.
نجيب زوين
ان يطلب حزب الله النجدة من ايران في مواجهة اسرائيل غير مقبول لكنه مفهوم، وان يستغيث بايران لمساعدته بوجه الارهاب ممكن لكنه مرفوض، فهو مكون لبناني.
اما ان يطلب حزباللا النجدة من الغريب البعيد بوجه اخيه اللبناني فغير مفهوم وغير مقبول.
لكن الطامة الكبرى ان يلجأ الى دولة غريبة وبعيدة كي تجيره على “دولته” فهذه خيانة، لانك، يا حزباللا، بخروجك عن القوانين اللبنانية اصبحت حكما مطلوبا للعدالة.
معيب.. معيب.. معيب ما تفعله يا حزباللا فاذا كنت لبنانيا فهذه خيانة، وإذا ما تزال تعتبر نفسك جنديا في حرس الثورة وعند الولي الفقيه فعليك الذهاب الى حيث تنتمي.
ستة عسكريين استشهدوا على ارض الجنوب…
ستة شهداء من النخبة في قسم الهندسة…
ستة عناصر لم يسقطوا في مواجهة العدو ولا في مواجهة المخربين، ولا في مواجهة الاستشهاديين بل سقطوا غدرا. الجيش واليونيفيل كانا على علم بالمخزن منذ ثمانية ايام والكتيبة الفرنسية كشفت عليه.. اذن التفخيخ حصل بعد ذلك… لماذا لم يتم تبليغ الجيش؟؟؟
سؤال نرجو الاجابة عليه، نريد الحقيقة.. فهؤلاء الذين استشهدوا هم ابناؤنا واخوتنا وربعنا وحماة الوطن ومن غير المسموح ان تهدر دماؤهم بهذا الشكل دون معرفة السبب والمسبب.
وللسيد لاريجاني وكل المجموعة الايرانية، نقول: لا تتدخلوا حيث لا يحق لكم، “زمان الاول تحول”..
ايها السادة دولتنا اليوم هي غيرها بالامس نوعا وكما، فلا رفع الاصبع يخيفها، ولا تجوال “الجيش الاسود” يرهبها، ولا التهديد يصل الى اذنها، وتعرف ان تضع حدا لاي متدخل بشؤونها.
ما يتعلق بزيارة مندوب “الباب العالي الفارسي” السيد لاريجاني، فرغم انها غير مطلوبة وغير محببة لكنها تبقى مفيدة إذ تعرّف مواجهة على لبنان جديد لم يتعود عليه سابقا.
فقد سمع من الرئيس جوزيف عون ومن رئيس الحكومة نواف سلام كلاما لم تتعود اذناه على سماعه. لقد افهماه وبصريح العبارة، ان العلاقات إما ان تكون من دولة الى دولة او “بلاها احسن”، ولا يحق لكم مطلقا التدخل بشؤون لبنان الداخلية بخاصة ما يصدر عن السلطات اللبنانية من قرارات فهذا شأن لبناني صرف عدا ان كل قرار تتخذه السلطات الدستورية سينفذ دون قيد او شرط ايا تكن العواقب. بمعنى آخر افهماه، كما افهما العالم اجمع، ان عليهم ان يلتزموا حدودهم تجاه لبنان، فنحن اسياد قراراتنا وناخذ مصلحة لبنان وشعبه اولا وثانيا وثالثا.
الحاج محمد رعد لا يعترف بقرار الحكومة… الحاج محمود قماطي لبس الكفن الابيض وهو جاهز… الحزب يعتبر القرارين وكانهما لم يكونا ولم يصدرا اصلا…
حزباللا وجماعته، كالملحد الذي ينكر وجود الله فهل بالنكران يصبح الله غير موجود.
حاج محمد، حاج محمود، والى الحزب وبيئته، عدم اعترافكم بالقرارين لن يكون عائقا ابدا امام الدولة لانها ستطبق القوانين على اللبنانيين والمتواجدين على الارض اللبنانية فلا وجود بعد اليوم لاي سلاح خارج الشرعية.
بكل محبة نقولها للحزب: رجاء ان تعترفوا وتطبّقوا القرارين بطيبة خاطر لأن دولتنا لا ترغب باللجوء الى استعمال القوة مع ابنائها، والعودة عن الخطأ فضيلة.



