الموفد الفرنسي شدّد لأول مرة على ضرورة الإسراع بتنفيذ حصرية السلاح …

أبي رميا ل “النهار” ، لودريان أكد على السلاح الغير شرعي وحذر من عدوان إسرائيلي
وجدي العريضي

حظيت زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان باهتمام لافت ، وإن لم تكن الأولى له بحيث جاء إلى بيروت مرارا ، ولكن البعض يرى أنه لم يحقق خرقا في أمور كثيرة باعتبار الملف اللبناني في عهدة الولايات المتحدة الأمريكية .

أما ماذا عن هذه الزيارة ؟ ومن التقى وكيف كانت المداولات في سياق اللقاءات التي جمعته بمعظم المسؤولين اللبنانيين ؟

بداية ينقل عن مواكبين ومتابعين لهذه الزيارة ، بأن لودريان التقى الرؤساء الثلاثة وبعض رؤساء الأحزاب ، وبالتالي لم يلتق بحزب الله ، ولكن الأبرز في الزيارة أن لودريان تحدث لأول مرة عن ضرورة أن يسلم حزب الله سلاحه للدولة اللبنانية ، ما يعني موقفه تماهى وتناغم مع الموقف الأمريكي ، إذ كان هناك تنسيق تام في هذا السياق بين باريس وواشنطن ، وبالتالي الموفد الفرنسي على تواصل دائم مع المسؤولين السعوديين في الملف اللبناني من جوانبه كافة ، لاسيما مؤتمر الدول المانحة ومؤتمر دعم الجيش ، حيث حظي الأخير باهتمام في لقاءات لودريان في العاصمة اللبنانية.

أما وبالعودة إلى موقفه من حصرية السلاح ، فمن التقاهم أكدوا بأن هذا الموضوع أثاره في معظم اللقاءات لأنه يراه الحل ، وبالتالي يؤسس لمرحلة جديدة للبنان ويفتح الأفاق أمام مؤتمر الدول المانحة وحتى مؤتمر دعم الجيش ، لأن هذا المطلب يحظى بإجماع دولي ، في حين كان سفراء فرنسا المتعاقبين يزورون الضاحية ويلتقون بنواب وقيادات من حزب الله ، إلا أن “زمن الأول تحول” وبالتالي الموقف الفرنسي تبدل بشكل لافت ما ظهر جليا من خلال زيارة لودريان ، بينما لم يلتق بكل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، ربما لأنهما خارج الحكومة.

عضو لجنة العلاقات البرلمانية اللبنانية-الفرنسية النائب سيمون أبي رميا ، المواكب والمتابع للشأن الفرنسي والعلاقة بين البلدين قال ل “النهار” ، لفرنسا دور تاريخي في لبنان ، وتتابع كل تفاصيله وملمة بوضعه وبكل ما يحيط به من أزمات ، وعلى هذه الخلفية التواصل قائم بين المسؤولين اللبنانيين والفرنسيين ولم ينقطع يوما ، وإن كان هناك نفوذ أمريكي واضح لا أحد إلا ويقر به ، بمعنى أن واشنطن دورها مفصلي وأساسي ولكن ثمة تنسيق بين واشنطن وباريس حيال الوضع في لبنان ، لاسيما في هذه الظروف التي يمر بها .

أما ماذا عن أبرز مداولات لودريان في بيروت ؟

يردف أبي رميا قائلاً ، بصراحة متناهية الموفد الفرنسي نقل رسالة واضحة لمسؤولين لبنانيين ، بناء على تقاطع معلومات أمريكية -إسرائيلية -فرنسية ، بأن إسرائيل ستقوم بعدوان على لبنان ، ولذلك كان حاسماً حول موضوع حصرية السلاح ، تجنبا ودرءا لأي حرب قد تحصل ، فهذه مسألة مهمة جدا بحثها بعمق مع من التقاهم من المعنيين .

أما بالنسبة للأمور الأخرى التي تداولها ، يخلص أبي رميا ، فقد أكد على ضرورة انعقاد مؤتمر دعم الجيش في 18 شهر الجاري في العاصمة الفرنسية بعدما تأجل لمرات ، إلا أنه وحتى الساعة يمكن القول أن كل الاحتمالات واردة في ظل ما يمر به لبنان والمنطقة ، لكن موعده حدد في هذا التوقيت على اعتبار أن فرنسا ضنينة وحريصة على الجيش ودعم المؤسسة العسكرية ومدها بالسلاح ، وهذه أيضا مسألة مهمة موضع متابعة ومواكبة في إطار التواصل الأمريكي – الفرنسي – السعودي وهؤلاء سيشاركون في المؤتمر المذكور ، إضافة إلى شق آخر هو ترسيم الحدود اللبنانية-السورية بحكم الوصاية الفرنسية آنذاك على كلا البلدين وما تملكه من خرائط وخبراء بهذا الشأن ، ناهيك إلى متابعته العملية الإصلاحية التي تقوم بها الحكومة اللبنانية ، والتي تصر عليها فرنسا لأي دعم سيحظى به لبنان من الدول المانحة.