يمرّوا مرور الكرام.سيادة العميد لن ننسى الرصاصة التي أصابتك خلال معركة نهر البارد والتي كادت تخرق قلبك الكبير لولا لم تقف داخل هاتفك الخليوي من جهة اليسار.هاتفك يومها حماك حتماً عرِف قيمتك أكثر من بعض البشر النرجسيين المكفوفين طالبين طاعتك جاهلين أن كرامتك وكرامة المؤسسة واحد وأنك لن تساوم ولن تتزلف على حساب قناعاتك وعلى حساب تلك الكرامة المقدسة لديك.وهذه الرصاصة أرفع وسام على صدرك وأغلى من أي تعيين جديد مغمّس بالذل!ستترك حتماً فراغاً مدوياً بعد انتهاء مهامك ولكن ذاكرتنا ستبقى مليئة بأخبارك البطولية وبسيرتك الطيبة.نحبك لأننا نحترمك.كلمة قائد تليق بك.حمدالله على سلامتك وشكراً.
صفحة سيفنا والقلم .