
١٩٣٥- ٢٠٢٥
“عميد الخير العربي”.
“إِذَا وُضِعَ المِيْزَانُ بِالْخَيرِ عِنْدَهُ
فَمَأْوَاهُ جَنَّاتٌ وَخَيّرٌ مُفَضّلُ
وَلا خَيَّر فِي الدُنْيَا إِذَا لَمْ تَكُنْ
بِهَا تَقِي سَلِيمُ القَلْبِ للهِ تَعْمَل
وَمَنْ لا يَخَافُ اللهَ فِي الجَهْرِ والخَفَاءَ
فَقَدْ خَسِرَ الدَارَينِ والله يُمْهِل
فَأَكْثِرْ أَخِي دَوْمَاً مِنْ الخَيِرِ إِنَهُ
هُوَ النُّورُ فِي القَبْرِ لِمَنْ مَاتَ يَحْصُل”…
محمد بركات أحد كبار رواد النهضة الاجتماعية والرعائية والخيرية في لبنان والعالم العربي، وله إسهامات وجهود وبصمات في ميدان العمل الخيري اللبناني والعربي ما لا تحصى وتعد لهذا أطلقت المؤتمرات الرعائية عليه لقب “عميد الخير العربي”.
بركات، المدير العام السابق لمؤسسات الرعاية الإسلامية في بيروت، كان شخصية بارزة في المجتمع اللبناني، تولى إدارة المؤسسة لمدة 51 عاماً، مساهماً في تجديدها وتطويرها، وترك بصمة في العمل الإنساني والتربوي والاجتماعي، وهو ابن الحاج صالح بركات، وشقيق التربوية فوزية بركات، وشخصية معروفة بمناصبها في الكشاف المسلم وجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية.
وُلد في بيروت، ١٩٣٥وتلقى تعليمه في كلية المقاصد الإسلامية، حيث درس التاريخ وعلم الاجتماع والفلسفة.
كان له دور كبير في تطوير فلسفة العمل في المؤسسة وإعادة شبابها، وتحويلها إلى مركز للأمل.
تولى رئاسة “جمعية الكشاف المسلم” بين عامي 1958 و1960.
انتخب عضواً في مجلس أمناء جمعية المقاصد
عام 1944، وكان أمين سر لها في فترة من الفترات.
نشط في اللجان الثقافية ونشاطات متخرجي المقاصد، وإصدار مجلة “المقاصد”.
شارك في النشاط القومي العربي وإصدار مجلة “الحرية”.
ينتمي إلى عائلة عريقة، ووالده الحاج صالح بركات كان
من تجار بيروت.
شق بركات طريقه كعالم في المجتمع اللبناني، أفنى حياته في خدمة الأيتام والمؤسسات الخيرية، وترك إرثاً من المحبة والعطاء، واشتهر بقدرته على فهم أسرار أيتامه وصناعة الأمل في دار كانت بحاجة للتجديد.
دخل محمد بركات عام 1961 إلى مؤسسة صغيرة جدّاً في الطريق الجديدة، متواضعة في مبناها وجهازها، كانت تأسّست عام 1917، على يد وجهاء بيارتة، إبان الحرب العالمية الأولى، كميتم صغير في منطقة زقاق البلاط، استجابة للظروف المأساوية آنذاك.
لم يكن يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره حين تولّى مسؤوليتها. كبر فيها وكبرت به. دخل إلى المعترك شاباً، واعتمد على الشباب لتحقيق أحلامه. وخرج من “الميتم” بعد 51 عاماً، وقد أصبحت “مؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية” 56 مجمّعاً ومؤسسة.
يقول بركات إنّه خرج من المكتب الذي دخل إليه أول مرة، ولم يغيّر فيه.. لكنه أنشأ من المجمّعات والمؤسسات والصروح والمنشآت والخدمات ما لا يمكن تصوّره. بعبارة أخرى، هو “أنشأ ما يشبه المنظّمة الكاملة في خدمة الفئات الأكثر فقراً وامس حاجة في لبنان”
من مواليد بيروت 1935، زوجته المربية الفاضلة المرحومة رأفت الحكيم، أولادهما: صالح، دانية وآية.
تلقى دروسه من الروضة إلى الثانوي في كلية المقاصد الإسلامية وأتمها عام 1952.
ما بين الثانوي والجامعة، عمل مع والده الحاج صالح بركات في التجارة والصناعة، تابع أثناءها دورة تخصص في الإدارة الصناعية في ألمانيا.
تخرج من جامعة القديس يوسف في بيروت عام 1961 حاملاً دبلوم الدراسات العليا في الاجتماع والتاريخ. ثم تابع دورتين دراسيتين: الأولى بدأها في باريس ثم أتمها في بروكسل عام 1964، والثانية في جامعة شيكاغو عام 1970.
انتخب عضواً في الهيئة الإدارية لجمعية متخرجي المقاصد ومسؤولاً عن نشاطاتها الثقافية، معززاً دورها في استقطاب المجتمع وفي إصدار وتحرير مجلة “المقاصد”.
نشط في لجنة تحرير المغرب العربي إبان ثورة الجزائر، كما مثّل لبنان في مؤتمر الشباب الآسيوي الأفريقي في القاهرة أواخر الخمسينات.
واكب انطلاقة النادي الثقافي العربي، عضواً نشطاً في إطلاق معرض الكتاب العربي.
كان له في أواسط الخمسينات نشاطه القومي العربي وفي إصدار مجلة “الحرية” ذات الطابع القومي في بداياتها، ثم تركها مع بدء عمله في دار الأيتام.
تمتد شبكة علاقاته الواسعة في العديد من الأقطار العربية، وما يزال يتابعها مع أصدقائه الكثر وفيهم من بلغ مراتب رئاسية وقيادية في الاقتصاد والفكر والأدب والسياسة والخدمة العامة، وقد وظف هذه الشبكة للخير والنفع العام والرعاية الاجتماعية.
كنت على صداقة متينة معه اواكب نشاطاته ومشاريعه وقد أجريت معه العديد من الحوارات الصحافية ومناقشته في كثير من المشاريع الخيرية، خصوصاً مشروع قانون مكتومي القيد “”اللقطاء” وقد ناضل رحمه الله في صدور القانون الذي يخول تسجيلهم في دوائر النفوس واعطائهم تذكرة هوية. نتضرع إلى العلي القدير أن تكون في ميزان حسناته.
رحم الله الصديق الكبير محمد بركات عميد الخير العربي وأدخله فسيح جناته.
المحب
فادي الغوش



