حفلة تهريج سياسي خارج الهوية والرؤية .؟؟!!

علي يوسف

في البدء كان الكلمة .. والكلمة كانت وعي .. والوعي كان فكرا .. والفكر كان سياسة .. والسياسة كانت رؤية … والرؤية كانت هوية …والهوية جبلت ارضا وشعب فكانت الوطن و الدولة .. والدولة كانت موقعا .. والموقع جغرافيا .. فكان للجغرافيا السياسية امنا قوميا مرتكزاته الهوية.. ومخاطره الحفاظ على الهوية.. وآماله تنمية مستدامة في الامن والنظام والادارة والقانون والاقتصاد والازدهار العلمي والمجتمعي والمعيشي والثقافي وكرامة وطنية… ومرتكزات الرؤية قيماً ومعتقدات وحضارة ومبادىء انسانية وحقوق لتكون دائما حيث يجب ان تكون في معركة الشرف دفاعا عن الرؤية ودفاعا عن الهوية والدفاع هنا يمكن ان يأخذ شكلا دفاعيا او ان يأخذ شكلا هجوميا…؟؟!!!
ولكي يتم فهم ما اقول في شكل اوضح اعود الى كلام السيد ابراهيم امين السيد حين قال ان معركة كربلاء كانت معركة الشرف ولذلك استحقت ان يستشهد فيها الامام الحسين وان مواجهة الوجود الصهيوني هي معركة الشرف ولذلك استحقت ان يستشهد فيهاسيد الشهداء الشهيد الاسمى السيد حسن نصرالله وان يستشهد كل هؤلاء الشهداء الابطال الفلسطينيين واللبنانيين واليمنيين والعراقيين والايرانيين والسوريين وغيرهم من العرب وغير العرب الاحرار على طريق القدس …
وهكذا معركة الشرف هي التي تعطي قيمة الشهادة وليس اسماء او مواقع الشهداء مهما كانت عظمتهم هم الذين يضفون صفة الشرف على المعركة …
كل ما اقوله هو مقدمة لما سأكتبه عن حفلة التهريج السياسي القائمة التي تتراوح بين التهريج الذي يصل الى حدود العمالة الوطنية وبين التهريج الذي تمارسه الحكومة التي تضع اللجام فلا ترى الا ما تفعله وتفرح به كإنجازات كمن يمارس اللذة الذاتية في الغرف المغلقة وبين التهريج المتذاكي المستجد الذي يجول حول الوقائع ويتجنب الإجابة على الأسئلة الحقيقية ويأخذ الامور الى طرح المشكلات و توزيع الهجمات الدفاعية المجزأة الوهمية وان كانت بشعارات حقيقية ولكن خارج الرؤية الواضحة محاولا كسب الوقت خارج تجذير الوعي …
هي حفلة تهريج لن تدوم طويلا ولكنها بكل الاحوال مضرة كونها تسيء الى اشرف الناس الذين خاضوا ويخوضون معركة الشرف .؟وتستخف بتضحياتهم التي هي اسمى تضحيات على المستويين القيمي والانساني .؟وكونها تضرب الوعي .. وكما قلت في التسلسل الأول الوعي كان فكرا والفكر كان سياسية….. الخ …….!!!!!!!