بانوراما المساء:

رئيس الجمهورية يحسم مصير سلاح الحزب: 2025 عام حصره بيد الدولة.. عبارة كافية
عون الى قطر: يمكن الحاق بعض عناصره بالجيش ولا استنساخ للحشد الشعبي
بن فرحان يجول…هبة فرنسية عسكرية…وشهيد باستهداف سيارة في عيترون

 كلام رئاسي هو رئيس الكلام، ولا تكهنات بعده. عام 2025 سيكون عامًا لحصر السلاح بيد الدولة”. عبارة كافية ووافية اعلنها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لتقطع الشك باليقين. هو حدد على الاقل المهلة الزمنية لإنهاء السلاح غير الشرعي، معطوفاً على مصير عناصر حزب الله الممكن التحاقهم بالجيش بعد الخضوع لدورات كما حصل مع أحزاب بعد الحرب الأهلية. اما الآلية، فحوار ثنائي مع الحزب الذي “أبدى قدرًا كبيرًا من ضبط النفس أمام الانتهاكات الإسرائيلية”، وتنسيق بين الرئيسين عون ونبيه بري.

بالنظر الى المعطيات المتجمعة تدريجاً في الافقين اللبناني والاقليمي، يمكن القول ان لبنان دخل فعلياً عصر اعادة بناء الدولة بقرار محلي منبثق من ارادة دولية ورعاية عربية، على امل ان يكون ملفه فُصِل بالكامل عن الملف النووي الايراني، وهو كذلك بالنظر الى انعدام سبل بقاء حزب الله على قيد الحياة في ضوء انقطاع شرايين امداده بالاوكسيجين على مختلف الاصعدة.
بن فرحان: الرعاية العربية تحضر بقوة من خلال محطتين الاولى تتمثل بزيارة الموفد السعودي الى لبنان يزيد بن فرحان الذي يواصل جولته على المسؤولين بعيدا من الاعلام، حيث التقى اليوم في عين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقد افيد انه زار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب مساء امس، وزيارة رئيس الجمهورية الى قطر اليوم، وما بينهما تربعت مواقف العماد عون من سلاح حزب الله  في واجهة المشهد.

عام حصرالسلاح: في السياق، أكد الرئيس عون في مقابلة مع “العربي الجديد” قبيل توجهه إلى قطر، أن حزب الله لا يعتزم الانجرار إلى حرب جديدة، مشددًا على أن عام 2025 سيكون عامًا لحصر السلاح بيد الدولة. ورفض عون فكرة استنساخ تجربة “الحشد الشعبي” في استيعاب حزب الله داخل الجيش، لكنه أشار إلى إمكانية التحاق عناصر الحزب بالجيش والخضوع لدورات كما حصل مع أحزاب بعد الحرب الأهلية. وأوضح أن التنسيق قائم بينه وبين الرئيس نبيه بري بشأن ملف السلاح، مشيرًا إلى أن تنفيذ القرار سيتم بالحوار الثنائي مع حزب الله. كما لفت إلى أن حزب الله أبدى قدرًا كبيرًا من ضبط النفس أمام الانتهاكات الإسرائيلية. كما أبلغ عون المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس أن إسرائيل تمنح حزب الله الذريعة عبر بقائها في خمس نقاط حدودية، مؤكدًا أن لا مفاوضات أو تطبيع مع إسرائيل حاليًا. وختم بالإشارة إلى زيارته إلى قطر لشكر الدوحة على دعمها، وطلب استمرار مساعدتها للجيش والاستثمار في قطاعات الكهرباء والنفط في لبنان.

محادثات موسعة: ويتخلل زيارة عون للدوحة لقاء ثنائي مع امير قطر، ومحادثات موسعة يشترك فيها الجانبان القطري واللبناني، ويزور بعدها الامارات.

محاربة الفساد: قبل سفره، واصل الرئيس عون جولاته على الإدارات والمؤسسات العامة، فزار صباحا المديرية العامة لأمن الدولة في محلة الرملة البيضاء، ثم وزارة الدفاع الوطني وقيادة الجيش. بدأت جولة الرئيس عون في المديرية العامة لأمن الدولة في الرملة البيضاء، حيث استقبله المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندس ونائبه العميد مرشد سليمان ورؤساء الشعب في أمن الدولة. وانتقل الرئيس عون الى قاعة الاجتماعات حيث ترأس اجتماعا ضم المدير العام ونائبه ورؤساء الشعب. وخلال اللقاء قال ” ان من ابرز مهام جهاز امن الدولة ان يكون عيون الدولة وآذانها في الإدارات والمؤسسات العامة للمساهمة في محاربة الفساد ومنع الرشاوى بهدف خدمة المواطنين وفقا للقوانين. لقد شبع اللبنانيون ممارسات غير قانونية في الإدارات وارتكابات وفساد ورشاوى، ودوركم في امن الدولة ان تكونوا على قدر المسؤولية وتعملوا على إعادة ثقة الناس بدولتهم، وتمنعوا عنهم كل ابتزاز وخوات. وأريد ان يستعيد الجهاز دوره ليحظى مجددا بثقة اللبنانيين. وأقول لكم كما قلت لرفاقكم في قوى الامن الداخلي والامن العام قبل أسبوع، كونوا سفراء امن الدولة عند الأحزاب وليس سفراء الأحزاب في امن الدولة. ولاؤكم للبنان أولا وللدولة ثانيا وانتم في خدمة الناس وليس العكس، فاعملوا كما يقتضي قسمكم وضميركم”.

مسؤوليات كبيرة: وعلى الأثر، انتقل الرئيس عون الى وزارة الدفاع في اليرزة حيث استقبله وزير الدفاع اللواء ميشال منسى والضباط العاملون في الغرفة العسكرية. وخلال الاجتماع في مكتب الوزير قدم رئيس الجمهورية التعازي الى وزير الدفاع باستشهاد المعاون اول فادي الجاسم الذي استشهد امس في انفجار جسم مشبوه في وادي العزية في صور، وتداول معه في عدد من المواضيع التي تهم وزارة الدفاع والمؤسسات التابعة لها. كما تطرق الى حاجات مختلف وحدات الوزارة. بعد ذلك انتقل الرئيس عون والوزير منسى الى الساحة الخارجية لمبنى قيادة الجيش حيث كان في الاستقبال قائد الجيش العماد رودولف هيكل وأعضاء المجلس العسكري.. وشدد الرئيس على ان مسؤوليات الجيش كبيرة ودقيقة، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان وفي ضوء المسؤوليات الملقاة على عاتقه، وقال:” سنعمل من اجل ان نضع البلاد على السكة، والجيش كما غيره من المؤسسات، له دوره في عملية النهوض التي بدأت بالإصلاحات التي اجريناها، وسنستمر بها. وسنعمل على تأمين حاجات الجيش التي اعرفها جيداً بالتعاون معكم لأني على ثقة بقدراتكم وبأنكم ستحققون إنجازات كثيرة. لقد مر لبنان بتحديات كبيرة، ولولا هذه المؤسسة لما بقي فاستمروا، قيادة وضباطا ورتباء وعسكريين، في عملكم في كل لبنان ولجميع اللبنانيين”.

هبة فرنسية: عسكريا ايضا، اعلنت قيادة الجيش في بيان ان “بتاريخ 13 /4 /2025، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة عسكرية فرنسية تحمل عتادًا هندسيًّا للتعامل مع المتفجرات، مقدمًا هبة من السلطات الفرنسية لمصلحة الجيش اللبناني. جرى تسلم الهبة بحضور ضباط من الجيشَين اللبناني والفرنسي”.

في الجنوب: في الميدان، نفذت مسيرة اسرائيلية غارة جوية ظهر اليوم مستهدفة “رابيد” عند مفترق سمخيا في بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل بـ3 صواريخ موجهة ، وقد اعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان “أن الغارة أدت إلى سقوط شهيد  وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل”. من جهته اعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف قائد فرقة في وحدة العمليات الخاصة في حزب الله في منطقة عيترون جنوبي لبنان.الى ذلك، اطلق الجيش الاسرائيلي النار من الأسلحة الرشاشة ترهيبا باتجاه ميس الجبل.

التشكيلات القضائية: على صعيد آخر، دعا مجلس القضاء الاعلى القضاة إلى ملاقاة المجلس في النهوض من خلال الابتعاد عن أي مرجعية ايًا كان نوعها وبتفعيل العمل القضائيّ . المجلس وبعد اجتماع له، شكر المعنيين لمساهمتهم في استقلالية القضاء عبر التعيينات الأخيرة، مضيفًا “المجلس أقر عددًا من البنود منها المعايير الموضوعية للتشكيلات القضائية وتعيين هيئات اتهامية في الادعاءات الجزائية ودراسة طلبات العفو الخاص المتعلقة بالإعدام”.