كلمة وزير السياحة المهندس وليد نصار في المؤتمر الصحفي الذي عقده برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أمس الاثنين في le Yacht Club ببيروت في حفل الاطلاق الرسمي للحملة الوطنية للسياحة تحت عنوان “مشوار رايحين مشوار
وهنا نص كلمته بالكامل.
دولة ر ئيس مجلس الوزراء
اصحاب المعالي والسعادة
اركان القطاع السياحي
السيدات والسادة والحضور الكريم،
“يُسعدني أن أرحبَ بكم جميعًا في هذا اليوم المميز لإطلاق الحملة الوطنية للسياحة لموسم صيف ٢٠٢٤ تحت عنوان “مشوار رايحين مشوار”، والذي نُريده مشواراً للصمود والأمل بوطن مزدهر ومتقدم ، كما كان لسنوات خلت وبإذنِ الله سيعود .
أتوجهُ بالشكر الجزيل إلى جميع الجهات المنظِّمة والداعمين لهذه الحملة، الذين بذلوا جُهدًا كبيرًا لجعل هذا الحدث ممكنًا على رغم الظروف الدقيقة التي يمرُ بها وطنُنا الغالي .
وقال : نحن نعيشُ في فترة تتسمُ بالتحديات الكبيرة، نتيجة الوضع الأمني المضطرب في جنوبنا العزيز ، وصعوبات الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، بالإضافة إلى الفراغ الرئاسي الذي يَحدُّ من انتظام عمل المؤسسات الدستورية … رُغمَ هذه التحديات، فإننا التقينا اليومَ لنتحدث عن الامل والصمود، من خلال سعينا لتعزيز السياحة كوسيلة لدعم اقتصادِنا ومجتمعِنا. ذلكَ انَ السياحة هي واحدة من أهمِ القطاعات التي تدعم اقتصادنَا الوطني، وتقيمُ جسوراً للتواصل بين الثقافات وتبادل الخبرات وتعززُ المبادرة والإبداع، ومن خلال السياحة، نتمكنُ من تعريف العالم بثقافتنا الغنية وتاريخنا العريق.
وأضاف : إن رسالتَنا اليوم تتجاوزُ الدعوة للاستمتاعِ بالمواقع السياحية الجميلة في بلدنا فحسب، بل نحن نَسعى كذلك لتعميم ثقافة جديدة تقومُ على احترام التراث الثقافي والبيئي، وتَسعى الى تحسين جودة الحياة Quality of life للجميع. فالسياحةُ تساهمُ في توفير فرص العمل وزيادةِ الحركة الاقتصادية، ما ينعكسُ ايجاباً على حياة الفرد والجماعة. من هنا إن الحفاظَ على نظافة واستدامة مواقعنا السياحية هو مسؤولية جماعية ، وعلينا أن نعملَ معًا لضمانِ أن تكون هذه الأماكنُ متاحةً وجميلةً ومصانةً للأجيال المقبلة.
في حملتنا التي نُطلقها اليوم ،دعوةٌ إلى استكشاف الجوانب الثقافية والبيئية للسياحة في لبنان والمشاركة الفعّالة في الفعاليات والأنشطة بوجوهها الثقافية والتراثية والفنية ، ورسالتُنا الى الجميع ، في الداخل والخارج ، ان نضالَنا من اجل وطننا متعددُ الوسائل ، لكنه يصبُ بهدفٍ واحدٍ هو الارتقاءُ برسالة لبنان السامية ، رسالةُ ثقافة الحياة وجودتها ، وبالتالي العمل على ملاقاة رؤية العالم العربي الجديد المبني على التفاهمات وتصفير المشاكل ، وهذا لا يُلغي ثوابتَنا الوطنية المحددة التي ارساها اتفاقُ الطائف وكرسّها الدستور . من هنا اصرارُنا على ان يكونَ لبنان جزءاً من ايِ حلٍ او مشروعِ حل في المنطقة العربية ، فلا يُهمّشُ دورَه ولا تُملى عليه تفاهمات تجعلُه ملحقاً وليسَ فاعلاً ، ذلك لان لبنان لا يُمكن ان يكونَ إلا شريكاً فاعلاً ومساعداً في حل ِالخلافاتِ في المنطقة . هكذا كان دورُه في الماضي ويجب ان يستمرّ لان لبنان ملتزم شراكة في صناعة السلام مع الجوار العربي والعمل على إعادة العلاقات السوية إلى ما كانت عليه بل تفعيل سياسيات متقدمة عنوانُها الأساسي الاحترام ْالمتبادل واعتماد لغة الحوار والدبلوماسية المعهودة مع العالمين العربي والغربي لاستعادةِ ثقة المجتمع الدولي بلبنان الذي لم يكن يوماً الا شقيقاً للدول العربية ، ومناصراً للقضايا العربية العادلةِ التي دفعَ الكثير من اجلِها ولا يزال ، وكذلك صديقاً لدولِ العالم بكلِ اتجاهاتِه .
وأكد : على هذا الامل ،
نتطلعُ إلى موسم صيف ٍمليء بالأنشطة الممتعة والآمنة، ونتمنى للجميع تجربةً سياحية مميزة تضاف ُالى تجربَتين ناجحَتين في العامَيْن الماضيين . ولعل ما يجعلنا نتفاءل بموسم سياحي ناجح ما تشير اليه الارقام عن حركة مطار رفيق الحريريّ الدولي في الاشهر الستة الاولى من سنة ٢٠٢٤ حيث بلغ عدد المسافرين 2،997،381 مسافر مقابل 3،000،185 في الفترة نفسها من العام ٢٠٢٣ اي ان الانخفاض لم يتجاوز سوى واحد بال الف، وذلك على رغم الأوضاع السائدة في جنوب لبنان وغزة .
وختم : شكرًا لكم مرةً أخرى على حضوركم ودعمكم، لقد اوليتُم القطاع السياحي اهميةً كبرى وتابعتُم باهتمام كل الخطوات التي قمنا بها لثقَتكم بأن هذا القطاع رافدٌ مهمٌ للاقتصاد الوطني وصورةٌ زاهرةٌ للبنان في الخارج وتجاوبتُم مع طلباتنا سواءَ في مجلس الوزراء او بقراراتٍ صدرتْ عنكم وعن الزملاء الوزراء المعنيين ، فشكرا لكم مجدداً.
ختاماً ، نتمنى للبنان موسمًا سياحيًا ناجحًا. وشكراً على حضورِكم وحمى الله بيروت ولبنان .