حدود لبنان هادئة والجيش يضبط الوضع… القوات: استمرار الفلتان غير مبرر
غزة تحت النيران واغتيال قيادات حماس.. كاتس: إطلاق الرهائن أو أبواب الجحيم
مؤتمر عام للإستثمار في الخريف في بيروت وعون:المصلحة العامة تحمي البلد
المركزية- فيما لبنان يجهد لإطفاء مشاريع جبهات جنوباً وشرقاً وقد نجحت حركة الاتصالات المكثفة في وأد محاولات فتن كانت تعد له، اشتعلت مجدداً جبهة غزة وخطفت انظار العالم بفعل وحشية آلة الحرب الاسرائيلية التي حصدت خلال ساعات 300 قتيل من اهالي القطاع، اضافة الى رئيس حكومة حماس عصام الدعليس مع ثلاثة من كبار المسؤولين الذين نعتهم الحركة الى جانب المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة “أبو حمزة”.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس هدد ان إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن، فإن أبواب الجحيم ستُفتح في غزة. اما البيت الابيض فرأى ان “حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق الرهائن”.
هدوء حذر: اما في لبنان وغداة التوصل الى اتفاق لوقف النار في منطقة الهرمل على السلسلة الشرقية، خلال اتصال بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، سيطر الهدوء الحذر اليوم على المنطقة وغابت الاشتباكات. وشوهدت تحضيرات للجيش اللبناني للدخول إلى أحياء حوش السيد علي من الجهة اللبنانية. وافادت وكالة الثصحافة الفرنسية ان نحو 13 ألف سوري فروا إلى لبنان منذ اندلاع الأحداث الأمنية في الساحل السوري.
القوات تسأل: ليس بعيدا، شدّدت مصادر في “القوات اللبنانية” لـ”المركزية” على ضرورة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا بشكل نهائي، خصوصا في ظل رغبة البلدين وإرادتهما بضبط الأوضاع الحدودية، وأبدت استغرابها الشديد لاستمرار هذا الفلتان غير المبرّر إطلاقا، فإذا كانت السلطة السابقة تشكل جزءا لا يتجزأ من محور الممانعة، فإن السلطة الحالية تؤكد في مواقفها كلها على تطبيق الدستور ودور الدولة وبسط سيادتها، والبيان الوزاري شديد الوضوح على هذا المستوى، وتساءلت المصادر: لماذا الحدود بين لبنان وسوريا لا تزال سائبة؟ ولماذا بعض المجموعات المسلحة لأهداف سياسية او بغرض التهريب ما زالت تملك حرية الحركة والتصرُّف وتتسبّب للبنان بمشاكل هو بغنى عنها؟ ودعت المصادر نفسها السلطة إلى اتخاذ قرارات سريعة بضبط الحدود الشرقية والشمالية، فهل يعقل مثلا ان يعبر عشرة آلاف نازح الحدود على أثر الأحداث الأخيرة في سوريا وكأن لا رقيب ولا حسيب؟ ولو كانت الحدود ممسوكة لما حصلت الاشتباكات الأخيرة. وقالت المصادر ان الحدود في الحقبة السابقة كانت وهمية وشكلية في ظل محور ممانع ألغى الحدود تنفيذا لمشروعه السياسي وكان يمنع طبعا أي ترسيم، ومع اندحار هذا المشروع أصبح من الواجب الوطني الترسيم وإعادة الاعتبار للحدود بنقلها من شكلية إلى فعلية وضبطها بشكل تام وكامل.
تطورات غزة: وبينما لم تسجل حوادث امنية على الجبهة الجنوبية، خطفت عودة الحرب الاسرائيلية على غزة الاضواء. فعلى وقع ادانة دولية عربية غربية عارمة، شنت إسرائيل، فجر اليوم، غارات جوية موسعة على قطاع غزة أدت إلى مقتل وجرح مئات المدنيين. وأعلن المكتب الإعلامي في القطاع أن أكثر من 300 مدني سقطوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف وسط وشمال وجنوب غزة. ونعت حماس رسميا عصام الدعليس” رئيس حكومتها في غزة، “محمود أبو وطفة” وكيل وزارة داخليتها، “بهجت أبو سلطان” مدير عام جهاز الأمن الداخلي في غزة، “أحمد الحتة” وكيل وزارة عدل حكومتها في غزة. وافيد ان الجيش الاسرائيلي قام بتصفية المتحدث باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة “أبو حمزة”. من جهته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن القوات الإسرائيلية “عادت إلى القتال في غزة بسبب رفض حماس إطلاق سراح الرهائن وتهديداتها بإلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي”. وقال في بيان مقتضب: “إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن، فإن أبواب الجحيم سوف تُفتح في غزة، وسيواجه مقاتلو حماس قوات لم يعرفوها من قبل”، وفق تعبيره. كما شدد على أن الغارات لن تتوقف ما لم يعد جميع الأسرى وتحقق الحرب جميع أهدافها، حسب قوله… اما البيت الابيض فرأى ان “حماس اختارت الحرب برفضها إطلاق الرهائن”.
دولة القانون والعدالة: لبنانيا، وخلال استقباله وفدا من وفدا من نقابة المحامين في طرابلس برئاسة نقيب المحامين المحامي سامي مرعي الحسن، قال رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون: عندما لا يوجد قضاء عادل، لا توجد محاسبة، وعندما لا توجد محاسبة، لا تسود حتى “شريعة الغاب”، لأن الغاب له شريعة، أما هنا، فقد غابت كل الشرائع. اضاف ” يجب تحقيق دولة القانون والعدالة، فلا يمكن لأي إصلاح أن ينجح إذا لم يكن هناك قضاء مستقل ومحاسبة. واليوم، المشكلة ليست فقط أن القوانين موجودة، بل أن كل طرف يفسّرها على هواه ولمصالحه الشخصية. لهذا السبب، استعنا بالوزير رشيد درباس وعدد من كبار القانونيين والمفكرين لإجراء دراسة معمّقة حول الدستور والقوانين، حتى لا يتم تفسيرها تبعًا للمصالح الشخصية.” واشار الرئيس عون الى ان المظلة الكبيرة التي تحمي البلد هي المصلحة العامة التي يجب أن تكون فوق كل اعتبار وتطغى على المصلحة الشخصية، فالإنسان بطبيعته يميل نحو العمل السيئ إذا لم تكن هناك آليات لإعادته إلى الطريق الصحيح. لهذا، عندما تغيب آليات الرقابة والمحاسبة، يصبح الفساد هو القاعدة بدل أن يكون الاستثناء. وختم الرئيس عون بالقول”: مع وجود أشخاص يؤمنون بالعدالة والمحاسبة لدينا أمل كبير بأننا قادرون معًا على إصلاح الاعوجاج ومحاربة الفساد والمحاسبة، ليس فقط في القضاء، بل في كل المجالات. عندما يتم تطبيق القوانين على الجميع، ومحاسبة الجميع، ومحاربة الفساد في كل طبقات المجتمع، عندها فقط يمكننا القول إننا وضعنا البلد على السكة الصحيحة. ولكن هذه ليست مسؤوليتي وحدي، بل هي مسؤوليتنا جميعًا”.
مؤتمر في الخريف: من جانبه، اكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام العمل على التحضير لعقد مؤتمر عام للاستثمار في الخريف المقبل في بيروت ، لاعادة لبنان على خارطة الاهتمام العربي والدولي، لافتا الى ان العمل مستمر لرفع حظر سفر المواطنين السعوديين الى لبنان ورفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الى السعودية. كلام الرئيس سلام جاء خلال استقباله اليوم في السراي وفدا من مجلس الاعمال اللبناني- السعودي برئاسة رؤوف ابو زكي. واشار رئيس الحكومة الى انه سمع كل الحرص من المسؤولين الخليجيين لا سيما من وزير الخارجية السعودي ورئيس وزراء دولة قطر على دعم لبنان بالاستثمارات والمجالات المختلفة مع حرصهم الشديد على تطبيق الإصلاحات . كما شدد على ان الاصلاح القضائي هو المدخل الأساس في طريق الاصلاح الشامل لحماية المستثمرين واللبنانيين ، مؤكدا على اولوية انجاز الاصلاح الاقتصادي والمالي، مشيرا الى العمل على تسهيل كل الأجراءات الادارية لانشاء الشركات والمؤسسات من خلال اطلاق مشروع لمكننة الادارة عبر وزارة شؤون التكنولوجيا ،معلنا ان الحكومة ستقر الية جديدة للتعيينات يوم الخميس المقبل ، مشددا على اهمية اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها لمواكبة ملف الحدود ومكافحة التهريب على المعابر غير الشرعية وتعزيز الامن والاستقرار.



