غزة تُطلق “شبح الخوف”.. لبنان لن يُستثنى من الجحيم

أمين القصيفي

سقطت الهدنة في غزة بعد نحو شهرين من إعلانها، واستأنفت إسرائيل ضرباتها مستهدفة مواقع وقياديين في حركة ح، متهمة الحركة بعدم تنفيذ بنود الهدنة، ليعود “شبح الخوف” في لبنان ويضع اللبنانيون “أياديهم على قلوبهم” مجدداً خشية انسحاب سقوط هدنة غزة على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، التي تتذرع بأن لبنان لا يطبِّق الاتفاق بالمستوى المطلوب. والأخطر، أن إسرائيل أعادت تسعير حرب غزة بـ”مباركة أميركية” واضحة، إذ أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عن أن “الإسرائيليين استشاروا إدارة الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة”، مشدّدة على أنه “كما أوضح الرئيس ترامب، فإن حركة ح والحوثيين وإيران، وكل من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً”، مكررة عبارة ترامب “أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها”.

لا تنفي مصادر دبلوماسية، “خوفها على لبنان إثر انفجار الوضع في غزة من جديد وسقوط الهدنة، فالأمور متدحرجة في المنطقة وباتت مترابطة بشكل أوثق، خصوصاً بعد وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وتوجهاته المعلنة، وتحذيراته إلى إيران بوضع حدٍّ لممارساتها في المنطقة والتوقف عن تسليح الأذرع والمجموعات ودعمها، ولبنان في صلب هذه المعادلة”.

المصادر ذاتها تؤكد، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “الأخبار التي وصلت من العاصمة الأميركية واشنطن عن إعطاء لبنان مهلة أسابيع لإثبات جدية المسؤولين وسيطرة الدولة وبسط سيادتها على كامل أراضيها ونزع السلاح من كل المجموعات، صحيحة”، مشيرة إلى أن “الجميع في لبنان سمع تلك الرسائل الأميركية، ومن البديهي أن على المسؤولين تلقُّفها بالجدية المطلوبة، لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتأمين المساعدة الدولية لانسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها وإبعاد النار عن لبنان”.

لا تُخفي المصادر الدبلوماسية، “عدم ارتياحها إلى المسار القائم لغاية الآن، بالمستوى الذي كان مأمولاً أو متوقعاً أو بالسرعة المطلوبة، ما يضع لبنان في دائرة الخطر الشديد من تجدد الحرب وربما بشكل أعنف”، لافتةً إلى أن “التناغم بين تل أبيب وواشنطن في هذه الفترة يبدو في أعلى درجاته، وثمة قرار أميركي كبير مع مجيء ترامب بتغيير الواقع في المنطقة بل على مستوى العالم”.

تضيف: “النوايا الإسرائيلية مع نتنياهو ليست مبيّتة، بل هو يدفع باتجاه توجيه حتى ضربات مباشرة إلى طهران ومفاعلاتها النووية، تكون قاضية ويعان أنه مستعد للحرب على 7 جبهات. بالتالي، خطر توسع الحرب من جديد لن يستثني لبنان، ما لم تحزم الدولة قرارها، بعدما حسمت نواياها بحسب ما تعلن، بإعادة بسط سلطتها وسيطرتها ونزع السلاح غير الشرعي وتفويت كل الذرائع على إسرائيل لاستئناف حربها”.

“لبنان تحت العيون الدولية”، تقول المصادر الدبلوماسية، مضيفة أن “العالم لمس التفاؤل والآمال التي يعقدها اللبنانيون على المرحلة الجديدة التي انطلقت مع انتخاب الرئيس جوزيف وعون وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام، لكن لبنان في سباق مع الوقت وعلى الجميع أن يدرك ذلك، لأن المماطلة أو التردد ليسا في مصلحة لبنان ما قد يضع الفرصة المتاحة أمامكم في دائرة الخطر نظراً لتسارع التطورات”، لافتة إلى أن “ما نقل عن رئيس الحكومة بأنه سيحدد جلسة لبحث مسألة السلاح غير الشرعي، يلاقيه المجتمع الدولي بإيجابية، لكن بحذر، والوقت ليس مفتوحاً، وعلى الجميع التوقف مليّاً عند الأخبار المنقولة من واشنطن عن فرصة الأسابيع المعطاة لتثبتوا جديتكم ومسؤوليتكم، فتُجنّبوا لبنان النار التي ثمة مخاوف جدية من استعارها أكثر فأكثر في المنطقة”.