نديم شرفان يكتب لميّاس “قصيدة جبرانية” بصرية بلغة راقصة….(مي زياده)

ليلة افتتاح مهرجانات الأرز كانت مدهشة لكنها بالنسبة لي كانت شيئاً أعمق من مجرد عرض مبهر أو إفتتاح ضخم لمهرجان. كانت لحظة نادرة امتزجت فيها الذكريات بالفخر والإبداع بالدموع وعاش تجربتها الفريدة “لبنان” بشخصياته الرسمية والدينية والإعلامية والفنية والشعبية.


هناك تحت أرز الرب سمعنا صوت جبران خليل جبران يقول: “أنا حيّ مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك” ثم تنشقنا رائحة البخور التي عبقت من مغاور النساك في هذا الوادي المقدس فحملتني الصلوات وصلابة الإيمان الى بلدتي قرطبا حيث ولدت موهبة نديم شرفان الخارقة فاتحدت ترانيم الهللويا مع خرير مياه نهر جنّة وتجسدت أجمل لوحات “العودة” من طبيعة بلدته الجميلة التي غذّت مخيٌلة هذا الشاب المبدع منذ خطواته الأولى نحو النجومية.


وسط غابة الأرز التي شعّت بالأضواء والجمال أهدتنا فرقة ميّاس مسرحية “العودة” فكانت دعوة من المبدع العابر لكل زمان ومكان نديم شرفان وفرقته الساحرة الى التعمّق في شخصية العبقري جبران خليل جبران والى اكتشاف جوانب جديدة من كتاباته وأفكاره ورسوماته مستمتعين بصوتي النجمين الأصيلين ملحم زين وجاهدة وهبة اللذان صدحا في سماء قضاء بشري فأيقظا فينا أحاسيس عميقة، مدفونة في داخلنا كانت تعلو حيناً وتخفت أحياناً مع كل نغمة ألّفها الموسيقي الإستثنائي هاري هيديشيان وكان لي الحظ ان أزوره في الاستديو مع نديم منذ أشهر عدّة حين كانت “طبخة سحرية” تنضج على نار هادئة ومنذ اللحظات الأولى وخصوصاً عندما سمعت الترانيم بصوت الحبيس أبونا خوند انهمرت دموعي تأثراً وإعجاباً وعلمت مسبقاً أن عملاً يفوق الخيال في طريقه الى الأرز.


وفي ال ١٩ من تموز نطقت أجساد “صبايا ميّاس” بلغة روحية سامية فعبرت عمَا عجزت عن ترجمته الكلمات بمشاركة نجوم الدراما اللبنانية والعربية، الكبار: عمّار شلق وبديع أبو شقرا وسينتيا كرم الذين جسدوا مراحل هامة من حياة جبران والنبي فسحروا الحضور بأدائهم المذهل رقصاً وتمثيلاً.
نديم بولس شرفان رافقتك منذ أولى خطواتك الاحترافية وشهدت على نجاحاتك المحلية والعربية والعالمية، آمنت بموهبتك وإصرارك وانحنيت أمام عذاباتك الطويلة الى أن جاء اليوم وأثبت نفسك وحققت حلمك فأصبحت ملهماً لكل شاب وشابة.


وصولك الى العالمية لم يعد “كليشه” نذكره في مقابلاتنا الصحافية بل أصبح حقيقة ملموسة ومدعاة فخر لكل لبناني مقيم ومغترب.
والآن بعد أن حققت حلم لقائك بالنجمة العالمية “بيونسه” الذي لطالما راودك منذ الصغر وطلبت تحقيقه من والدتك الفاضلة “سامية” التي باركت مسيرتك “بطلعاتها ونزلاتها” آن الأوان أن أقول لك: نديم شرفان أنت مدرسة في الفن والإبداع ومرجع في المحبة والوفاء لوطنك وأهلك واصدقائك وفريق عملك أذكر منهم المنتجة المنفذة ليا غريّب، شقيقك مارون شرفان وصبايا ميّاس ،المخرج الصديق باسم كريستو ولجنة مهرجانات الأرز على رأسها النائبة ستريدا جعجع تحية من القلب الى غبطة البطريرك بشارة الراعي الذي دعم بحضوره المواهب الشابة “أبناء الحياة”.
مبروك نديم تألقك وفرقتك ميّاس في مهرجانات الأرز على أمل ان تكون “العودة” قريباً الى العاصمة بيروت لتقوم وتحيا من جديد مع مفاجآت خيالية تحمل توقيعك.(الصور لشمعون ضاهر)