رصاص الفرح في لبنان احتفال على حساب الحياة

ريما صيرفي

مرة جديدة، تتحوّل مناسبات الفرح في لبنان إلى مشاهد رعب. ففي طرابلس، وعلى وقع إعلان نتائج الانتخابات البلدية والمخاتير، انطلقت نيران “الاحتفال” لتصيب الأبرياء، وتذكّرنا أن في هذا البلد، لا فرق بين الفرح والفوضىى، ولا يهمّ اذا ما حمل الناس البنادق بدلاً من الأعلام !
الرصاص العشوائي ليس مجرد فعل متهوّر، بل تعبير صريح عن ثقافة عميقة تتغذّى من غياب الدولة، وشرعنة السلاح، واعتبار العنف وسيلة للتعبير عن الفرح !
الزميلة الإعلامية ندى أندراوس كانت بين المصابين، وما نجاها إلا الحظ، بينما لا تزال طلقات أخرى في مناسبات مشابهة تبحث عن أجساد ضحايا جدد.
المشكلة لم تعد أمنيّة فقط، بل أخلاقية وثقافية. فحين يتحوّل السلاح إلى لغة الشارع، والزعرنة” إلى عرف اجتماعي، يصبح الاحتفال موتاً مؤجلاً.
الوقت اليوم ليس للمناشدات بل للمحاسبة. لا يجوز أن تبقى طرابلس -وسواها- رهينة فئة تظن أن الرصاصة تكرّس انتصاراً، بينما في الحقيقة انّ كلفة ما يطلق من رصاص في العواء ابتهاجاً يكاد أن يوفر خبزاً للعائلات التي في فقر مدقع.
هذا المشهد في بعض مناطق الشمال وعكار أمس كان بمثابة إطلاق النار على صورة الوطن.
من الضروري إذاً أن تقوم الدولة بجمع كل الأسلحة الفردية من المواطنين حفاظًا على الأمن والاستقرار. وإذا اقتضى الأمر، يجب أن يتم ذلك بالقوة لضمان هيبة القانون وسلامة المجتمع.