نعمه طوق
منذ زمن لم أتسمّر أمام شاشة التلفزة .. مساء أمس وكنت الى جانب والدتي تحمل الريموت كونترول وتغيّر المحطات، لفتتني صورة رجل طيّب على شاشة ال LBC مع ريكاردو كرم الذي اعتدت عليه استضافة ناجحين في بلاد العالم وهم لبنانيون أو عرب لتعريف الناس عليهم.
بالأمس شاهدت على الشاشة رجلًا طيّبًا لا مظاهر غنى لا في يديه ولا في ثيابه، لكن غناه كان يشرق من وجهه، طيبة وإيمانًا ونضالًا ومقاومة وتواضعًا.. وكان يشرق اعتزازًا وفخرًا بماضٕ يتشرف به لا بل يتغّنى به، يوم كان معّازًا في بشري بلدته أو مناضلًا في صفوف المقاومة اللبنانية، للدفاع عن أرضنا وعرضنا ولنبقى في وطننا مواجهين كل التحديات والإحتلالات, ولأجل ذلك استشهد شقيقه.
نعمة طوق، الذي يفتخر بصلوات أمه ودعاء إبنة الأخوية التي لا تعرف الكتابة والقراءة، وتتلو ما في الكتاب غيبًا بنعمة الروح القدس، علّمني الكثير، لا بل زاد إيماني بربي وإلهي … زادني إيمانًا بوطني… زادني إيمانًا لفعل الخير، لو كنت أستطيع لذلك سبيلًا، مع كل من طرق بابي.. زادني إيمانًا أن كل من لديه إيمان بحجم حبة الخردل يقول للجبل انتقل فينتقل.
نعمه طوق كنت لي بالأمس نعمة، ليزاد تعلقي بأمي، مميمة بالبشراني، كما قلت في حديثك مع ريكاردو كرم وبعائلتي وبوطني وبأصلي.
شكرًا لك يا معّاز، تُعلمنا أكثر مما يعلّمنا إياه كبار المثقفين والفلافسة واللاهوتيين، كي لا أقول مَن هم المخولون لتعليم مجتمعاتهم المحبة والتواضع والبساطة وعمل الخير والنضال والمقاومة…
نعم نعمه طوق أنا تعلمت منك، وكما قلت أنت، أن والدتك علمتك أكثر ما علمك إياه مار توما الأكويني.
ريكاردو كرم تأكدت مرة بعد أن برامجك، أو لنقل مقابلاتك حول قصة نجاح تبقى بالنسبة لي أفضل بكثير وكثير من التوك شو السياسي واللقاءات مع السياسيين، خصوصًا في هذا الزمن، زمن الحروب التي لا تصل بنا الى نتيجة سوى الدمار والخراب والقتل وكلام السياسيين ومواقفهم وتحليلاتهم لم تعد لا تقدّم ولا تؤخر.
ريكاردو كرم شكرًا لك عرفتني، كما عرفت الكثيرين عن “معّاز” نفتخر به لبنانيًا عصاميًا كبيرًا في تواضعه على الرغم من كل النجاحات التي حققها منذ استدان من صديقه ألف دولار السفر الى دنيا الإغتراب الواسعة.
نعمه طوق… صلاتي اليومية، أتضرع بها الى الله ليرزق العالم ولبنان مسؤولين أتقياء أنقياء متواضعين مثلك.. ليتك تكون يومًا رئيسًا لجمهوريتنا ليس كرمى لك بل كرمى لنا، لأن الرئاسة تليق بك والمسؤوليات الوطنية تليق بك ومجتمعك بحاجة الى أشخاص مثلك. وأنا العارف أن الألقاب ليست هدفك في الحياة، ولكن زرع الفرح في كل من طرق بابك هو الهدف الذي سعيت اليه وما زلت تعمل بوحيه.
نعمه طوق كتّر الله من أمثالك في الوفاء والحب والعطاء والتواضع.



