30 آذار الأحد الخامس من الصوم الكبير : أحد شفاء المخلّع
في شفاء الأبرص والمنزوفة، وفي مثل الابن الشاطر، تجلَّى سلطان يسوع الإلهيّ على غفران الخطايا، ولكن يسوع قد برهنه بقوّة خارقة في شفاء مخلَّع كفرناحوم. والجموع الذين رأوا «مجَّدوا الله الذي أعطى الناس مثل هذا السلطان». ويسوع بدوره أعطى هذا السلطان لرسله، والرسل أودعوه في الكنيسة سرّ توبة مقدّس، لشفاء جميع الخاطئين التائبين!
الرسالة (1 طيم 5/24-6/5): تبدأ بموضوع وضع يد المسؤولين الكنسيّين، لتكريس مسؤولين جدد، وإعطائهم سلطان غفران الخطايا. وقد يحاول بعضهم أن يُخفوا نقائصهم وعدم أهليَّتهم إلى ما بعد الحكم والتكريس. لذلك يجب أن يُصار إلى بحث جدّي مدقَّق حول صفاتهم وشخصيّتهم، على ضوء نعمة الربّ يسوع الذي يعرف أسرار القلوب؛ ثمّ تتحدّث الرسالة عن العبيد وخدمتهم الصالحة لأسيادهم بحرّيّة ومساواة؛ ثمّ تعطي صورة المعلّم الحقيقيّ، والمعلّمين الكذّابين، الذين كانوا، وما زالوا، الخطر الأكبر على الكنيسة.
الإنجيل (مر 2/1-12): هنا في بيت سمعان في كفرناحوم، على الأرجح، كان يسوع «يخاطب الجموع بكلمة الله»، فصار هذا البيت رمزًا للكنيسة التي هي ملتقى للبشارة، ومُنطَلَقًا لرسالة يسوع بين الناس. يشدّد الإنجيليّ على إيمان الرجال الذين حملوا المخلّع وكشفوا سقف البيت، وبناء على إيمانهم أعلن للمخلّع: «يا ابني! مغفورة لك خطاياك!». أثارت هذه الكلمة جدالاً بين يسوع وبعض الكتبة الحاضرين: «من يقدر أن يغفر الخطايا إلاّ الله وحده؟». وظنُّوا أن يسوع عاجز عن شفاء المخلّع، ولذلك فهو يتهرّب ويتكلّم عن غفران خطاياه، لأنّه أمر خفيّ لا يعلمه إلاّ الله وحده! أمّا في نظر يسوع، فالغفران هذا كان أهمّ بكثير من شفاء المخلّع. ولكي يفهم الجميع سلطان يسوع على غفران الخطايا، أمر يسوع المخلّع بالنهوض! فقام أمام عيون الجميع صحيحًا مبرَّرًا!