موفد سعودي في بيروت وسلام في دمشق يلتقي الشرع
نقمة مالية على قانون اصلاح المصارف واتصالات لـ”اصلاحه”
البساط: المودعون سيستردون اموالهم.. وجابر:سيشعر الجميع بتغيير
بين الزيارة السعودية للبنان واللبنانية لسوريا تنقل الحدث اليوم، ولو ان الزيارتين على صلة بالحدث نفسه، ترميم العلاقات اللبنانية- السورية وحل الملفات الشائكة. الرئيس نواف سلام توجه الى دمشق فوصلها في الاولى ظهرا حيث استقبله الرئيس احمد الشرع. وقبله وصل الى بيروت الموفد السعودي المُكلف بالملف اللبناني الامير يزيد بن فرحان وزار قصر بعبدا على ان يجول على عدد اخر من المسؤولين.
وما بين الزيارتين “نقمة” مالية عارمة على مشروع قانون اصلاح وضع المصارف في لبنان وأعادة تنظيمها الذي اقرته الحكومة في جلستها يوم السبت الماضي وأحالته إلى المجلس النيابي، بموجب مرسوم، ذلك ان نص القانون بالصيغة التي اقر فيها، يشكل بحسب خبراء ماليين ونقديين كارثة تحمل في مكنوناتها من الخطورة ما ينبئ بامكان اطلاق يد السلطة السياسية في مصرف لبنان المركزي واقحامه في أتون المصالح السياسية وتجاذباتها من خلال ادخال هيئة الرقابة والحكومة في صلب القرارات المصرفية، خلافاً للمرجو والمفترض ان يتمتع به المصرف المركزي من استقلالية لا يجوز المس بها.
وعلمت “المركزية” ان اتصالات تجري على اعلى المستويات في الدولة للحؤول دون اقرار المشروع وسط تعويل على ان يقوم المجلس النيابي بتجريد هذا القانون من غلافه السياسي، كونه يخبّئ انقلابًا ماليًا مقنّعًا.
في سوريا: فقد وصل سلام في الأولى والنصف بعد الظهر الى مطار دمشق يرافقه وفد وزاري ضم وزراء الدفاع اللواء ميشال منسى ، الداخلية العميد احمد الحجار والخارجية يوسف رجي. ثم انتقل رئيس الحكومة والوفد المرافق على الفور الى قصر الشعب، حيث استقبله الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني. ثم عقد اجتماع حضره وفدا البلدين.
مواكبة سعودية: في الداخل، زار موفد المملكة العربية السعودية الأمير يزيد بن فرحان المُكلف بالملف اللبنانيّ صباحًا رئيس الجمهورية جوزاف عون لعرض التطورات في لبنان والمنطقة. كما سيلتقي الأمير يزيد بن فرحان، سلام مبدئيا، وعلى جدول أعماله الملف اللبناني السوري. وكشفت مصادر سياسية عليمة ان المسؤولين السعوديين ينتظرون نتائج زيارة سلام لسوريا، وما قد يسفرعنها من خطوات عملية وتشكيل لجان لمعالجة المواضيع الخلافية ، ليقرروا موعد الاجتماع الثاني لوزيري دفاع لبنان وسوريا في جدة، بعدما رعى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان اتفاقا بين الوزير اللبناني منسى والسوري اللواء مرهف ابو قصرة يتصل بترسيم الحدود لاهميتها الاستراتيجية.
ابوالغيط: وكان سلام، استقبل قبل سفره الى الشام، أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على مائدة فطور صباحا في منزله. وقد جرى خلال اللقاء البحث في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، مع التشديد على عمق علاقات لبنان العربية، ومساعدة الأشقاء العرب للبنان على تجاوز الأزمات، انطلاقاً من التزامه بإقرار برنامج الاصلاحات، ومساعدته في تثبيت سيادته على كامل أراضيه والضغط لتأمين الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب، وبسط الدولة سلطتها الكاملة بقواها الذاتية. كما جرى التطرق إلى تطورات الوضع في فلسطين وخصوصاً في قطاع غزة، مع التشديد على وجوب وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، ومواصلة المساعي العربية مع القوى الدولية للالتزام بمقررات قمة بيروت العربية في العام ٢٠٠٢ والتي تنص على حلّ الدولتين.
دعم اميركي: في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، الذي يتوجه الى قطر والامارات في الساعات المقبلة، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وتم خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والتطورات السياسية في البلاد. الى ذلك، أبلغ رئيس الجمهورية، العضو في اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بول غروف، إن “مسيرة الإصلاحات انطلقت وهي حتماً لمصلحة لبنان قبل أن تكون بناء على رغبة المجتمع الدولي”. بدوره، أكد المسؤول الأميركي “استمرار المساعدات الأميركية لدعم لبنان”.
فضل الله والحوار: وفي المواقف، أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل أن أي حوار داخلي يجب أن ينطلق من الأولوية الوطنية والقضية المحورية وعنوانها أن اسرائيل عدو لبنان، وأن طردها من أرضنا وتحرير اسرانا ووقف عدوانها واستباحتها لسيادتنا وإعادة اعمار ما دمره العدو هو واجب ملقى على عاتق اللبنانيين المخلصين لبلدهم وعلى عاتق دولتهم ومؤسساتها. وقال فضل الله: إن الحملة التحريضية على المقاومة تقودها الادارة الاميركية وتجد صداها في لبنان لدى جهات أو مجموعات معروفة وهي الجهات نفسها التي كانت دائما ضد مقاومة الاحتلال وفي بعض المحطات جزءا من مشروعه التدميري، وهي اليوم تروج لتهديداته وتبرر ممارساته ضد اللبنانيين، وبذلك لا تخالف الدستور والقانون فحسب، بل هي تخرج عن منطق الدولة وعن الفطرة الوطنية، ومثل هذه الجهات ليست في موقع من تقرر عن اللبنانيين أو عن الدولة ومؤسساتها، صحيح أن دول تسخر لحملتها وسائل اعلامية وصوتها مرتفع لكنها ليست في موقع من يستطيع تحقيق أهدافها، ولذلك دعوتنا لشعبنا أن لا يعيرها بالاً، فهم يكثرون من الكلام من أجل تقديم أوراق اعتماد للخارج ولا تمت حملتهم التحريضية للمصلحة الوطنية بصلة. وحول ملف اعادة الاعمار قال: رغم محاولات الحصار والتضييق وتواطئ من تواطئ في الداخل أنجزنا إلى الآن ثمانين بالمئة من مشروع الايواء والترميم وسنكمل هذه المرحلة مهما كانت محاولات العرقلة، ولكن هذا لا يعفي الدولة من مسؤولياتها اتجاه شعبها خصوصا في موضوع المباني المهدمة والبنى التحتية، فهناك أموال موجودة لدى الحكومة وقادرة على انفاقها على مشاريع المياه والكهرباء والطرقات وغيرها، وهذا الملف قيد المتابعة من قبلنا وعلى الحكومة مسؤولية مباشرة ونرفض ربط هذا الملف بأي أمر آخر .
القوات..لا حاجة: في المقابل، أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان أن الدولة اللبنانية هي من تحمي كل الطوائف، معتبراً أن الهواجس والمخاوف موجودة لدى كافة الطوائف وليس فقط الشيعية، ولكن مشاريع الطوائف سقطت والدولة ومؤسساتها هي الحل. وفي حديث تلفزيوني، أشار قيومجيان الى أن لا حاجة لحوار حول مصير السلاح ولا استراتيجية دفاعية، مضيفاً: “الدستور اللبناني نص بوضوح على بسط سلطة الدولة ووثيقة الوفاق الوطنية في الطائف نصت على حلّ الميلشيات، مشدداً على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرارات الدولية لا سيّما 1701 والتي نصت على عدم وجود سلاح خارج الدولة أيضاً فلماذا الحوار؟
توغل: في الميدان الجنوبي، توغلت قوة من الجيش الإسرائيلي بعد الظهر بسيارات مدنية وعسكرية باتجاه ضفاف نهر الوزاني. و أطلق الجيش الاسرائيلي رشقات نارية وقام بتمشيط باتجاه منطقة الحميض والمروج عند اطراف بلدة علما الشعب في قضاء صور وسط تحليق للطيران الاستطلاعي في الاجواء .
لجنة المال: ماليا، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال ياسين جابر لمتابعة درس زيادة مساهمة لبنان في صندوق النقد الدولي وتعديل الزيادات على الرسوم التي أقرتها الحكومة في موازنة 2025. وقال كنعان بعد الجلسة : “موافقون على زيادة الاكتتاب بحصة لبنان في صندوق النقد وفق تصور واضح على قاعدة امكانات الخزينة التي ستحددها وزارة المال في الهيئة العامة”.
تغيير كبير: وفي السياق، اكد وزير المالية ياسين جابر بعد اجتماع لجنة التفاوض مع صندوق النقد ان خلال أسابيع قليلة سيشعر الجميع بتغيير كبير سيحصل في البلد من خلال التعيينات الجديدة التي وضعت لها آلية شفافة. من جهته، اشار وزير الاقتصاد عامر بساط لـ”بلومبرغ” الى ان المودعين اللبنانيين سيستردون أموالهم تدريجيا كجزء من أي إصلاح مالي شامل.
بلدية بيروت: على صعيد آخر، بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤونا تشريعية خلال لقائه رئيس كتلة جمعية المشاريع النيابية النائب عدنان طرابلسي، مع وفد من جمعية “المشاريع الخيرية الاسلامية”. وبعد اللقاء، تحدث النائب طرابلسي : “زيارتنا الى دولة الرئيس مع وفد جمعية “المشاريع”، للتشاور معه في كل الاوضاع، بخاصة ملف الإنتخابات البلدية الذي هو على نار حامية اليوم. وتم التأكيد ان لا جلسة تشريعية لتأجيل الانتخابات او للتعديلات وتوافقنا على ان ان شاء الله هذه الانتخابات ستكون في وقتها وسنشارك بها بفعالية”. وأضاف :”بيروت لها ميزة خاصة وبالتأكيد ان شاء الله تكون مناصفة والمشاركة تكون من جميع القوى الموجودة حاليا على الساحة”.
وختم :”سيكون هناك إجتماع نيابي، لانها بيروت وهي تهم كل لبنان ولأنها العاصمة، كما تم التأكيد، أنه لا بد ان يكون الانماء فيها موضع إهتمام من الجميع وان شاء الله خلال ايام سيكون هناك توافق على تشكيل لائحة يكون الكل مشارك فيها”.



