كنت أريد تسجيل الهدف والفوز بنقاط المباراة الثلاث ليس فقط الإكتفاء باللعب الجميل والنظيف.. (جورج سعد)

كنت قد بدأت أكتب الرواية كاملة حول ما قلته لإميل رستم معك لٱخر نفس للوصول الى اللجنة التنفيذية للإتحاد اللبناني لكرة القدم… والفكرة أنني كنت سأسترجع زمنًا طويلًا، الى ما قبل الحرب اللبنانية .. كتبته ولكني لن أنشره اليوم لأن السرد طويل وفي الإطالة خسارة لقراءة حقيقة قصة وصول الحكمة والكابتن الى الإتحاد.

كما أني وفي الموضوع نفسه كنت سأكتب عن دولة الأستاذ نبيه بري ولماذا أرى فيه صمّام الأمان الذي طرقت بابه وحققت ما أردت، ولأن السرد سيكون طويلًا، لن أنشره أيضًا اليوم، لأن الحكاية مع الرئيس بري بدأت منذ أن ضمّ رفيقي في الحكمة علاء بركات عام ١٩٨٥ الى المجلس النيابي حاملًا إجازة في الحقوق.

أما وقد نشر الزميل الصديق نمر جبر في “النهار” بعضًا من قصة وصول إميل رستم الى إتحاد كرة القدم قررت الكتابة عنها، على الرغم أني كتبت موضوعًا بعنوان: “الحكمة دائمًا في قلبه.. الرئيس برّي في جلسة حكماوية تاريخًا وحاضرًا.. ورغبة المونسنيور لا تُرفض” وذلك عن زيارة قمت بها مع المونسنيور الحبيب الجريء الذي وإن استقال إداريًا من العمل الأبرشي والعمل الآكاديمي الا أن الحكمة مدرسة وجامعة وناديًا وجماعة ما تزال في عقله وقلبه ولن يتردد في أن يكون، كما دائما الى جانب كل من يسأله أو يطلب منه مشورة أو دعمًا.

هناك مَن أحسن قراءة الموضوع وهدف الزيارة التي لم أكتب عنها وعن نتائجها. الزميل طارق يونس قال لي: عندما شاهدت صورتك عند دولة الرئيس وقراءة ما كتبت قلت أن موضوع إميل رستم انتهى الى ما كان يريد . الزميل المدير ناجي شربل قال لي: “نيال اللي بحبو جورج سعد بيطرق كل الابواب من أجله”.

واليوم سأكتب القصة كما هي وكيف بدأت وإلى ما انتهت إليه.

طلب مني عدد من الأصدقاء الزملاء مسيحيين ومسلمين لنقوم بحملة إعلامية دعمًا لوصول إميل رستم الى الإتحاد بعد أن رشحه نادي الحكمة ، وهو الأكفأ والأجدر لما له من تاريخ في عالم كرة القدم لاعبًا وقائدًا ومدربًا في الحكمة ومنتخب لبنان. وأحرز مع النجمة والصفا بطولتي لبنان كمدرب. تاريخ حافل بشهادات التدريب والإنجازات في الملاعب، في حين أن هناك أعضاء في اللائحة المتفق عليها لتفوز بالتزكية فقط للصورة، ويمثلون أندية لم تعد موجودة إلّا في سجلات الإتحاد.

حبّي للحكمة ولإميل رستم، دفعني لأن أفكر بالطريقة الأمثل لتحقيق المرتجى والهدف.. المقالات جيدة وزيارات طلب الدعم من الأندية جيدة.. لكني اخترت الطريق الأصعب والأقصر، لأني كنت على يقين أن الرئيس بري لا يرضى أن يُظلم ناد يستحق أن يكون في لجنة الإتحاد العليا، وهو ليس فيها منذ أكثر من عقدين من الزمن، وكيف إذا كان هذا النادي المستحق بتاريخه وأمجاده هو نادي مدرسة الرئيس.

اتصلت بالمونسنيور كميل مبارك وشرحت له الموضوع وأن زيارة صديقك الرئيس بري ضرورية.. فوافق وقال لي أنا بالتصرف… قم بما يلزم.

طلبت موعدًا وحُدد لنا في اليوم نفسه على الرغم من كثرة المواعيد لدى الرئيس، خصوصًا أنها أتت في خضم الحرب الإيرانية الإسرائيلية.

بعد السلام والكلام والتمنيات أن يعمّ السلام في لبنان والمنطقة وحديث عن الحكمة المدرسة أيام كان فيها دولته تلميذًا، دخلنا بالموضوع مباشرة ولأن المجالس وخصوصًا في حضرة الرئيس، هي مجالس بالأمانات… ولأن خير البر عاجله أجرى اتصالًا، وقال للمتصل به: صحيح أن نادي الحكمة ليس في اللجنة العليا لإتحاد الكرة.. لم أسمع جواب متلقي اتصال الرئيس، ولكن بالطبع كان جوابه: لا دولة الرئيس.. فقال له الأستاذ ما كان يريد أن يقوله من أجل نصرة الحق ونصرة أصحاب الحق، لأنه لا يرضى بغبن أحد، ولأجل ذلك يرى فيه الكثيرون أنه صمام الأمان..

ولأن رغبات دولتو هي أوامر.. وصل إميل رستم الذي اتكل على إتصالات مكثفة قام بها راعي النادي النائب جهاد بقرادوني ورئيس النادي راغب حداد مع الأندية وبعض المرجعيات، وكنت أخشى أنها لن توصلنا الى هدفنا، كما حدث سابقاً في زمن رئاسة الصديق الحبيب إيلي يحشوشي الذي رشّح الكابتن وقام باتصالات وأخذ وعودًا كثيرة، و لم يتحقق الهدف…

ففكرت وبادرت من دون علم الكابتن إميل رستم وقمت بما يجب أن أقوم به من أجل الحكمة وحقها أولًا.

الشكر للمونسنيور الحبيب كميل مبارك الذي لا يستطيع أحد ولا أي قرار إداري أن يغيّبه عن ساحة الحرية وقول الحقيقة، أو أن يمحي اسمه من ذاكرة الكنيسة والأبرشية والحكمة.

والشكر لدولة الرئيس نبيه بري الذي يعتز بحكماويته ولا يرضى بهدر حق ناد يمثل مدرسة عاش فيها وأحبها ويحمل البطاقة رقم ٢ في رابطة قدامى الحكمة لأن البطاقة رقم واحد أعطيت للرئيس الراحل الياس الهرواي.

ولإميل رستم أقول أستميحك عذرًا لأني لم اطلعك على العمل الذي أردت القيام به، لأني كنت أريد تسجيل الهدف والفوز بنقاط المباراة الثلاث، ليس فقط الإكتفاء باللعب الجميل والنظيف.