كشف تقرير دبلوماسي الأجواء المحيطة بالمفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهوية الاسلامية في إيران حول الملف النووي برعاية سلطنة عمان ووساطتها.وفي التقرير الذي استقى معلوماته من دبلوماسيين إيرانيين على إطلاع على الملف، ومتابعين آخرين له، أن المفاوضات” ماشيه” وفرص الوصول إلى إتفاق ” عالية” على قاعدة أن المطالب الاميركيةلا تزال حتى آلان تحت السقف المقبول طالما لا تتبنى حتى آلان شروطا تعجيزية. ويضيف التقرير:” الظاهر حتى الساعة أن واشنطن لم تتبن التخصيب ” الصفري”،وهو موضوع حساس وجوهره غير قابل للتفاوض في شأنه مع الايراني، وأن أي إتفاق سيحصل سيكون قريبا ومشابها لاتفاق العام 2015، من حيث المفاصل العريضة.وهذا كاف لإدارة الرئيس دونالد ترامب،ولا مشكلة للايرانيين فيه، مع توقع معالجة بعض الثغر التي هي في حاجة إلى إيضاح. اي ان ما يعمل عليه هو إتفاق معدل تحت سقف إتفاق العام 2015،يطال عددا من النقاط التي تتعلق بآلية التنفيذ. وتزامن الحديث عن فرص عالية بالوصول إلى إتفاق مع مشهدين: – المشهد الاول: الحركة الدبلوماسية الواسعة والكثفة التي يضطلع بها وزير خارجية الجمهورية الاسلامية في إيران عباس عراقجي من خلال المشاورات التي يجريها مع الصين وروسيا،والسعودية، وفرنسا، وبريطانيا، والمانيا. والاخيرة هي الدولة الزائد واحد على الدول الخمس المعنية باتفاق2015 النووي، أما الحرص على التواصل مع الجانب الاوروبي فيعود لرغبة إيران في عدم اشعاره بالتهميش والاستغناء عن دوره،في حين أن التواصل مع المملكة،يتصل بترجمة ما وصلت اليه العلاقة من تقدم بين طهران والرياض. – المشهد الثاني: الدور الاسرائيلي .فعندما تحدثت وسائل الاعلام العالمية، والاسرائيلية عن مراقبين واكبوا الجولة الثانية من المفاوضات الاميركيةالإيرانية أن فرص الاتفاق بين الجانبين عالية ،علق بنيامين نتنياهو في كلمة ألقاها استغرقت 45 دقيقة بمرارة وتحد بما يشي أن الوضع يائس بالنسبة اليه وأن الاتفاق حاصل،لكنه إستنتج أن الإدارة الاميركية لن تتمكن من ابرام إتفاق افضل من إتفاق العام 2015 ،معتبرا أن المفاوضات النووية الجارية حاليا غير مرضية.وما يريده من مطالب اكثر مما يعمل الطرفان المعنيان على تحقيقه،لذلك فهو يدفع في اتجاه الحرب.والحرب التي يسعى إليها نتنياهو هي حرب إقليمية ودولية،وهو منذ حرب ” طوفان الاقصى” قرر أن ما يلائمه هو توسيع رقعة الحرب وتوريط ألولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، ولذلك فهو يسعى إلى تغيير المفاوضات عبر طريقين: أ- الدفع نحو صدام مباشر بين واشنطن وطهران. ب- القيام بعمل أمني يطاول أحد المرافق أو المصالح الاميركية واتهام إيران أو حلفائها أو الاثنين معا بالوقوف ورائه. إن ما يهم تل أبيب هو شيء آخر مختلف عما يجري بحثه راهنا في سلطنة عمان. إنها تريد آلاتي: – إنهاء البرنامج النووي. – إنهاء منظومة السلاح الباليستي الايراني وتدميره. – ضرب ما يطلق عليه ” اذرع “طهران في المنطقة. السؤال المطروح: هل تبقى المفاوضات سائرة في الطريق السليم ،وتقترب من خواتيمهاالايجابية؟ أو أن فخاخ إسرائيل الكامنة ستقوى على كل ما أنجز وتطيحه،معيدة الأمور إلى نقطة البداية؟
جوزف القصيفي



