
بالطبع اشكر شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين على هذا التكريم خلال الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع فلسطين وهي لفتة كريمة وان كنا في الحقيقة نحاول القيام بواجبنا وتنفيذ قناعاتنا والتزامنا …
ولقد اخترت في كلمتي للمناسبة ان اتخطى الحديث عما ينتابنا من وجدانيات حول دعم القضية وحول التضحيات و البطولات لشعبنا الفلسطيني في غرة وقيادته وفي كل فلسطين ولشعبنا في لبنان واليمن والعراق وسوريا ومصر والاردن على مدار الصراع الناتج عن الاغتصاب الصهيوني الغربي لفلسطين كأرض والاغتصاب السياسي للقرار السياسي لأنظمتنا المأزومة تكوينا وسيادة ….
ولذلك قررت التوقف عند بعض الاساسيات في الوعي في المدة القصيرة المتاحة لي :
١- يجب التأكيد اننا لسنا فقط امام قضية فلسطينية كحقوق وانسانية بل نحن امام قضية الاحتلال الصهيوني الغربي الاعتصابي لفلسطين من ضمن مشروع الهيمنة على سيادة وثروات الاقليم وارادة ومصير شعوبه …
٢- و انطلاقا من ذلك فإن التزامنا الصراع مع الكيان الصهيوني ليس فقط خيارا بالدفاع عن الحق ودفاعا عن القيم الانسانية بل هو قدر وجودي في المكان والزمان وهوبالتالي دفاع عن الوجود بل في الحقيقة هو سعي لتحقيق انتصار الوجود والسيادة والكرامة والتنمية .. وهكذا نحن في الصراع وفي الحرب مع الكيان كقضية وجود وليس من موقع الدفاع …!!
٣- ان الكيان الصهيوني الغربي بعد طوفان الاقصى وما تبعها بات مأزوما و لم يعد قادرا على وقف الحرب الا بتسوية اقليمية تؤمن له انتصارا استراتيجيا ( مشروع اسرائيل الكبرى )ومثل هذه التسوية مستحيلة في ظل توازن القوى الحالي وفي ظل الصراع الدولي لتحقيق توازن جديد بفعل الوقائع والتطورات ..وبالتالي نحن في حرب مفتوحة واي نتائج جزئية فيها لا يجب اعطاءها بعدا نهائيا …والامور تؤخذ بنهاياتها …
٤- يجب الاعتراف ان العدو نجح في وضعنا جميعا كدول وشعوب في الاقليم امام اشكالية كبيرة هي الاشكالية بين الامن الوطني وبين الامن القومي او الاقليمي بحيث باتا يبدوان متناقضين في حين يفترض ان يكونا متكاملين ووضعنا امام مشكلة ايهما الاولوية بهدف تفسيخ المحور بل ومنع قيام اي محور وتغليب القطري على القومي والاقليمي بما يجعل المحور احتكارا للاميركي الصهيوني الغربي ويضمن له الغلبة عسكريا وسياسيا واقتصاديا…
٥- ان اي اتجاه للبننة الصراع في لبنان او لقطرنة الصراع في اي قطر في الاقليم بفعل ما يسمى البنية والحاجات والاولويات الداخلية يوقعنا اسرى للإشكالية التي تحدثت عنها و يحرفنا عن المشكلة الوجودية الى المشكلة الحدودية فنقع في الاستفراد ونسير عندها نحو الهزيمة الاستراتيجية سياسيا في الاساس بإرادتنا …
في الختام اود التأكيد اننا امام حرب مفتوحة تستوجب الكثير من العمل والصبر والتضحيات الا انها ايضا تستوجب قبل كل شيء وضوح في الرؤيا وفي الخطاب السياسي الباني للوعي وتستوجب سياسات تحمي هذه الرؤيا وتحمي وتدعم قدرات شعبنا الصابر المقاوم المسمى بيئة المقاومة وهو المقاومة اصلا بحيث نقف بوضوح وبقوة لمنع تنفيذ الاملاءات الاميركية بدل الشكوى منها واختصار مواجهتها على موضوع السلاح فقط.. فالمقاومة تمتد من القرار الى الارادة الالتزام الى السلاح الى بناء الوعي المقاوم والاقتصاد المقاوم وثقافة المقاومة ….شاء من شاء وابى من ابى ….
وحتما سنبقى على العهد على طريق القدس وحتما سننتصر وكما قال شهيدنا الاسمى نحن لا نهزم …..
علي يوسف.
ألقيت في مناسبة الاحتفال في اليوم العالمي لدعم فلسطين……



