بلدية البربارة دشَّنت مشروع الطاقة الشمسية نحو مستقبل مستدام وطاقة ومياه نظيفة

برعاية وحضور رئيس مجلس إدارة المدير العام لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران، دشَّنت بلدية البربارة في قضاء جبيل مشروع الطاقة الشمسية الذي يؤمن الكهرباء لضخ المياه الى بلدات البربارة وغرزوز وبخعاز.

حضر اللقاء الذي أقيم في قاعة كنيسة القديسة بربارة في البربارة متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) للروم الأرثوذكس سلوان موسي ممثلاً بكاهن رعية البربارة الأب يوحنا ياسمين، رئيسة دائرة مياه جبيل السيدة كلود عازار، عضو المجلس السياسي في التيار الوطني الحر المحامي وديع عقل، رئيس بلدية بجه السيد رستم صعيبي، رئيس بلدية البربارة السابق فادي مفرج، مختار البلدة ميشال مخايل، مخاتير بخعاز مروان نصار، معاد أنطوان الحاج، غرزوز سامر شهاب، كفركده جورج طنوس، رئيس بلدة البربارة جورج مفرج وأعضاء المجلس البلدي وفعاليات البلدة.

في بداية اللقاء، تحدث رئيس البلدية جورج مفرج مطلقًا تسمية المشوع بـ”طاقة الحياة” لأن الماء هي الحياة. ثم قال: “بداية بحب اشكر مدير عام ورئيس مجلس ادارة مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المهندس جان جبران لتلبية دعوة رعاية حفل التدشين كمان بحب اشكر فريق عملو السادة طوني الزغبي عماد فاضل سامر عون والريسة كلود عازار على كل الدعم اللامتناهي. شكر خاص لمهندس المشروع اللذي خطط واشرف ونفذ المهندس فادي كنعان الذي عمل ليلا ونهارا بدون مقابل لتسليم المشروع ضمن المهلة المحددة”.

وأضاف قائلاً: “كل الشكر لاهلي واحبائي ابناء بلدتي الحبيبة وسكانها بلدة البربارة وللاصدقاء اللذين دعموا هذا المشروع ماديا ومعنويا. مشوارنا مع المياه بلش سنة ۲۰۰۰ لما تقدم مختار البلدة ميشال مخايل مع رئيس التعاونية الزراعية حينها المهندس ايلي نادر وبعض فعاليات المنطقة بمسعى الحفر بئر مياه لبلدة البربارة في بخعاز لصالح بلدة البربارة وتم فعليا حفر البئر في غرزوز سنة ۲۰۰٣ بتمويل من الدولة اللبنانية مشكورة. اول بلدية برئاسة السيد فوزي نادر قامت بمسعى لتجهيز النبع وذلك بتمويل من الدولة اللبنانية مشكورة.
سعت البلدية الثانية برئاسة السيد فادي مفرج بانشاء خزان للمياه سعت ۱۰۰۰ متر مكعب وامداد شبكة جديدة للمياه بتمويل من الدولة اللبنانية كذلك كان الفضل الكبير للاستاذ المهندس جان جبران اللي اعطى الأولوية للبربارة”.

وأردف قائلاً: “سنة ۲۰٢١ احترقت طلمبة المياه بعز الأزمة المالية وتدهور الليرة اللبنانية مقابل الدولار الاميريكي. ولم تتمكن مؤسسة المياه من تامين بديل لان الجهات المانحة اوقفت المساعدات في حينه ومبلغ ١٥ الف دولار يعتبر رقم كبير جدا وغير متوفر حينها تواصلت معكم يا اهلي واحبائي ومع اهالي بلدتي بخعاز وغرزوز وتمكنا سويا من جمع المبلغ واشترينا الطلمبة مع انفوتور لحمايتها.
سنة ۲۰۲٤ وبظل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر اللذي ادى الى شح بالمياه قامت بلدية البربارة بالتواصل مع مؤسسة المياه لتامين مولد كهربائي اسوة لباقي البلدات المجاورة على نفقة المؤسسة ولكن للاسباب ذاتها شح التمويل لجأنا مرة اخرى وبمبادرة فردية من احد الداعمين لتامين مولد كهربائي وقامت مؤسسة المياه بتأمين المازوت مشكورة وهذا كان حل جزئي للمشكلة.
ضمن رؤية واضحة ودراسات دقيقة قامت بلدية البربارة بإعداد مشروع إنشاء طاقة شمسية للنبع مستدامة وعرضتها على مؤسسة المياه طالبة منها استعمال العقار التابع لها في بلدة بخعاز، وكان الجواب إيجابي وسريع وأعطيت الإذن بالمباشرة فوراً بتنفيذ المشروع وذلك بفضل المهندس جان جبران.
لقد كانت فرحة ما بعدها من جمع المبلغ المطلوب وتم تنفيذ المشروع خلال ثلاثة أشهر وهو نموذج بامتياز للتعاون بين الدولة والمجتمع المحلي لتنفيذ مشاريع حيوية وتقديم حلول بديلة.
الشكر كل الشكر لكم يا أهلي وأصدقائي الذين كنتم دوماً على الموعد ولم تخذلوا المجلس البلدي الحالي والسابق وذلك بفضل الثقة المطلقة وإيمان منكم بقدرات أبنائكم ولكم منا الشفافية بالتفصيل ونظافة الكفّ والمحاسبة”.

وبعد عرضه تفاصيل كلفة المشروع، اعتبر مفرج أن الذي تحقق إنجاز كبير، وطالب بإجراء تصحيحات سريعة عبر إعادة توزيع ساعات التغذية بما يتناسب مع عدد الوحدات السكنية.

ورفع مفرج التوصيات التالي:

“يجب حفر بئر مياه خاص لبلدة غزروز وذلك للأسباب التالية:

  1. بلدة غزروز تتغذى من نبع معاد وقسم آخر من النبع الحالي.
  2. إن الطلمبة تضخ من عمق 600 متر للسطح ثم تدفش المياه لـ 80 متر إضافي لتصل لخزان غزروز، وهذا تقنياً غير صحي ويؤثر على حياة الطلمبة.
  3. تأمين كمية مياه كافية لبلدة غزروز.
  4. بالتالي تصبح ساعات التغذية كافية لبلدتي بخعاز والبربارة”.

ثم تحدث المهندس جبران قائلاً: “إنها ليست المرة الأولى الذي أقف فيها هنا في بلدة البربارة العزيزة، بل جئنا سابقًا على عهد البلدية برئاسة الصديق فادي مفرّج وأطلقنا مشاريع المياه، من استبدال الخزان القديم بالحالي، وتمديد شبكة جديدة للمياه، وإيصال الشبكة الرئيسية من المنصف الى البربارة… واليوم جئنا لنبارك لكم مشروع الطاقة الشمسية لغرزوز وبخعاز والبربارة، ونشكر كل من ساهم وعمل لإنجاح هذا المشروع المهمّ، من الذين تبرّعوا من أهالي البربارة والذين ساهمو بإنجاحه، ونخصّ منهم بلدية البربارة الحالية برئاسة الأستاذ جورج مفرّج والمهندس فادي كنعان لتقدمة Inverter والشكر للمخاتير على تعاونهم المثمر”.

أضاف جبران: “هذا المشروع الذي سيساهم في استدامة المياه، جميل جدًا أن نطلقه من هذه البلدة العزيزة البربارة، وكيف لا، وهذه البلدة الجبيلية الرائعة، المتربّعة بين بلاد جبيل والبترون، تلبس الشمس قبّعة، ويقبّل الموج قدميها، لتفوح منها رائحة الإيمان الأصيل، حيث تتعانق ألحان بيزنطية عريقة، مع تراتيل مارونية مسبّحة، عابقة برائحة البخور في كنيسة واحدة في البربارة لمناجاة الله، هذه هي البربارة وميزة أهلها الكرام”.

وأردف قائلاً: “جئنا اليوم مع فريق عمل المؤسسة لندعم خطاكم، ولنُعلمكم بأننا ابتدأنا في انشاء محطة للمياه في غرزوز لزيادة كمية المياه لهذه المنطقة وسيبدأ العمل بها قبل آخر هذه السنة، كما أننا بدأنا في مشروع تركيب عدادات على ساحل جبيل ابتداء من نهر ابراهيم وصولاً الى البربارة، في هذا المشروع تزداد كمية المياه من مصادر جديدة نعمل على تأمينها من نبع المضيق… واننا بصدد انشاء مشاريع على صعيد قضاء جبيل ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، بالرغم من كل الظروف الصعبة والإمكانيات المحدودة…”.

وختم بالقول: “أشكر لكم وجودكم وحبّكم للشأن العام، وأتمنى التوفيق لكم ولبلدية البربارة وكلّنا نعلم بأن نجاح الشأن العام هو بمقدار البعد عن السياسات الضّيقة… وخاصة في البربارة حيث شاعرها القروي “رشيد سليم الخوري” خرق في خياله الأدبي ليس لبنان فقط، بل الأمّة العربية جمعاء، فأصبحت البربارة حلم الشعراء ومحجًّا للفكر والكلمة”.

وألقى الأب يوحنا ياسمين كلمة المطران سلوان وجاء فيها: “أشكر الله معكم على الانتهاء من مشروع الطاقة الشمسية لتغذية نبع غرزور بمضخّتكم، والذي يتم تدشينه يوم السبت الواقع فيه 12 تموز 2025. إذ أشارككم الفرح بما يعنيه هذا المشروع من مستقبل مستدام ومياه نظيفة، أبارك لكم هذا المشروع الذي يُضاف إلى غيره من المشاريع التي أغنت بلدتكم العزيزة بما تحتاجه وما يُنمّيها”.

وختم بالقول: “أرجو لكم المزيد من أعمال التنمية والتطوّر التي تُغني بلدتكم، عِماد أبنائها وتواضعهم وتعاونهم بحيث تكونون دومًا نموذجًا يُحتذى به في الخدمة العامة وأبناء الرعية”.

وفي ختام اللقاء، قدَّمت بلدية البربارة درعًا تكريميًا الى المهندس جان جبران والى مختار البلدة ميشال مخايل.

بعدها، انتقل المشاركون الى موقع محطة الطاقة الشمسية حيث تم افتتاحها بمباركة كاهن الرعية.

وأقيم حفل كوكتيل في حديقة البلدة.