ما بين غورو والصحافي الإسرائيلي، التاريخ يعيد نفسه

وليد السمور

ها نحن هنا على قبرك يا صلاح الدين الأيوبي الكلمات لها مدلولاتها وتاريخها ما زالت حاضرة وتدرس في المدارس والمعاهد والجامعات…
القائل هو الجنرال الفرنسي هنري غورو، الذي قال هذه العبارة الشهيرة عند دخوله دمشق عام 1920 وتوجهه لقبر صلاح الدين الأيوبي، كإعلان استعماري بانتصار الغرب وعودة الحملات الصليبية على حد وصفه، حيث ركل القبر قائلاً ها نحن عدنا يا صلاح الدين.
تفاصيل القصة تعود إلى
شهر تموز يوليو عام ألف وتسعمائة وعشرين، بعد احتلال الفرنسيين لدمشق.
وكان الموقع له دلالاته الوطنية الكبيرة حيث ضريح القائد الشهير صلاح الدين الأيوبي بجوار الجامع الأموي في العاصمة السورية دمشق.
هناك وقف الجنرال غورو بشموخه الفرنسي المعتاد وقال جملته الشهيرة التي حفظتها الشعوب عن ظهر قلب، ها قد عدنا يا صلاح الدين ،، أو ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين.
رمزية الكلمات المقتضبة بحيث كانت العبارة إهانة متعمدة ورمزاً لعودة فرنسا للسيطرة على المنطقة بعد هزيمة الصليبيين على يد صلاح الدين.
ذكرت هذه الحادثة في العديد من المصادر التاريخية والشعبية، ووثقها بعض المؤرخين والمذكرات، رغم اختلاف الروايات حول دقة تفاصيلها.
هنا التاريخ يعيد نفسه حينما جلس الصحافي الإسرائيلي يتسحاق هوروفيتش أمام مثوى السيد حسن نصرالله الأمين العام السابق لحزب الله في عمق معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية متحدثاً إلى المجلة التي يعمل بها “باخيلة” الأسبوعية الحريدية،،
ويأتي هذا الاختراق الفاضح حينما ذكر أنه تجول في الضاحية الجنوبية لبيروت، وزار ضريح نصر الله مع مرافقه “حسن” الذي طمأنه بالدخول بعدما لقنه درساً بعدم التكلم لأنه إسباني الجنسية.
هذه الشواهد تفتح الباب أمام العديد من التساؤلات منها وجود عددٍ من مسلحي الحزب في المكان لحراسة الضريح ومعه مرشد من بيئة الحزب، وبالتأكيد هذا الحسن إن صحت التسميات هو من كوادر الحزب ، وإلا كيف لم يكتشف وهو أوروبي الجنسية ،،وقد سبقه إلى ذلك صحافي آخر تنزه عند صخرة الروشة بلا حسيب أو رقيب ونشر صوره بعد العودة إلى تل أبيب.
كل ذلك يضعنا أمام مسألة خطيرة جداً حول كيفية دخوله لبنان عبر بوابة مطار الرئيس رفيق الحريري بسهولة تامة،،وبعيداً عن الرؤية الاستخباراتية في المطار المذكور ،، والفضيحة الكبرى بدخول منطقة الضريح ولم ينبس أحد من حراس المكان ببنت شفة وكأن شيئاً لم يكن؟