نجيب زوين
الحرب المشتعلة بين ايران واسرائيل هي الاخيرة، اسرائيل لن تقبل بأي حل يبقي سيف التهديد الايراني مسلطا فوق راسها وايران لن تتراجع عن تحقيق حلم يراودها منذ عقود.
“طوفان الاقصى”، كان الشرارة التي انتظرتها اسرائيل، وخاصة نتنياهو، لفرض سياساته المتطرفة، بالتنسيق مع اميركا، فكيف بوجود ترامب. اولا يجب “محو” غزة الفلسطينية التاريخية من الوجود، بشرا وحجرا، وحان الوقت المناسب لهدمها و”إبادة اهلها” بشتى الاساليب وصولا الى ترحيل Transfert من يبقى على قيد الحياة، ولم تعدم وسيلة لم تستعملها اسرائيل لغاية اليوم، بدءا بالقضاء على حماس..
اما ايران، الرأس المدبر والممول والآمر والناهي فتركتها الى حين..
استغلت ايران “المذهبية” الى اقصى الحدود، واستعملتها مطية في محاولة يائسة لتغيير الانظمة العربية، تحت شعار تصدير “الثورة الاسلامية”.. فوضعت “يدها” على اربع دول عربية محكمة الطوق على اسرائيل، وفي طليعتها لبنان عبر حزباللا، مستفيدة من نظام الاسد في سوريا ومخطط “وحدة الساحات”.
وكان ما كان من فكفكة الساحات وضربها تباعا وحظي لبنان “بالاهتمام الاكبر” فهدمت القرى والمنازل: جنوبا وبقاعا وضاحية وهجّرت اللبنانيين في وطنهم واجبرت حزباللا و “حكومته” على توقيع صك الاستسلام تحت مسمّى تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وتسليم سلاحه للجيش اللبناني وصولا الى وحدانية القرار والسلطة للدولة اللبنانية واجهزتها الدستورية حصرا.
وانتقلت اسرائيل الى المرحلة الاخيرة: إخضاع ايران او إخراج نظام الملالي من السلطة. ميزان القوى يميل لمصلحة اسرائيل: فاميركا واوروبا تساعدانها وتدافعان عنها باساطيلهما وجيوشهما… وايران بدأت تستنجد بما تبقى من “بقايا اذرعتها”: اي ما تبقى من حزباللا، انها حرب معروفة النتائج رغم بعض الظواهر.. فاي عاقل يدخل الى حرب خاسرة لا ناقة له بها ولا جمل؟؟؟
الدولة اللبنانية، ممثلة برئيسي جمهوريتها وحكومتها، اتخذت قرارها “على راس السطح” عدم التدخل بما لا يعنينا، “ما بدنا نجيب الدب ع كرمنا”… اي انها تطبق سياسة الحياد التي ارساها الرئيس ميشال سليمان في “اعلان بعبدا” (2012) الموقع عليه من الفرقاء اللبنانيين كافة بما فيهم حزباللا وامل.
يقول البعض ان حزباللا ليس موحد الراي وهناك اكثر من “جناح”… نحن لسنا بصدد تقييم تنظيم حزباللا ولا تعنينا انقساماته الداخلية إلا بقدر انعكاسها على الواقع اللبناني. فحزباللا، ايراني المولد والتربية، لم ينحاز يوما الى المصلحة اللبنانية، ولم يتبنّ سياسة “لبنان اولا” فسياسته عابرة للقارات وقيادته في طهران.
اما حزباللا، كجزء من شعب لبنان، مرحب به إذا ما قرر العودة الى الوطن وتسليم سلاحه، امس قبل اليوم، للجيش اللبناني، اما ان يستجلب حربا جديدة لا ناقة لنا بها ولا جمل فالعواقب ستكون وخيمة.
19 حزيران 2025



