القرار 1701 ومَن لا يريد فـَهمه


حبيب شلوق


كثر من اللبنانيين ولاسيما منهم “العاشقين الممانعة التي وقّعت ولو بصمت” لا يريدون التسليم بانتهاء الحرب ، والقرار الدولي بإخراج لبنان من الفلك الإيراني وبعده إخراج “سوريا الأسد” و”غزة حماس” ثم “حوثيي اليمن”، وقريباً جداً الممانعة في العراق.
لقد أصبح لبنان في المحور الأميركي وبهز”العصا الغليظة”، فــ “حزب الله “المسلّح بات من الماضي وفق ما نص عليه اتفاق 27 تشرين الثاني 2024 في إشراف الموفد الأميركي الإسرائيلي عاموس هوكشتاين بموافقة “الثنائي الشيعي ـ الحزب وأمل” عبر رئيس حركة “امل” رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أنتخب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية ورأسه مرفوعاً كما انتخب نواف سلام عالي الجبين، والإثنان مدعومان أميركياً إن لم نقل مشروعين أميركيين، والأكثر إشارة أن كل قادة الأجهزة العسكرية والأمنية الذين تم تعيينهم، والتعيينات اللاحقة هي مزيد من التوضيح.
الإتفاق بين “الحزب” و”أمل “الذي وقّعه رئيس مجلس النواب نبيه بري الشيعي ووافق عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي السني ، واسرائيل (من دون المسيحي اللبناني) الذي يصفونه بالــ”العميل” مشروع حل دائم يسلّم لبنان إلى المحور الأميركي وشريكه “العدو” الإسرائيلي، و”العميل” لم يوقع على هذا الإتفاق ولا على تسليم الغاز لإسرائيل الذي وقّعه “الممانعون و”الحزب” وبري.
وللتذكير فإن الإتفاق بين “الثنائي” واسرائيل ينص على نزع سلاح “الحزب” وكل الجماعات المسلحة وتوقف أي عمليات عدائية ضد اسرائيل، وهو اتفاق لا يمنع اسرائيل ولبنان من ممارسة حقهما الطبيعي في الدفاع عن النفس.
في هذا الوقت “تتسلـّى” اسرائيل في سرقة الغاز اللبناني وتنتظر تقديم لبنان لجنة تفاوضها لترسيم الحدود بعد ترسيم حدود المياه، وهي لجنة مهماتها طويلة الأمد وقد تكون مشرفة على السير نحو القدس بالباصات بدل “زحفاً زحفاً”، إذ لا يمكن للبنان أن يكون إستثناء عندما يجمع العرب من الخليج إلى مصر على التطبيع.
ومَن يريد المعاندة وعدم التسليم بالأمر الواقع وبالخرائط التي ترسم للمنطقة، فلينتظر ويرَ.

(الصورة: مصافحة ودية بين بري وهوكشتاين… “قوموا تا نهنـّي”)