بعد زيارة اورتاغوس…رسالة اميركية “حامية”:نزع السلاح سريعاً
رئيسا الجمهورية والمجلس يبحثان الالية وتسريع اقرار الاصلاحات
عون: لا مكان للاسلحة الا ضمن الدولة والحل بالحوار…الاغتيالات جنوبا تابع
أما وقد قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس كلمتها ومشت، واستوعبها كبار المسؤولين في الدولة، واعدين ببذل اقصى جهد لتنفيذ المضمون، فقد انبرى هؤلاء الى البحث والتمحيص في كيفية تطبيق الالية الكفيلة بتوحيد البندقية اللبنانية قبل اي عمل اخر تجنباً للغضب الاميركي واستتباعاته العنفية الاسرائيلية وعدم تضييع “الفرصة الاخيرة ” امام لبنان والا فسيناريو غزة ماثل للعيان.
المشاورات اقلعت من بعبدا في لقاء جمع رئيسي الجمهورية جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري على ان تُستكمل لاحقا وسريعا ما دام ليس من “وقت لتضييعه” والرسائل تتوالى من كل حدب وصوب محذرة. وقد اعقبت زيارة اورتاغوس اخرى لمجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ناقلة رسالة “حامية” من واشنطن تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع.
عون – بري: غداة مغادرة اورتاغوس لبنان الذي نقلت اليه رسالة اميركية – دولية باستعجال الاصلاحات الاقتصادية وايضا “الامنية” تطبيقا لبنود اتفاق وقف النار الذي ينص على تسليم حزب الله سلاحه للدولة، بحث رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأوضاع العامة، ولا سيما التطورات في الجنوب، إضافةً إلى نتائج زيارة أورتاغوس والخطوات الواجب انجازها بعد الزيارة ،الى وجوب الاسراع في بت القوانين الاصلاحية في مجلس النواب.
ضرورة نزع السلاح: واستقبل الرئيس عون ايضاً وفدا من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ATFL، برئاسة ادوارد غابريل الذي اشار الى انه سيعقد اجتماعات مع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء والسياسيين وحاكم مصرف لبنان. وأوضح انه يحمل رسالة من واشنطن تؤكد على ضرورة نزع سلاح حزب الله واجراء الإصلاحات اللازمة لحصول لبنان على المساعدات المالية، وان العاصمة الأميركية تتطلع الى ان تتم التغييرات على هذا الصعيد بشكل سريع. وقال: “لقد كانت هناك إشادة كبرى بالعمل الذي قام به الجيش اللبناني، وبالعمل الجيد الذي قمتم به أنتم أيضاً. وأعلم أن مساهمتكم في ذلك كانت مهمة للغاية.” أضاف: “لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يجب إنجازها، وقد تمت إحاطتنا علماً بها. وكلما تم تنفيذها بسرعة، كلما استطعنا مساعدتكم بشكل أسرع”.وكشف عن مشروع قانون تمويل في الكونغرس الأميركي يتم التحضير له للسنة المقبلة، وعن ثلاثة مشاريع قوانين مهمة ضمن الحزمة الاقتصادية.”
رد عون: ورد الرئيس عون مؤكدا ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية. “ونحن ملتزمون العمل من اجل تحقيقهما”، مشيرا الى انه وقَّع قانون السرية المصرفية الأسبوع الماضي وقد باشرت الحكومة بمناقشة قرار هيكلة القطاع المصرفي نهار الجمعة الفائت ومن المقرر أن تستكمل البحث فيه غداً. وقال: “إن بناء الثقة هو خطوة بدأنا بها بالفعل.”من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية إلتزام لبنان بالقرار 1701، بشكل كامل، مثنيا على عمل “اليونيفيل” في قطاع جنوب الليطاني، مشيرا الى الخروقات الإٍسرائيلية لإتفاق وقف إطلاق النار. وكشف أنه “بالنسبة للشمال من نهر الليطاني، فقد قمنا بالفعل بتفكيك ستة مخيمات كانت تحت سيطرة مجموعات فلسطينية خارج المخيمات. والآن، أصبحت خالية، وتمت مصادرة أو تدمير الأسلحة الموجودة فيها”.وأكد ان الأولوية هي لتخفيف حدة التوتر في الجنوب. وقال: “الإرادة موجودة. و”اليونيفيل” تقوم بعملها على أكمل وجه. لكن علينا أن نأخذ في اعتبارنا أنّها تتحمل الكثير من المسؤوليات”، مشددا على “ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية، ومشيرا الى ان “بقاء إسرائيل في النقاط الخمس التي أحتلتها لن يكون مفيدا للبنان لكن يعقد الوضع اكثر، لذلك نطالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل للإنسحاب منها.” ولفت الى “ان الحكومة، قبل ثلاثة أسابيع، وافقت على تجنيد 4500 جنديا لزيادة استعدادنا في الجنوب.”
وردا على سؤال حول رؤيته لطريقة سحب سلاح حزب الله، أكد الرئيس عون الى “أهمية اللجوء الى الحوار. وكما قلت في خطاب القسم، لا يوجد مكان لأي أسلحة، أو أي مجموعات مسلحة، إلا ضمن إطار الدولة. والمسائل تحل بالتواصل والحوار ففي نهاية المطاف، فحزب الله هو مكون لبناني.” وقال: “نحن سنبدأ قريبًا في العمل على صياغة استراتيجية الأمن الوطني، التي تنبثق منها استراتيجية الدفاع الوطني.” وشدد رئيس الجمهورية على “ان الموقف اللبناني موحد، وجميعنا ملتزم العمل بإتجاه الهدف عينه. أحيانًا يكون لدينا اختلاف في الرأي، وهذا أمر طبيعي وهو يشكل جوهر الديمقراطية. علينا أن نناقش ونتحاور. وفي النهاية، هدفنا واحد.”في ختام اللقاء، شكر الرئيس عون أعضاء مجموعة العمل لدعم لبنان على جهودهم، وقال: “نحن نعتمد عليكم. وحاولوا نقل الرسالة الصحيحة وحاولوا فهم الوضع الداخلي للبنان على حقيقته.”
اغتيال: اما في الميدان، فواصلت اسرائيل تصعيدها والاغتيالات. اليوم، نفذت مسيّرة اسرائيلية غارة أمام محل لتصليح الدراجات النارية في بلدة الطيبة في قضاء صور، وأسفر الهجوم، بحسب وزارة الصحة عن سقوط قتيل. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مسؤولين أمنيين الى ان المستهدف عنصر في حزب الله، قبل ان يعلن الجيش الاسرائيلي مقتل قائد المنظومة المدفعية التابعة لـ”حزب الله” في غارة جنوب لبنان. وبعد الظهر تم استهداف سيارة في بيت ليف، وأفيد عن اصابة سائقها بجروح . كما استهدفت مسيرة إسرائيلية تلة الكنيسة بين بلدتي الطيبة ورب ثلاثين بقنابل صوتية.
جعجع: في غضون ذلك، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أن هناك حديثاً في الآونة الأخيرة “عن إصلاحات في المجالات كافة: إصلاحات في المجال القضائي، إصلاحات في المجال الاقتصادي، إصلاحات في قطاع المصارف، إصلاحات في ما يتعلّق بمحاربة الفساد، وغير ذلك، لكن هذه الإصلاحات كلها لا يمكن أن تنجح، ولا يمكن أن تُعطي أي نتيجة قبل حصول الإصلاح الأوّل، ألا وهو استعادة الدولة سلطتها وسيادتها، باعتبار أنه ما لم تكن هناك دولة فعليّة، فلا إصلاح يمكن أن يُعطي أيّ نتيجة”.كلام جعجع، جاء في كلمة له عقب قداس شهداء زحلة.
الحزب والاصلاح: في المقابل، اعلن عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض، في كلمة ألقاها خلال تشييع “حزب الله” لثلة من الشهداء في بلدة طلوسة الجنوبية ان “من موقع ادراكنا بخصوصية المرحلة وتعقيداتها والتهديدات والتحديات التي نواجهها، نعتبر أن الوطن مهدد في أرضه وامنه من العدو الاسرائيلي، ومهدد في قراره السيادي الذي يتعرض للاستباحة والمصادرة، وإلا كيف يفسرون هذا التدخل الخارجي في التعيينات الادارية والقضائية والمالية والعسكرية، وكيف لهم أن يبرروا هذا التدخل السافر في الملفات الإصلاحية المالية والنقدية والإدارية التي تتصل ببناء الدولة”؟ أضاف “لا نريد إصلاحاً على مقاس الإرادات الخارجية وسياستهم التي تسعى إلى الهيمنة على البلد ومصادرة استقلاله، بل نريد إصلاحاً بمعايير وطنية صرف بعيداً عن أي ارتهانات خارجية”. ختم “إن كل ذلك يؤكد أن بلدنا يمر في منعطف خطير مليء بالتحديات، وعلى كل القوى والشخصيات الشريفة الحريصة على سيادة البلد واستقلاله أن تضافر جهودها المشتركة لمواجهة التحديات”.
ماكرون ولبنان: في المواكبة الدولية للواقع اللبناني، اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون “انني متمسك بسيادة واستقرار لبنان ويجب احترام وقف إطلاق النار”، مشددا على “اهمية الحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر وفي قناة السويس”. كما لفت الى “اننا ندعم عملية الانتقال في سوريا بحيث تكون شاملة وتجمع كل مكونات الشعب السوري”.
لجنة المال: وعشية توجه وفد لبناني مالي رسمي الى واشنطن للقاء صندوق النقد والبنك الدولي، أكدت لجنة المال بعد اجتماعها على “مبدأ التعاون الإيجابي مع صندوق النقد لكنها تتريّث في بتّ زيادة مساهمة لبنان في الصندوق بقيمة ٤٢٣ مليون دولار لحين الإطلاع من وزير المال على الأثر المالي على الخزينة وكيفية الدفع وفق أولويات الحكومة للإصلاح والإنقاذ”.
الانتخابات: انتخابيا، رأس وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، صباح اليوم في مكتبه، اجتماعاً تحضيرياً للإنتخابات البلدية والإختيارية، حضره محافظ لبنان الشمالي مزي نهرا ومحافظ عكار عماد لبكي، المديرون العامون في الوزارة، قائد منطقة الشمال في قوى الأمن الداخلي، القائمقامون وضباط فريق عمل الوزارة. وخلال الإجتماع، تم الوقوف على جهوزية المحافظتين عشية دعوة الهيئات الناخبة، واستمع الوزير الحجار الى الحاجات والمتطلبات لاستكمال التحضيرات في المحافظتين والقائمقاميات، مشددا على أهمية إجراء الإستحقاق الإنتخابي المرتقب بنزاهة تامة وشفافية وحيادية مطلقة. وطلب الوزير الحجار ضرورة التنسيق الكامل بين المحافظين وقوى الأمن الداخلي لحسن سير العملية الإنتخابية والسهر على حفظ الأمن.
المطار: كما رأس الحجار، اجتماعاً لجهاز أمن المطار حضره قائد الجهاز العميد فادي كفوري ورؤساء القطعات المعنية في قوى الأمن الداخلي، الأمن العام، والضابطة الجمركية.
وتم البحث في سير العمل الأمني في مطار رفيق الحريري الدولي والإجراءات المتخذة تفادياً للإزدحام وتحضيراً للموسم السياحي المقبل.وخلال الاجتماع، تطرق الوزير الحجار إلى سير التحقيقات في الإشكال الذي وقع يوم أمس في قاعة المغادرة داخل حرم المطار، مؤكداً أن ما حصل بات في يد القضاء المختص لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتسببين بحالة الفوضى في هذا المرفق الحيوي الذي يمثل صورة لبنان. وشدد الوزير الحجار على ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات تفادياً لتكرار هكذا اشكالات في المستقبل.