روجيه عزام إلى حضن الآب.. نجيب زوين: نَمْ قرير العين، أيّها المقاوم العنيد، فلبنان الذي أحببت بدأت ملامحه بالظهور

غاب روجيه جسدًا، لكن حضوره الوطني والفكري سيبقى شاهدًا على مسيرة نضال صلبة لم تعرف المساومة، ولا الحياد في لحظات الحقيقة.
روجيه عزّام، أحد الوجوه البارزة في العمل الوطني، مواقفه الثابتة ارتكزت على خطاب المكتب المركزي للتنسيق الوطني الذي اسسنا وناضلنا سوية:

«فلا أُمّة ولا قومية نعترف بها للبنانيين إلاّ الأمّة اللبنانية، ولا مساحة وطنية للشعب اللبناني إلا مساحة الوطن، وهو لبنان، ولا دولة إلا الدولة اللبنانية، ولا أيديولوجية أو عقيدة إلا شرعة حقوق الإنسان، التي ساهم لبنان في وضعها مساهمةً كبيرة».

      سواء في لبنان أو في الخارج، لم يَحِد روجيه يومًا عن ثوابته الوطنية قيد أنملة. لم تُغره المناصب، ولم تستدرجه الإغراءات المالية، ولم تُفلح العروض التي قُدّمت له مقابل الصمت المؤقّت في ثنيه عن مواقفه. فبقي الصوت الجريء في زمن ساد فيه الصمت، وسقطت الأقنعة عن الوجوه المزيّفة.
      وقد كشفت الوقائع تباعًا حقيقة الوصوليّين الذين لم يكن همّهم سوى الكرسي، ولو كان مخلّعًا، فيما بقي روجيه وفيًّا لقضية آمن بها حتى النفس الأخير.

     اليوم، ومع التحوّلات التي يشهدها لبنان، تبدو ملامح الوطن السيّد الحرّ الذي حلم به وواجه من أجله في طريقها إلى التبلور، فيما تتهاوى تباعًا مواقع الشرّ والمنظومات التي قاومت قيام الدولة.

    رحل روجيه عزّام، لكنه سيظلّ جزءًا من ذاكرة وطن لا يموت.

فنَمْ قرير العين، أيّها المقاوم العنيد، فلبنان الذي أحببت بدأت ملامحه بالظهور.

نجيب سليم زوين
14 كانون الاول 2025