أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي “ضرورة الا ننغشّ ونستسلم للتسويات، خصوصا ان لبنان ليس بلد تسويات بنشأته ولم يكن يوما كذلك ولن يكون، فـ”لبنان 1943″ مشروع مشترك بين كل المكونات ويرفض سيطرة الأقوى على الأضعف”.
بو عاصي، وفي مقابلة لموقع “تفاصيل” مع الاعلامية نانسي السبع، لفت الى ان من يكون الأقوى عسكريا يفرض الذهاب الى ما يسميه حوارًا الا انه في الحقيقة “عقد إذعان” يتبعه تفاوض او تسوية ليفرض شروطه على الأضعف المستند على الدعم الدولي من دول كبرى لديها انشغالاتها واوليات أخرى.
كما رأى ان “حزب الله” هو الاقوى عسكريا في لبنان، فيما كل الاطراف الاخرى تُعتبر الأضعف، ولكن على الرغم من ذلك، لن يتمكن من الحكم عبر فرض قوته طالما هناك طرف واثق من شراكته بهذا الوطن ومن قدراته ومن احترام الآخر.
تابع: “القدرة العسكرية لحزب الله لا تعني شيئا في الداخل، فلن يحتل جونيه او يقيم الحواجز. “ما حدا اخد شي من درب حزب الله بس هوي اخد من درب الكل”، لانه مرتبط بإيران ويتبع أيديولوجيا مغايرة وفرض نفسه بالقوة العسكرية كما انه يستهتر بالتمثيل والشراكة”.
كذلك اشار بو عاصي الى ان “غالبية المسيحيين في الشرق اختاروا الوجود فقط اما مسيحيو لبنان فمنذ اللحظة الاولى يريدون الدور والوجود، وعند فقدان هذا الدور يصبح الخوف على الهوية اللبنانية، فأي مجتمع لا دور له ينتهي بالاضمحلال”.
واذ شدد على ان “اللبنانيين ليسوا ضيوفا لدى حزب الله لا بالدستور ولا بالمبدأ السياسي ولا بالأخلاق، ليأخذ قرار الدخول في الحرب من دون العودة اليهم”، ذكر بو عاصي بأن شعار “الحزب” “جيش شعب مقاومة” ولكنه لم يستشر لا الجيش ولا الشعب، معتبرا ان ما يحصل في الجنوب تخطى “الحزب” فهذه لعبة ايرانية مع المجتمع الدولي والمواجهات على الحدود مجرد تفصيل. لذا رأى انه “عند الوصول الى الامور الاستراتيجية ينتهي دور “حزب الله” ورئيس المجلس النواب نبيه بري لمصلحة إيران، والدليل انه، في لحظة، تحوّل “الحزب” الى فصيل في الحرس الثوري وورّط لبنان في حرب غزة التي تدمّرت وفشل في تقديم اي مساعدة لها”.
اضاف: “تضامننا مع اهالي فلسطين مطلق وادانتنا لإسرائيل كذلك، ولكن هل يُسمح ادخال لبنان في الحرب من دون اي قرار مركزي، كما حصل في العام 2006، مع العلم ان لا قدرة لدينا اليوم لإعادة إعمار ما تهدم؟ يجب ان يكون هدف اي طرف لبناني الدفاع عن المصلحة العليا، لذا لم ولن نقبل بان يُترجم تضامننا مع غزة من خلال حرق لبنان وسنتعامل بعقلانية ووعي، كما سنرفض وجود اي حزب مسلّح على حساب الاحزاب الاخرى “كرمال يلي راحوا””.
ورد على كل من ينعتون “القوات اللبنانية” بالصهاينة، بالقول: “لن نطلب شهادة “حسن سلوك” من أحد، ونسألهم: متى لمسوا منذ 40 سنة الى اليوم حركة انفصالية مسيحية ذات طابع صهيوني لاتهامنا بالصهيونية؟ هذا مجرد كلام شعبوي”.
كما اوضح أن “”حزب الله” ضد الطائف منذ اليوم الاول ولا يعنيه، فهو يتّبع فكر الاخوان المسلمين باعتبار انه منشق عن حزب الدعوة العراقي وبالتالي لا يرضى بأي حدود بين الدول الاسلامية ويريد تسلّم السلطة ولو بالقوة ويطبّق الشريعة، مذكرا بأن “حزب الله” في السابق كان يصف الرئيس ميشال عون بالحالة الصهيونية في لبنان قبل ان تتحسن علاقتهما تبعا للمصالح الشخصية.
أما عن مشاركة الجماعة الاسلامية في التوترات على الحدود فلم يستغرب بو عاصي هذا التصرف، اذ ان توجهه الفكري والايديولوجي مشابه لتوجه “الحزب” ولكنه أكد انه ضد أيِّ مكوّن لبناني يحمل السلاح”.
وردا على سؤال عن إمكانية إدخال “حزب الله” السلاح عبر المطار، اعتبر انه أمر وارد ولكنه ليس بحاجة الى ذلك، فالشاحنات المحملة بالسلاح يمكنها الدخول من إيران عبر العراق ثم سوريا وبعدها لبنان. كما اعاد التذكير أن اسرائيل ضربت المطار سابقا ودمّرت المدرّجات من دون أي سبب، وهذا أمر طبيعي لأنه، الى جانب مراكز تخزين النفط والقواعد العسكرية، من ضمن بنك الأهداف الاساسي في أي حرب.
بو عاصي الذي لا يتوقّع حصول حرب بمعنى الدخول البري والانزال العسكري، تخوّف من الاستعاضة عنها بالضربات المكلفة والتي يتمكن الحزب من الرد عليها بأسلحته الحديثة ما سيجرنا الى مكان مجهول.
وبالنسبة لمقاطعة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى للقاء بكركي، رأى “انها رسالة خطيرة جدا، فقد أظهرت ان كل ابناء الطائفة الشيعية ضد جميع المشاركين في هذا اللقاء”، مشيرا الى ان “لبنان بلد التواصل والتماسك والتكاتف لذا لا يُسمَح لمكون واحد التصرف بفوقية والايحاء بان الاطراف الاخرى لا تعنيه فيتمادى بمنحنا الدروس ويَعرض علينا “حماية المسيحيين” فيما نؤكد له اننا لسنا بحاجة له فنحن “اما الدولة بتحمينا او منحمي حالنا”.
كذلك، اعتبر ان “حزب الله” يهيمن على القرار الاستراتيجي ويتعامل مع الجميع كضيوف، لهذا السبب قايض مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الفساد بالسلاح ما دمّر البلد، مضيفا: “معظم “النصابين” في السياسة يتحدثون عن اعادة حقوق المسيحيين فيما هذا كلام غير صحيح وهم يعرفون ذلك، ولكنهم يقصدون بث الاكاذيب “ليعموا الناس” عن حقيقة اعتبار “الحزب” أننا مجرد “ضيوف” بنظره”.
كذلك تطرق الى انتخابات الرئاسة، واصفا كل من يعرقل بـ”المجرم” بحق الشعب والاستقرار السياسي في لبنان فهو الأساس لتأمين الاستقرار الامني والاقتصادي والانمائي، مشيرا الى ان هذه الجريمة تُنّفذ من خلال ضرب الاستقرار السيادي. وردا على سؤال، أجاب: “لا ارى انتخاب الرئيس سيحصل قريبا اذ ان الرئيس بري مستمر بإقفال المجلس لمصلحة “حزب الله””.
اما عن العلاقة بين “القوات” و”التيار”، فرأى ان “إختصاص الاخير “نبش التاريخ” بشكل مخرّف وهذه مسألة لن تنتهي، وخصوصا انه نشأ من لعبة سلطة فقط لا غير، وهذا الامر ما زال مستمرا”، مذكرا ان عون عمد لمهاجمة “حزب الله” حين عاد من فرنسا وبالغ بذلك الى أقصى الحدود حتى نال المكسب السياسي الذي يناسبه فبدّل موقفه. وأردف: “إن مؤيدي “التيار” قسمان: الاول، للانتماء السياسي بسبب المصلحة والعاطفة والقناعة، فيما الثاني والأكبر، هو المجموعة المتحرّكة التي تقلب المعادلة.
بو عاصي سئل عن امكانية انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اكتفى بالقول: “له منا كل التقدير والاحترام ولكن خياراته السياسية بعيدة جدا عن خياراتنا وقناعاتنا”.
كما أجاب تعليقا على أوجه الشبه بين “القوات” و”حزب الله”، قائلا: “ما من شيء يجمعنا مع “الحزب”، فنحن دافعنا عن الهوية والكيان اللبناني وهذا خيارنا المطلق، اما هو فلديه أيديولوجيا مختلفة تماما ومشروع اسلامي لا يمكنه الابتعاد عنه فضلا عن الغياب التام للرؤية اللبنانية – اللبنانية”.
ورأى ان “الفيديرالية هي أحد الخيارات المتاحة وتُعد من الحلول التي يجب ان توضع على الطاولة في الوقت الصحيح، الا ان طرحها يكون وفق مقاربة معيّنة وتوقيت مناسب، ولا سيما ان معظم مشاكلنا مركزية ولا تُحل باللامركزية كسعر صرف الدولار، السياسة الخارجية، سلاح حزب الله وتهريب الكبتاغون، كما انها لن تنجح إذا لم يوافق عليها جميع الافرقاء”.
في الختام وردا على سؤال عن استعداد “القوات” لحمل السلاح من جديد، قال بو عاصي: “إذا اضطر الأمر لا حول ولا قوة، ولكن علينا ان نسعى بكل قوتنا لتفادي ذلك، فالأمر الأصعب في الحياة ان نبلّغ والدة صديق ورفيق عن موت ابنها و”الله يقدرنا تنمنع تكرار هيدا الموقف من جديد”.