بعد انتخابات زحله البلدية وما شابها من تفسيرات وتأويلات حول النتائج والفارق الكبير في الاصوات التي شكلتها ” القوات اللبنانية ” منفردة واللائحة المدعومة من العائلات ومن نائب حالي، وآخر سابق، ووزير اسبق، وحزبي ” الوطنيين الاحرار” إضافة إلى “الثنائي الشيعي” وقوى سنية وازنة، لا بد من التوقف عند دلالاتها التي تتجاوز تخوم هذه المدينة المسماة عروس البقاع،والتي تعد اكبر عاصمة كاثوليكية في الشرق، إلى ما هو أبعد من ذلك. صحيح ان الفارق بين اللائحة الفائزة وتلك الخاسرة كبير لدرجة لا يمكن ردمها بسهولة في ما لو قرر ” التيار الوطني الحر” التصويت إلى جانب لائحة اسعد زغيب. وبصرف النظر عما اشيع عن صفقة سياسية تمت عشية الانتخابات بين التيار والقوات قضت بعدم تمكين زغيب من أصوات الأول الذي نام على فرضية أن لا مفر له من الاقتراع للائحته على قاعدة :” عدو خصمي حليفي ولو ابى.” لكن هذه اللغة لم تمش مع جبران باسيل الذي كان صريحا في كلامه، ومتواضعا في توصيف قوة تياره بزحله عندما قال انه ثاني قوة بعد القوات ولو بفارق واسع، معترفا بأن على تياره أن يعمل لتقليص الفارق ومحاولة ردم الهوة الكبيرة. زحله تختلف عن كسروان وجبيل وقد أكد ذلك تصويت أهلها بالسياسة، بعدما وضعوا الاعتبارات الانمائية والخدمية وصلات النسب والقربى جانبا. لائحة زغيب تتهم القوات اللبنانية باللعب على الوتر الطائفي لأن هذا الوتر يلقى هوى في نفس الناخب الزحلي الذي يستميله الخطاب العالي النبرة الذي يشد العصب، ويطرب لرنين الاجراس عندما تقرع لتؤذن أن ” الخطر عالباب.” هذا الخطر المزعوم يتلاشى ويختفي مع انتهاء اليوم الانتخابي الطويل واقفال الصناديق وبدء فرز الاصوات. إن هذه الظاهرة غير صحية من دون شك، ولكنها تمثل الواقع الذي لا يجب انكاره، بل العمل على تجاوزه. وليس صحيحا أن الإقبال الماروني كان حاسما في فوز لائحة القوات، فالكاثوليك وهم القوة الانتخابية الأولى عددا لم تكن اقل سخاء، وخذلت زغيب من حيث لم ينتظر ويحتسب، عدا السريان وسائر أقلام الاقليات المسيحية. ازاح جبران باسيل بموقفه كأس الهزيمة عن شفتيه، تاركا للكتائب والاحرار، والنائب ميشال ضاهر تجرعه،لأنه كان يعرف سلفا انها ستكون معركة خاسرة، خصوصا بعدما قرر عدم اعتماد نهج المكاسرة والتحدي مع خصومه بسبب الانتخابات البلدية والاختيارية. ولكن لا بد من ملاحظات على هامش الانتخابات البلدية في زحله: – بالغ إعلام القوات في تصوير” الثنائي الشيعي” وكأنه مصدر خطر حقيقي يهدد بسقوط المدينة في قبضة حلفائه، في حين أن هذا الأمر غير دقيق لأن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة أظهرت أن القوات اللبنانية تمتلك رصيدا كبيرا يمكنها من حسم كل الاستحقاقات لمصلحتها . – القوات اللبنانية كانت قد عقدت في جبل لبنان والشمال وايضا في مناطق بقاعية تحالفات بلدية ظرفية، على أنها في العاصمة بيروت خاضت المعركة إلى جانب ” الثنائي” تحت شعار ” الحفاظ على المناصفة”، وربما ستشهد البلدات المسيحية في الجنوب تحالفات” ينفخت” فيها “الدف ويتفرق العشاق”، فيكون “الشريك السيادي” في موقع و”القوات” في موقع. – لا ينكر احد دقة ” الماكينة” الانتخابية القواتية وفاعلياتها،وهي لم تعد في حاجة إلى دليل،خصوصا بعد الانتخابات النيابية الأخيرة في العام 2022.وهي تذكر ب” الماكينة الكتائبية” التي شاع أمرها في ستينيات القرن المنصرم والتي تميزت عن سواها بسرعة التحرك، والاحاطة بالارض، والإحصاء الدقيق،والبراعة في تأمين نقل الناخبين ذهابا وايابا إلى بلداتهم وقراهم. – أظهرت الانتخابات البلدية أن هناك قوتين متنافرتين في السياسة،متباعدتين في العقيدة، تستقطبان الفئات العمرية الشابة في طائفتيهما وهما :” حزب الله” و” القوات اللبنانية ” وهذا الاعتراف بالواقع من قبل الطرفين بعيدا من لغة التحدي،قد يفتح الباب أمام تطورات إيجابية تساعد على تجاوز الازمة. ولكن السؤال الابرز والمشروع: هل يؤسس التقاطع الآني بين ” القوات اللبنانية” و” التيار الوطني الحر ” إلى تعاون بمقاربة مختلفة، اما ما هو غاية هذا التعاون ومن هي الجهة المستهدفة منه ، حال حصوله،فمن المبكر التكهن، وتبقى كل الاحتمالات واردة.
خبر عاجل
-
بينَ زيارةِ الأب ودموعِ الأُم (ألمحامي جورج ميشال أبو خليل)
-
صلوات عيد الميلاد المجيد
-
Pour l’armée, mission bientôt accomplie au sud du Litani, quid des Israéliens ? L’OLJ / Par Scarlett HADDAD
-
زمن الديكتاتوريات ولّى ويا مرحبًا بالسلام العادل
-
Récemment interpellé après un sketch polémique sur le Christ, Mario Moubarak présente ses excuses et se défend



