زمن الديكتاتوريات ولّى ويا مرحبًا بالسلام العادل

وليد السمور
باتت الديكتاتوريات العربية في مزبلة التاريخ بعدما لفظتها الشعوب العربية التي كانت ذات يوم تحت رحمة شلة من الهبل المستكبرين من طيور الظلام التي فضحها ذات يوم “الزعيم” عادل إمام. كلهم سفهاء ظالمين بواجهة واحدة وتوجه أوحد جعل جميع ديكتاتوريات العالم متشابهة في الغطرسة والهبل والتشبيح وقلة الضمير ينشرون الفساد بين الشعوب المسكينة التي أطلقوا عليها إسم القطعان التي تمشي خلف القائد الفذ والملهم وقائد مسيرة الشعب والقائد الضرورة وعداك العيب يا سيدي من الغلط، وحتى في مسرحية أن شعوبهم تعشقهم، فكم من زعيم عربي يذكّركم هذا الكلام والشواهد كثيرة.
ولعل همروجة العقيد الليبي معمر القذافي في إحدى القمم العربية يوم قال للقادة العرب بأن الدور سيأتيكم الواحد تلو الآخر.
كلنا يعلم كشعوب عربية أن الحل والربط بيد الولايات المتحدة كي لا نقول ونستعيد كلمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عشية القمة العربية يوم أرسل برقيات عاجلة لهم بأن إسرائيل ستعزلهم عن كراسيهم مثلما أجلستهم عليها وهذه فضيحة مدوية بحق من باعوا بلادهم وقتلوا شعوبهم لسنوات طويلة مقابل كرسي الحلاق الذي لا ولن يدوم بالطبع.
العيش بأمان وسلام مع الولايات المتحدة يقي تلك الدول الويل والثبور وعظائم الأمور، أما الحلفاء من إيران إلى روسيا وكوريا الشمالية وحتى العملاق الاقتصادي التنين الصيني فلن يكون بمقدورهم جميعاً الوقوف بوجه سيدة العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
زرت الكوريتان الجنوبية والشمالية في مهمات عمل رسمية وشاهدت بأم العين وعلى أرض الواقع الفارق الشاسع بين الجارتين اللدودتين،، فكوريا الجنوبية تعتبر واحدة من أقوى خمسة اقتصادات عالمية وشعبها يعيش حالة من الوفرة المالية والرفاهية بينما الجارة والشقيقة الشمالية ما زالت معزولة فقيرة لا تملك سوى القنبلة الذرية اليتيمة لكن شعبها يعيش داخل سجن صغير يحتاج لاستنشاق هواء الديمقراطية التي تحمل للشعوب الكرامة والرفاهية.
فأقطاب المعسكر الشرقي أتباع روسيا وقبلها الاتحاد السوفييتي ماذا حل بهم عند المفرق الأول فتذكروا ماذا حل بالعراق وصدام حسين
وبالقائد الليبي معمر القذافي ومؤخراً بقضية بيع الرئيس السوري الأسبق بشار الأسد وكيف تمت صفقة بيعه بأبخس الأثمان ونقله إلى موسكو بقوة السلاح وهو الذي فتح المياه الدافئة في المتوسط لجيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف..
الأمثلة كثيرة أمامنا فالدول العربية التي تحالفت مع حلف وارسو الديكتاتوري تعيش الحروب والفقر والجريمة، بينما التي تحالفت مع الغرب في الحلف الأطلسي تعيش التطور والرخاء ودول الخليج العربي لنا فيها أكبر مثال.
بالله عليكم وأجيبوني بكل شفافية،، هل يستخدم أحدكم هاتفاً نقالاُ من فخر الصناعة الروسية،، هل اشترى أحدكم سيارة روسية
وكانت وفية لسائقها من حيث الفخامة والطراز والتكنولوجيا.
وكل هذا في كفّة، والعربان الذين يدعون بالنصر لروسيا والصين وفنزويلا وكوريا الشمالية وإيران في كفّة أخرى، بينما يتقاتلون ليل نهار للهرب طالبين اللجوء إلى الولايات المتحدة وكندا والقارة العجوز،وعلى مسؤوليتي لو سمحت لهم إسرائيل أبوابها للعمل هناك لتوافد أبناء هذه الأمة الثكلى إلى مدنها للعمل بعدما كفروا ببلدانهم الفاسدة أخلاقياً وقضائياً وحياتياً.
يا أمة خجلت من تصرفاتها الأمم، فشعبها عاشق للنفاق وتبجيل القائد الضرورة، ويخاف من قول الحقيقة كرمى عيني القائد المفدى، يقتل ويزني ويتاجر بالممنوع وبالأعضاء البشرية من أجل سيادته.
تعالوا لنعيش بسلام ليس من أجلنا بل من أجل أبنائنا وأحفادنا، بلا سلاح وبلا مقاومة وهبل،فقد علمتنا الثورة الفلسطينية عبر التاريخ أن قادتها باتوا من أصحاب المليارات والشعوب تذبح يومياً كالخراف، وسوريا المندفعة اليوم بقيادتها الحالية نحو السلام والاستقرار باتت قريبة من أن تكون غنية لا بل ثرية مثلها مثل دول الخليج العربي، وربما تتفوق عليها جميعاً لامتلاكها ثروة بشرية خلاقة وثروات زراعية ومعامل ومصانع ضخمة لكل ما يحتاجه البشر، زد على ذلك الآثار والمناطق السياحية الرائعة.
ولهذا نؤكد أن زمن الديكتاتوريات قد ولى إلى غير رجعة ونحن الآن نعيش عصر السلام والأمان…