في عيد LE CHARCUTIER.. “مش صحيح أنو الجيل الثالث بدّمر” (جورج سعد)

يقولون ويسألون كيف لإنسان أن ينجح ويستمر بنجاحه. وكما يُقال في الكثير من المواضيع، ليس المهم أن تنجح أو تفوز، إنما المهم هو المحافظة على ما نجحت به أو فزت به.
كما يُقال في كل قصة نجاح.. أن هناك مَن يُؤسّس، أي الجيل الأول.. وهناك مَن يطوّر، أي الجيل الثاني.. وهناك مَن يهدّم ما تأسّس على يد المؤسّس الأول.
وطأت بهذا لأقول: أن النجاح المستمر هو العمل المستمر.. والسهر المستمر للمحافظة على النجاح والتطوّر الذي تحقق على مدى أكثر من 7 عقود.
وليس صحيحًا أن الجيل الثالث يدمّر ما تأسّس وتطوّر. القصة قصة إرادة وأدارة وإنتباه وعزم وسهر.
نحن أبناء الأشرفيّة أبناء الشارع والحيّ الذي ربينا فيه يجب أن نعمل عبر القنوات الرسميّة والبلدية لأطلاق أسم أنطون عون عليه. أبو جوزف الذي زرع السنبلة الأولى، كي لا أقول اللبنة الأولى في أسطورة لبنانيّة اسمها.. LE

CHARCUTIER .
في العيد ال72 لتأسيس هذه الأمبراطورية، وكنت جالسًا مع والدتي نشاهد محطات التلفزة، وإذ بإعلان أو بحملة إعلانيّة ل LE CHARCUTIER بمناسبة العيد ال72 لهذا الصرح التجاري اللبناني مئة بالمئة.
فقالت لي إم طوني: هل ما زلت تتبضع كما أوصاك والدك من عند بيت عون؟ وتابعت قائلة: “هول أطيب شباب وبنات زوزو وعبود والمرحوم كمال والحاج.. وهند ودعد.. هول رفاق العمر يا ماما بحبن كتير”.
اليوم، كما الكثير من الأيام، أقصد أحد فروع لو شاركوتييه، في الأشرفيّة طبعًا، أو في جسر الباشا أو الصالومي القريبين من حيث بت أسكن.
واليوم صباحًا وفي طريقي إلى مركز عملي في الحازمية، وبما أن جلسة أسبوعية تجمعني بأصدقاء أندم على سنوات وأيام مرّت بحياتي ولا أعرفهم، قصدت لو شاركوتييه في جسر الباشا، لأتبضع بعض الحاجات، فقلت لمدير الصالة وكان يهتم بي كثير الإهتمام، ولا يتذمّر عند سؤالي له عن مكان الزجاجة الفلانيّة أو العلبة الفلانيّة.. وقلت له: يبقى أن أسألك وأطلب منك إرسال تحياتي للمعلم جوزف عندما تراه وتقول له: جورج سعد إبن دانيال ومنى يهديك تحيّاته وقبلاته.. فقال لي مدير الصالة: المعلم هنا “عا الصندوق”. فذهبت لإلقاء التحيّة.. فذهبنا الى مكان آخر من الصالة. فرأيت المعلم يتحدّث الى الزبائن مطمئنًا على سير العمل ومتحدثًا الى الموظفين مطمئنًا الى راحتهم، ويجول في الصالة ليطمئن على راحة الجميع وعلى حسن العمل وعلى وضع الصالة.
هذه هو عنوان كل نجاح لا بل استمرار النجاح والمحافظة عليه.. و”مش صحيح” أن الجيل الثالث يدمّر ما بناه الجيل الأول وما طورّه الجيل الثاني… فألف تحية لك جوزف عون، المعلم، كما يحب الموظفون مناداته.. وألف تحيّة لأولاد وأحفاد المؤسس أنطون عون وكل من له صلة بهم المؤتمنين على أرث لبنان كبير.