حبيب شلوق
لأول وهلة وأنت تسمع الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يتحدث عن انفتاح على المملكة العربية السعودية والحوار معها، تصاب بشيء من عدم التوازن الدماغي، وكأن هذا الرجل وُضِع في منصبه خصيصاً لتمرير “ما لا يمرّر”، وبالتالي فإن مواقفه لـ”تقطيع الوقت”.
الشيخ نعيم انفتح على المملكة العربية السعودية! علماً أنه وجماعته لم يتركوا على المملكة العربية ستراً يغطيها، حتى أنه أبدى استعداده لأبعد خطوط التفاهم… اللي استحوا ماتوا!
والأكثر استغراباً أن هذا القائد كما نواب “ّالحزب” برئاسة محمد رعد”رايحين عالحج والناس راجعة” ولا يدركون ما ينتظرهم من قادة ودول حاربوهم حتى الرمق الأخير حتى بلغ السيل الزبى، وباتوا ينتظرونهم على الكوع، ولو أن الجميع يعلم أن ليس في يد الشيخ نعيم حيلة.
ولكن المملكة أحبطته وأعلنت بلسان أكثر من مسؤول فيها أن الحوار مع الدولة وليس معه.
مؤسف مع “حزب الله” ومعه الشيخ نعيم قاسم اللذين لم يستطع أحد منهما الرد على سؤال هو هل يصلح العطار ما أفسده الدهر”؟
وليكتمل النقل بالزعرور بادرنا أمس الموفد الأميركي توماس براك اللبناني الأصل الذي لا يمكن إلاّ أن يحب لبنان كما كل المغتربين، بالقول أن “كل ما يفعله لبنان هو كلام”، محذراً من إعادة “حزب الله” بناء قوته محملاً الحكومة اللبنانية المسؤولية، الأمر الذي يعتبر تهديداً جدياً للبنان، تراه مصادر ديبلوماسية قريباً وربما يكون تشرين الأول هو شهر الحسم.والأهم هو الكلام الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي بدا فيه أنه أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في لبنان.
لماذا لا يدرك اللبنانيون و”حزب الله” في مقدمهم أن موضوع طرح رفع صورة السيد حسن نصرالله على صخرة الروشة هو أحد الأسباب الرئيسة لرفض المملكة السعودية “المبادرة القاسمية ــ الرعدية” وشركائها؟ لماذا لا يدرك “الحزب” أن لا ليرة ولا دولاراً ولا يورو واحداً سيصل إلى لبنان ما ما دام فيه سلاح غير شرعي وما دامت الدولة اللبنانية لم تحسم أمرها ولم تنزع السلاح من الفصيل المسلّح الذي يجاهر في عداء الدولة وحلفائها وأصدقائها؟ وما دامت المملكة والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا لا تثق بهذا البلد؟
هل يدرك “الحزب” ــ طبعاً يدرك ــ أن رفع صورة نصرالله على صخرة الروشة ،انما يستهدف السنة اللبنانيين والمملكة العربية السعودية والمسيحيين بكل مذاهبهم والدروز والأكراد وعرب المسلخ، وحتى “أهل وادي أبو جميل” اللبنانيين مقيمين ــ إذا بقي أحد منهم، ومهاجرين في وقت واحد وهوما أشار إليه باسمهم رئيس الحكومة نواف سلام. ثم هل يدرك الحزب أن صورة نصرالله إذا رفعت على صخرة الروشة تدق مسماراً في نعش العيش المشترك؟ وأن هذه الصخرة استعملها اللبنانيون للإنتحار وليس … للإستشهاد؟!
أخيراً مهما حاول الرئيسان جوزف عون ونواف سلام التملص من عدم قدرتهما على ضبط السلاح غير الشرعي، تبقى المشكلة الدولية التي لا تعرف حدوداً ولا ضوابط لها لأن القرار الدولي اتخذ والبقية كلها تفاصيل.



