١٣ نيسان ٢٠٢٥
لنتذكر ونتعلم: حرب الضرورة وبناء السلام
تمر اليوم الذكرى الخمسون لاندلاع الحرب اللبنانية، تلك الحقبة التي تركت بصماتها العميقة في وجدان الشعب اللبناني. لا شك أن الحرب جلبت معها مآسي وآلامًا، وأحدثت جروحًا يصعب نسيانها. ومع ذلك، يُلاحظ أن التاريخ شهد أوقاتًا كانت فيها المواجهات العسكرية السبيل الوحيد للدفاع عن النفس وتحقيق العدالة.
كما قال الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو: “حياة الدول كحياة الأفراد، فلهؤلاء الحق في أن يقتلوا في حالة الدفاع الطبيعي، وللدول الحق في أن تحارب لتحافظ على كيانها ووجودها”. هذا يعني أن اللجوء إلى القوة قد يكون أحيانًا ضرورة لا مفر منها، خاصة في غياب الخيارات الأخرى.
في غياب سيادة الدولة، حمل شباب لبنان السلاح دفاعًا عن أرضهم وشعبهم، وللمطالبة بقيام دولة تحميهم. لم نكن هواة حرب، ولا كانت مهنتنا العسكر؛ بل وجدنا أنفسنا مضطرين لمواجهة هجمات قوى مسلحة غريبة، مدعومة بحلفاء محليين، كانوا يسعون لتغيير هوية لبنان وصيغته التعددية. فكانت الحرب ضرورة، وكانت مقاومتنا محقة.
سقط في هذه المعركة أبطال من خيرة شباب الوطن، ضحوا بأرواحهم من أجل قضية عادلة. ورغم بعض الفصول المؤسفة من حرب الأخوة، إلا أن القضية انتصرت، ونجا لبنان من محاولات طمس هويته.
ومع ذلك، لم يزل الخطر قائمًا. استمر الاحتلال لسنين، وتبعه وجود أذرعته الداخلية التي سعت لزعزعة استقرار الوطن.
فلنتذكر اليوم في هذه المناسبة تجربة الحرب المريرة ونتعلم منها، حتى لا نعود إلى دوامة الحروب. يجب أن نوقف الاعتداءات الخارجية، سواء كانت عبر السلاح الفلسطيني أو الإيراني. وأن نعيد بناء الدولة الحازمة والعادلة، التي تسيطر وحدها على أرضها وحدودها ومعابرها، حتى نطوي صفحة الحرب إلى الأبد.
اليوم، الفرصة أمامنا فريدة، ذهبية، وثمينة. إنها لحظة تاريخية، لنبني لبنان الذي نطمح إليه، لبنان السلام والاستقرار والازدهار، بعيدًا عن دوامة الحروب والدمار.
الرحمة لشهداء المقاومة اللبنانية، أبطال القضية المحقة. وليحيا لبنان السيادة والحرية والاستقلال، بفضل أبنائه المخلصين لوطنهم لبنان اولا.
جوزف الجبيلي
عضو الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية