الجيش ينتشر في حوش السيد علي ويتجاوز اتهامات “التخوين”
عون يتابع وهيكل الأوضاع شرقاً: وقف النار وضبط الحدود
وزيرة خارجية المانيا في بيروت…سلام: قطار الدولة ينطلق
لا ينتظر الجيش اللبناني حامي الوطن والحدود والحامل على منكبَّيه وزر كل الازمات والمشاكل الامنية على مساحة لبنان شكرا وثناءً من المواطنين الساهر على حمايتهم وامنهم، ما دامت هذه رسالته ووظيفته، على رغم ان معظم المهام الملقاة على عاتقه في الأعوام الاخيرة ليست من صلب وظيفته، لكنّه لا ينتظر في المقابل تخوينه واتهامه بالعمالة واستقباله بعبارات نابية عوض رشقه بالورود والأرز،كما يليق به ويفعل كل وطني مخلص لا ولاء له الا الى وطنه.
ما حصل في بلدة حوش السيد علي اليوم إبان دخول الجيش اليها لضبط الوضع، بعد اشتباكات دامية سقط بنتيجتها ستة قتلى من الجانبين، لا يقبله عقل ولا منطق مهما كانت خلفياته، خصوصا اذا كانت على صلة بنزع سلاح او غيره حماية لأهالي المنطقة والبلدة، من حمام دم كان يمكن ان يؤدي اليه استمرار الاشتباكات.
على اي حال وعلى أمل ان يعود كل لبناني الى لبنانيته ويؤدي التحية لكل عسكري في الجيش، يبقى ان المؤسسة العسكرية تفرض هيبتها وتضع حداً لأي انتهاك وتكفل حماية لبنان واللبنانيين مما يفبركه بعض المستفيدين من التفلت وضرب الاستقرار لمصالح لم تعد خافية على أحد.
الجيش ينتشر: الوضع الامني الحدودي من البقاع الى الجنوب بقي في واجهة الاهتمام المحلي الرسمي والعسكري والشعبي اليوم. في السياق، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان و”في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”. وكانت قيادة الجيش اشارت ايضا الى ان “ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر – الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع – بعلبك”.
الحزب يخوّن: ليس بعيدا، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو تم تصويره في بلدة حوش السيد علي، إبان دخول وحدات الجيش للتمركز في المنطقة، فيه من قلة الاحترام واللاوطنية ما يندى له الجبين. ذلك ان مناصري حزب الله ظهروا يوجهون للعسكريين عبارات جد مسيئة بحق جيش الوطن قائلين “لبيك يا نصرالله، خاين، خاين، عملاء…” وبعد عبور آليات الجيش ، انتشر مقنّعو الحزب في الشارع حاملين الاسلحة. ليس بعيدا، تعرّضت الزميلة لينا اسماعيل، مراسلة “النهار” في بعلبك، لاعتداء من مجموعة أشخاص حين كانت تغطي دخول الجيش اللبناني إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية. وتعرّض شاب لاسماعيل بألفاظ نابية وأصرّ على أخذ هاتفها، لتنضمّ إليه امرأة قامت بالاعتداء الجسدي عليها ونزع هاتفها.
عون يتابع: وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل اطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.
اصابة جندي: جنوبا، أصيب جندي في قوات “اليونيفيل” جراء انفجار لغم أرضي في الوادي الواقع بين ياطر وزبقين في القطاع الغربي. وعلمت “المركزية” ان الجندي عنصرٌ في الكتيبة الفندلندية واصابته بليغة.
نجاح السلام: ليس بعيدا، حاضر قائد القطاع الغربي لليونيفيل، الجنرال نيكولا ماندوليسي، خلال ورشة عمل جامعية مخصصة للتواصل الفعّال، شملت دروسًا حضورية وأنشطة تجريبية. وتحدث عن “التركيز الحالي للبعثة، الذي يشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم عمل الجيش اللبناني وتسهيله، ومساعدة السكان المحليين”. ولفت الى ان “وجود اليونيفيل أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام”، وان تعاوننا وتفاعلنا مع المجتمعات المحلية والجيش اللبناني هما عنصران أساسيان لنجاح السلام”، وقال:”أنتم، الشباب، أنتم الحاضر والمستقبل للمجتمع”. وشدد على “أهمية التعاون المستمر في بناء الثقة وتعزيز السلام، وعلى أن التفاعل مع المجتمعات المحلية هو ركيزة أساسية في مهمة حفظ السلام في لبنان، مما يرمز إلى الحضور الدولي”.
المانيا: وسط هذه الاجواء، وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك ، مستهلة زيارة للبنان تلتقي خلالها عددا من المسؤولين اللبنانيين ستعرض خلالها لمختلف التطورات سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
جملة ملفات: في الاثناء، وعشية جلسة لمجلس الوزراء ستخصص لاقرار آلية التعيينات غدا، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكونات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة. فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.
كرم لهاشم: في المواقف، صدر عن عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، البيان التالي: “يصرّ البعض على ربط احتكار الدولة للسلاح بحوار حول ما يسمى الاستراتيجية الدفاعية، وقد عزف على النغمة نفسها الزميل قاسم هاشم الذي نذكِّره بأن من أجهض البحث في هذه الاستراتيجية على مدى 20 عاما هو الفريق المتمسِّك بسلاحه على حساب الدولة والدستور، فيما الاستراتيجية الوحيدة التي تحمي لبنان وتصون استقراره هي احتكار الدولة للسلاح والالتزام بالدستور والقرارات الدولية، فيما استراتيجية فريق السلاح تتحدّث عن نفسها وقوامها الفوضى واستجرار الحروب”. اضاف:”للزميل هاشم أقول بأن البيان الوزاري للحكومة شديد الوضوح إن لجهة ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، أو لناحية ان الدولة هي المولجة حصرا الدفاع عن لبنان، ولم نعد بحاحة الى استراتيجيات دفاعية وغيرها، وجلّ ما هو مطلوب الالتزام بالدستور والبيان الوزاري والكفّ عن الإدلاء بتصاريح معاكسة لسياسة الحكومة الواضحة تجاه موضوع سلاح حزب الله، بخاصة انكم تشاركون في الحكومة كفريق سياسي، وهذا مضرّ بالحكومة وبصورة لبنان والثقة التي ما زالت مفقودة طالما ان الدولة لم تبسط سيطرتها على الأرض اللبناني كلها”.
الرادع الدولة: ايضا، إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن، الذي اعتبر بعد اللقاء أنّ” الوضع الأمني على الحدود خطير، وأن الأمور تتجه نحو مزيد من التأزم “،مؤكّداً أن “الرادع الوحيد لحماية لبنان يكون بتعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة بنائها، والمضي في الإصلاحات لتمكينه من مواجهة التحديات المتصاعدة”. الخازن وبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي دعا “الحكومة الى اعتماد الكفاءة والشفافية والابتعاد عن الزبائنية السياسية في التعيينات الادارية، والى القيام بالاصلاحات المطلوبة وعلى رأسها اللامركزية الادارية وإقرار الهيئات الناظمة في الكهرباء والاتّصالات والمطار نظرًا لدورها المهم،بالإضافة إلى إقرار الإصلاحات الضرائبية”. وحذّر من “تأجيل هذه الخطوات”، مشيرا إلى أنّ “يجب عدم تمرير الوقت بالتحجج بوجود انتخابات بلدية ومن بعدها انتخابات نيابية، فلا اولويات على الاصلاحات المطلوبة من الدول الخارجية وصندوق النقد ومن الداخل أيضا”.
قبرصلي بدل حمود: من جهة ثانية وفي اطار التشكيلات الامنية، عيّن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بعد فصل العميد خالد حمود من هذا المنصب.