الموقوفون السوريون في لبنان قضية تحرج الرأي العام اللبناني

وليد السمور
عادت قضية الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية لتطل برأسها من جديد لكن على مساحة أكبر وسط تجييش واحتقان من جانب الدولة السورية الجديدة التي ترى أنه آن الأوان لإنهاء هذا الملف الشائك بين العهدين الجديدين في كل من البلدين الجارين.
وتعود أزمة الموقوفين السوريين في لبنان إلى فترة طويلة منذ حقبة الرئيس المخلوع بشار الأسد مروراُ بعدد من العهود الرئاسية اللبنانية من أيام الرؤساء إميل لحود وميشيل سليمان وميشيل عون وصولاً لعهد الرئيس اللبناني جوزاف عون.
تبدلت الأسماء والظروف وبات العهد في سوريا قريباً من النقاش مع نظيره اللبناني وتقاطرت الوفود اللبنانية بداية مع النائب والوزير السابق وليد جنبلاط الذي نزل ضيفاً عزيزاً مكرماً بضيافة الرئيس السوري أحمد الشرع وتم فتح صفحة جديدة بين الطرفين لإنهاء الخلافات العالقة بمعظمها مع العهد الدمشقي الجديد .
وأخيراً وقبلها بعديد الزيارات لمسؤولين لبنانيين وآخرهم مفتي الجمهورية اللبنانية “عبد اللطيف دريان” الذي قلد الرئيس السوري وسام دار الإفتاء وهو الأرفع لدى المقام الديني اللبناني الذي يعني للطائفة السنية الكثير.
مسؤول قضائي لبناني صرح منذ مدة قصيرة أنه وجد في السجون اللبنانية أكثر من ألفي سجين ومعتقل سوري بينهم حوالي ألف وثمانمائة في السجون الرئيسية وأهمها سجن رومية شمال شرق بيروت ،، ويقول المصدر ذاته أن من بين الموقوفين حوالي ثلاثمائة وخمسين صدرت بحقهم أحكام قضائية والبعض الآخر موجودون في سجون مختلفة ضمن الأراضي اللبنانية.
وبالرغم من الاتفاق الذي جرى بين الرئيس السوري الحالي ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب مقاتي مطلع العام الحالي على أن يتسلم الجانب السوري كل الموقوفين السوريين في لبنان لكن شيئاً من هذا القبيل لم يبصر النور بعدما أكد الشرع لميقاتي أن السجون السورية فارغة تماماً من أي معتقل لبناني وكأنهم ذهبوا قبل رحيل منظومة الأسد الأمنية والعسكرية إلى غير رجعة ..
الآن بات الإلحاح السوري كبيراً لاستعادة المساجين ومحاكمتهم في دمشق ، حتى التململ وصل الذروة بين أهالي الموقوفين ما حدا بهم للقيام بالحشود الجماهيرية على الحدود بين لبنان وسوريا في منطقة جديدة يابوس وامتد ليشمل الجوسية والعريضة وهذا ما يسبب بلبلة بين البلدين ..
وبانتظار قرار تشريعي من مجلس النواب اللبناني الذي يوافق على أن يكون القضاء هو الحل والفصل في تلك القضية العالقة خصوضاً من جانب الدولة اللبنانية التي تتعرض لضغوطات عربية ودولية لحل معضلة السلاح غير الشرعي فوق الأراضي اللبنانية..وهو ما يلقى ضغطاَ بهذا الشأن المبعوث الأميركي إلى سوريا ولبنان توم برّاك الذي قال منذ أيام أنه إذا لم يكن بمقدور الدولة اللبنانية نزع السلاح غير الشرعي فإنه سيكون هناك رئيس هو أحمد الشرع رئيساً للبلدين.. واليوم تطالعنا مقابلة صحافية للمبعوث الأمريكي توم براك في “the national ” قال فيها أن على لبنان أن يجد حلاً لهذه القضية وإلا فإنه قد يواجه تهديداً وجودياً.
براك اللبناني الأصل والمحب للبنان قالها بصراحة ،، لديكم إسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى، والآن بدأت سوريا تظهر بقوة وسرعة، وإذا لم يتحرك لبنان، فسيعود ليصبح بلاد الشام من جديد..
وتابع: السوريون يقولون إن لبنان هو منتجعنا البحري لذلك علينا أن نتحرك. وأنا أعلم تماماً مدى إحباط الشعب اللبناني. وهذا الأمر يُحبطني أيضاً الوضع في لبنان إذا لم يجد طريقه للحل…
وهنا نتوقف أمام التصريحات التي يطلقها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لنتأكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الحكيم ينطق بالحذر والتوجس من ضياع فرص كثيرة لاحت للبنان قبل فوات الأوان وحينها لا ينفع الندم …
أما الآن وبعد كل هذا الهرج والمرج وسيل التصريحات نتمنى من الدولة اللبنانية فكفكة طلاسم هذا الملف وإيداع أصحابه بقرار جريء من رئيس مجلس النواب نبيه بري كي لا يبقى كقميص عثمان تتقاذفه الألسن والتصريحات التي لا تغني ولا تسمن …