احد الذين يقدمون برنامجا عبر إحدى الشاشات الساعية دوما إلى ” السوسبينس” والى اللعب على أوتار الغرائز المذهبية، وهو من كبار المروجين للتقسيم تحت شعار ” الفدرالية” شن هجوما لاذعا على بكركي وسيدها على خلفية تصريح للناطق باسمها المحامي وليد غياض اشاد فيها بتضحيات المقاومين في جنوب لبنان. واعتبر هذا المتطاول أن هؤلاء المقاومين هم خمينيون وليسوا لبنانيين، وكأنه المخول بتوزيع الشهادة اللبنانية على هذا وذاك. وبالتالي من هي السلطة التي سوغت له القيام بهذه المهمة. فاللبنانية تعني التعايش وهو يدعو المسيحيين إلى إشهار العداء للشيعة لأنهم يقاتلون اسرائيل، والغريب أن هذا ” المخلوق” يعتبر في مقالته أن الفلسطينيين هم من اعتدوا على الاسرائيليين في غزة وأن ما تقوم به آلتهم العسكرية من حرب إبادة هو حق غير منازع فيه ويستحق التنفيذ. هذا التقسيمي اللابس رداء الفدرالية الذي زهقت الناس من تنظيراته يريد لبكركي أن تدق النفير وتعلن الحرب على الشيعة وطردهم من لبنان،والا تكون خارجة على الارادة اللبنانية والاجماع او شبه الاجماع المسيحي. في مقالة هذا ” المخلوق” إختلط الحابل بالنابل. الجميع يقر بتقصير الكنيسة تجاه شعبها في هذه الأحوال العصيبة وسؤ استثمار الاوقاف بما يوفر الحياة الكريمة له ، مما يحد من نزيف الهجرة. والجميع يتلمس أخطاء في أداء هرم الكنيسة المارونية ومنها احتضانه رئيس جمعية غيلان المصارف الذين سطوا على ودائع الناس وهربوها إلى الخارج سليم صفير غير السليم ولا القويم ” قابر الشيخ زنكي” مع حرامي الجمهورية رياض بن توفيق سلامه. والجميع يقر أن غبطته تعب وبات مرهقا. اما دعوة بكركي إلى إعلان الحرب على ” حزب الله” واستطرادا الطائفة الشيعية لأنه الأكثر تمثيلا فيها ولها،فهذا يعني دعوة إلى الانتحار الجماعي ليس للمسيحيين فحسب، بل اللبنانيين كافة ،وهذا بالطبع يخدم الصهيونية وربيبتها إسرائيل. إن نشاط ” الفدراليين” في هذه آلاونة لا يمكن أن يكون مصادفة او أمرا عاديا، أنهم يتماهون مع الذين يراهنون على أن تل أبيب ستوجه ضربة قاضية ل” حزب الله” وأن حلفاءها سيعودون الاقوى. لكن هذا الحراك لا ينطلي على احد لأنه ينطوي على تقسيم مقنع. بكركي تعرف هؤلاء تماما فلا حاجة بهم لاعطائها الدروس.
مارك بخعازي