الرئيس نبيه برّي مستقبلًا المونسنيور كميل مبارك وكاتب هذه السطور
على الرغم من كل الهموم والشجون التي يعيشها الرئيس نبيه برّي فيما حصل ويحصل في لبنان وفيما يحصل من حرب على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة والخطر الكبير الذي تعيشه المنطقة في هذه المرحلة الصعبة، زاره المونسنيور كميل مبارك الذي منحه زمن رئاسته لمدرسة الحكمة بطاقة جامعة قدامى الحكمة التي تحمل الرقم 2، لأن البطاقة رقم واحد منحها في حينها الى الرئيس الراحل ابن الحكمة الياس الهراوي.
الجلسة مع الرئيس نبيه برّي الذي يفتخر بالقول أنه ابن الحكمة والتي كنت حاضرًا فيها، لم يكن عنوانها سياسيًا ولا معيشيًا، بل كانت جلسة حكماويّة بامتياز. إستذكر فيها الأستاذ، السنوات التي قضاها في الحكمة طالبًا داخليًا، زمن المطران إغناطيوس مبارك رئيس أساقفة بيروت والخوري خليل، رئيس مدرسة الحكمة الأم قبل أن يصبح مطرانًا لبيروت وتوابعها.
يعتقد الرئيس برّي، إنه على رغم قساوة الحرب بين العدو الإسرائيلي والجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، لن تطول لأن ما يحصل يُتعب الكيان الصهيوني الذي لم يعتد حروبًا طويلة الأمد، وما يحصل من تدمير في تل أبيب وسواها من المناطق لم يعتد عليه الإسرائليون.. DU JAMAIS VUE.
بالعودة إلى عنوان الجلسة، الحكمة.. يتذكّر الرئيس برّي أساتذة عمالقة كما أسماهم.. كمربّي الأجيال الأستاذ الأديب حسيب عبد الساتر والأستاذ الأنيق كبريال الدروبي .. أسماء المربين في الحكمة ما زالت محفوطة في قلبه.. يتذّكر الخوري طرزان المدير الذي كان “المسدس دائمًا على خصره” والذي اتصل به، أي بالرئيس بري زمن الحرب في لبنان، وقال له: “وينك” قلت له أبونا “وين بدّي كون” أنت تتصل بي حيث أنا. في بربور. قال لي أبونا طرزان: أنا سآتي إليك لآخذ من عندك.. خمسة أسلحة كلاشنكوف.. قلت له: لماذا تريدها؟ قال لي لأحمي أهل ضيعتي. وقال لنا الرئيس برّي: لا أستطيع أن أرفض للأب طرزان طلبًا، فأعطيته 3 قطع كلاشنكوف.
وتابع الرئيس برّي أيام الحكمة ما زالت في قلبي وذاكرتي. هل أنسى كيف تبلغت يومَ كنت وزيرًا في عهد الرئيس أمين الجميّل، وخلال انعقاد جلسة لمجلس الوزراء، تبلغنا خطف الخوري خليل أبي نادر قبل أن يصبح مطرانًا وهو ذاهب الى كنيسة مار الياس في القنطاري. خرجت من الجلسة وقلت للرئيس وللوزراء: سأخرج من الجلسة لأتابع قضية الإختطاف وقلت لهم: الأب خليل كان معلمي في الحكمة.
الجلسة الحكماوية، مع دولة الأستاذ، لم تغب عنها أخبار نادي الحكمة الذي له تاريخ وباع طويل في الأمجاد والبطولات، ولم يتردد الأستاذ في تلبية رغبة المونسنيور كميل مبارك الذي وإن تقاعد من الرئاسات في جامعة الحكمة ومدارسها لا يستطيع قلبه أن يتقاعد من حبّ أم البنين وأبنائها.



