ليس انتصار القوة قدر او معطى حتمي ….ولو كان الأمر كذلك لكان التاريخ شهد امبراطورية واحدة …
يخرج علينا الكثيرون و يقولون لنا اننا نعيش العصر الاميركي منطلقين من العربدة الاميركية المتمثلة في محاولة تعميم الفوضى في اكثر من منطقة في العالم وتصوير اميركا لنفسها كمسيطرة على العالم وكمقررة لمصير الدول والشعوب وللسلام والحرب …!؟
ويخرج علينا يوميا “الإله والنبي والحاكم ” ترامب ليبلغنا ماذا يجب ان يفعل كل من هو على هذه الارض ويهدد ويفرض ويعطي التعليمات ويبلغنا انه صاحب القدرة في تقرير المصائر وفرض الارادة الاميركية التي يمثلها على العالم حربا او سلما ..!؟؟
ويستفيد في اطلالاته الكاركاتورية المتناقضة المضامين من اختلال التوازنات التي ارستها نتائج الحرب العالمية الثانية سياسيا واقتصاديا واخلاقيا وقيميا وثقافيا بعد ان نجحت الثورة التكنولوجية في ارساء مرجعيات للخدمات الفكرية والاقتصادية والثقافية شجعت على تحويل الدول والشعوب الى زبائن فانتشرت الزبائنية كأنظمة فكر وسياسة واقتصاد وانحصرت التنافسات في مجالي التكنولوجيا والقوة وتكاملهما في كل الانتاجات البشرية كعنصرين اساسيين يحددان مفاهيم الحدود الحقيقية للتوسعات والسيطرة والتبعية وبحيث دخل العالم في مفاهيم جديدة للحدود والخرائط جعلت من الحدود الجغرافية مسألة شكلية حتى وصلنا الى بدء طرح مصير هذه الحدود واعادة رسمها وفقا للحدود الحقيقية للتوسعات والسيطرة والتبعية….
ولكن يجب التنبه الى ان “الإله الأميركي” دخل هذه المرحلة ليس تعبيرا عن قوته الخارقة وعن ارادة لرسم عالم جديد مستقر والا لكان دخلها بطريقة اكثر هدوءا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حين بات القطب الوحيد في العالم وكان بإمكانه ان يتصرف كدولة كبرى تعيد رسم واقع جديد للعالم يؤمن حالة من الاستقرار الدولي تحفظ لها مصالحها لفترة طويلة من الزمن ولكن التركيب البنيوي الاستعماري الاغتصابي لنشأة “الدولة الاميركية” والذي يفتقد الى القيم والاخلاق وكذلك اعتماد الليبرالية الاقتصادية المتوحشة التي اتخذت طبيعيا الوجه المافيوي افضت الى سياسات فرض القوة والزبائنية والاستكبار في العلاقات …
وهكذا وبدلاً من ايجاد تسويات دولية قائمة على حد ادنى من الحقوق والقيم والاخلاق تصرف الحكم الاميركي مع كل الدول في العالم اصدقاء او معادين كعبيد طاعة في مايشبه عقلية البداوة السياسية التي نعرفها جيدا في منطقتنا ..؟؟
وقد ادى الفكر المافيوي والشعور بالقوة المفرطة القادرة على الفرض الى عدم تنبه الحكم الاميركي الى طبيعة المنافسة التكنولوجية التي لا يمكن حكر امتلاكها وعدم التنبه الى ما يمكن ان يكون مستقبل دولا تبني و تنمو رأسماليا على السوق الحقيقي وانها يمكن ان تكون منافسا حقيقيا يجمع بين عالم الخدمات المرجعية والنمو القائم على الانتاج والسوق وليس على الادوات والخدمات كأولوة مطلقة وان تكون لها الافضلية في التوسع الدولي اقتصاديا بعلاقات مصلحية حقيقية لا تقتصر غلى الفرض والقوة وان هذه الدول يمكن ان تكون قادرة على صناعة حاجات يمكن ان تشكل اقتصاد المستقبل وان يكون كل ذلك معززا بتنامي للقوة يعطل القوة المفرطة وان ام يصل الى مستواها ..!!
وهكذا كانت الصين وكانت روسيا وكانت الهند وكانت جنوب افريقيا وكانت البرازيل وكانت ايران وكانت دول “البريكس ” التي تتحول تدريجيا الى محور دولي منافس للكاوبوي الاميركي وللمنازلة على المستويات كافة معززا باصراره على القوانين الدولية وعلى احترام حد ادنى من الحقوق والقيم كمواجهة لشريعة الغاب المافيوية الاميركية ..؟؟!!!
وهكذا دخلنا الى واقع اعادة رسم التوازنات وتعدد الاقطاب ودور الأقاليم فدخلت المافيا الاميركية مرحلة صراع اهوج يعتمد على اثارة الفوضى والصراعات لإعادة الاعتبار احصرية دورها علر القوة العسكرية المفرطة ..؟؟؟
وباعتماد سياسة الثور الهائج من دون رؤية وبوحشية القتل والتدمير ادخلت المافيا الاميركية العالم في حرب عالمية جديدة تتنامى تدريجا في محاولة لفرض الارادة من دون الاضطرار الى السلاح النووي الذي تعرف انها لن تسلم منه في حال الاجوء اليه وستدخل نفسها و كل العالم في المستقبل المجهول ..
ولقد ادخلت اميركا مناطق عدة في العالم في حالت الحروب والتوتر والفوضى من دون ان تتمكن من ان تفرض على الصين القبول بمفاوضات على قاعدة الاذعان لها كقوة مسيطرة تفرض شروطها وها نحن في الفصول الاخيرة التي ستضع اميركا امام واحد من خيارين اما التفسخ الداخلي وانهيار الامبراطورية لمصلحة الولايات المستقلة او الذهاب نحو الحرب العالمية الكبرى والمباشرة وبالتالي فنحن على موعد قريب وقريب جدا من رسم عالم جديد على انقاض نتائج الحرب العالمية الثانية ..؟؟؟؟؟؟
اما موقع لبنان و اقليمنا في هذا الصراع حاليا ومستقبلا فله حديث آخر قريب..؟؟؟
خبر عاجل
-
الصليب الأحمر اللبناني يعرب عن تقديره لشركة ABC لالتزامها المستمر منذ العام 2024
-
“لا امتحانات رسمية”: غضب المتعاقدين يثور – إضراب مُرتقب.. ورسالة حاسمة إلى برّي!
-
العنداري:”مهرجان بيروت الرياضي” يُخصّص 4 مليارات ليرة لدعم 80 منحة مدرسية عبر جمعية “لبنانيون”
-
ضغوط سياسية بعد توقيف قريب نائب سابق!
-
الحجار يصادق على محضر مهم: فسخ عقود العناصر الفارين من الخدمة



