في مشهد حضاري راقٍ، عكست جمعية القرطاس والقلم الخيرية الاجتماعية برئاسة الشيخ هاني مسعود عبد الخالق رسالتها السامية في ترسيخ الحوار البنّاء وصون الهوية الوطنية، من خلال تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان: “صوت العقل: صونا للهويّة وحرية للفكر”، والتي شكّلت مساحة لقاء وتفاعل بين قامات فكرية ودينية وثقافية من مختلف الأطياف.



الندوة التي حظيت بحضور لافت من العلماء والمفكرين والناشطين الاجتماعيين و رؤساء البلديات ومخاتير ، تميّزت بتنوّع محاورها وانفتاحها على النقاش المسؤول، بما يعكس أهمية الكلمة الحرة الواعية في مواجهة التحديات الراهنة، وتعزيز اللحمة الوطنية بين مكوّنات المجتمع اللبناني.
توجّهت الجمعية بخالص الشكر والعرفان إلى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ممثلاً بفضيلة القاضي الشيخ أحمد الكردي، و لسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى ممثلاً بفضيلة الشيخ عماد فرج،
ولجميع المحاضرين الأفاضل الذين أثروا اللقاء بفكرهم العميق: سماحة السيد حسن الأمين، الأب الدكتور ميخائيل روحانا الأنطوني، فضيلة الشيخ نجيب زيد، فضيلة الشيخ أحمد المصري، فضيلة الشيخ حسن حماده العاملي، حضرة الشيخ زاهر عسكر ممثلاً للعشائر العربية في الجبل، والأخ الشيخ نزار أبو علي الذي تولّى تقديم الندوة و المحاضرين وإدارة شؤونها اللوجستية باحترافية عالية لضمان نجاحها.
تأتي هذه الندوة في مرحلة دقيقة بالغة الحساسية يمرّ بها لبنان، حيث تتعالى الحاجة إلى خطاب العقل والحوار الهادئ القائم على الثوابت الوطنية، لمواجهة الانقسامات وإعادة التأكيد على قيم العيش المشترك.
فاللقاء لم يكن مجرّد مناسبة فكرية، بل شكّل منصة لتعزيز الجبهة الداخلية، عبر جمع النخب الفكرية والروحية على كلمة سواء، وتوجيه رسالة واضحة مفادها أن صون الهوية والحفاظ على حرية الفكر هما خط الدفاع الأول عن استقرار المجتمع وحصانته.
التلاقي… قوة للبقاء والاستمرار
إنّ المبادرة التي أطلقتها جمعية القرطاس والقلم ، تعكس رؤية استراتيجية تقوم على أن وحدة الصف وفتح قنوات الحوار بين جميع المكوّنات، هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وقد أظهرت المداخلات أن تنوّع الفكر واختلاف الرأي يمكن أن يكون مصدر قوّة، إذا ما اقترن بالاحترام المتبادل للاختلاف والالتزام بالمصلحة الوطنية العليا و السلم الأهلي .
خُتم اللقاء، بعدد من مداخلات و استفسارات الحاضرون حيث عبّر الجميع عن تقديرهم العميق لهذه المبادرة التي رسّخت مفهوم أن جبل لبنان، بما يحمله من إرث تاريخي وثقافي وروحي، سيبقى منارة للتلاقي والتآلف والحوار الحضاري، وأن رسالة العقل ستظل هي السلاح الأمضى في وجه الفتن والانقسامات ، و في الختام تولّت شركة CofeeNoél ضيافة القهوة للحضور .



