لبنان مش مشاع ومش للبيع!! (نجبب زوين)

لم يكن لبنان عرضة للمخاطر الوجودية في تاريخه الحديث كما هو اليوم، فالمنطقة على فوهة بركان، والخرائط موضوعة على الطاولات والادوار تتوزع على اللاعبين، والتغييرات والتبدلات حدث ولا حرج.

سوريا الاسد تبخرت… اليوم يوجد سوريا الشرع…. تحولت سوريا من اقصى اليسار الى اقصى اليمين بلمح البصر، امس كان “الجولاني الارهابي” مطلوب بعشرة ملايين دولار، اليوم “الشرع اساسي شريك في صنع السلام” ومحاربة الارهاب: ( ستقف “كشريك ملتزم في الجهد الدولي لتحقيق السلام، قال توم براك، وستعمل من الآن فصاعداً بنشاط معنا في مواجهة وتفكيك ما تبقّى من “داعش” والحرس الثوري الإيراني و”حماس” و”حزب الله”).

من جهة اسرائيل حدث ولا حرج، وما كان ينقص نتنياهو اكمله ترامب، وها هو الحلم الاسرائيلي، الذي سيبقى حلما ابديا، بالتوسع على حساب لبنان يعود للظهور على سطح المياه بصورة جديدة. فقد “عرضت “حركة استيطانية إسرائيلية” تحمل اسم “أوري تسافون” أراضي وعقارات في جنوب لبنان للبيع، داعية المستثمرين إلى التوجه شمالاً. المؤسف ان سياسة البعض، لا بل تصرفهم العملاني، يتماهى مع السياسة الاسرائيلية، عن جهالة او عن معرفة لا يهم، فالنتيجة واحدة.

ادرك لبنان ان المواجهة العسكرية هي خط الدفاع الاخير، لكن لا يجب اهمالها بل التعامل معها بجدية واحتراف لا بغوغائية. فلكل حالة شروطها ومستلزماتها وبالامكانيات المتوفرة للبنان. والمواجهة العسكرية هي آخر الخيارات الواجب اللجوء اليها، وقد اعطت التطورات الحق لهذه النظرية.

بعد نشوء اسرائيل، وضع الآباء استراتجية تعتبر ان القضية الفلسطينية هي قضية حق مطلق وقضية شعب اقتلع من ارضه ويجب ان يعود اليها. ترتكز هذه الاستراتجية على مبادىء اهمها:
• الدبلوماسيىة: نسجوا شبكة من العلاقات تمتد على اربع بقاع الارض، مستفيدين من الانتشار اللبناني.
• لا توطين بل حق العودة مقدس.
• تحييد لبنان عن المحاور والصراعات العربية.
• لبنان دولة حدودية لا دولة مواجهة.
• موازين القوى العسكرية ليست لصالح لبنان.
• دور لبنان، حيث يبرع في الاقتصاد والثقافة والدبلوماسية والعلوم.
• لبنان دولة عربية، يتشارك مع اخوانه على ما يتفقون ويصالحهم حيث يختلفون.
• لبنان آخر من يوقع سلاما مع اسرائيل.
• فلسطين ارض عربية واهلها كما يقول المثل هم الادرى بشعابها.

رغم الجيران المحبين، وبعض الابناء الجاحدين الطمّاعين، سيبقى لبنان حصرمة بعين كل غاز ومغتصب:
لبنان مش مشاع ومش للبيع!!!!