توترات أمنية تزنّر لبنان…اشتباكات شرقًا واغتيالات جنوبًا
مجلس الوزراء يتابع… وهيكل: مسؤوليتنا تنفيذ الـ1701
لودريان الى بيروت قبل زيارة عون لباريس والحكومة تبحث التعيينات
وتيرة لافتة تزداد معالم التصعيد الميداني على حدودي لبنان شرقاً وجنوباً. الاولى عبر الاشتباكات مع الجانب السوري وقد ادت الى سقوط ثلاثة قتلى، فيما تشكل الثانية استكمالاً لمسار الاغتيالات التي تنفذها تل ابيب مستهدفة عناصر في حزب الله اخرها قتيل وثلاثة جرحى بغارة استهدفت بلدة يحمر.
وبدا واضحا ان لبنان الرسمي، عبر حكومته، يخوض حملة ديبلوماسية استباقية تصاعدية تمثلت في الاتصالات والاجتماعات للجم التوتر، وهو ما طرح في جلسة مجلس الوزراء في السراي اليوم، على رغم تخصيصها لبحث الية التعيينات الادارية، في انعكاس واضح لازدياد المخاوف من المواجهات الميدانية، كما في ظل سيل التحذيرات التي يتلقاها المسؤولون اللبنانيون من تبعات التورط في اي اعمال امنية، بخاصة مع الجانب السوري،ووجوب ضبط الحدود بشكل كامل منعاً للانزلاق الى ما قد تسعى اليه اطراف متضررة من التغييرات الطارئة في البلدين. في الموازاة، تبدو القيادة العسكرية واعية تماما ومدركة لحجم ما يواجه لبنان وعازمة على تنفيذ خريطة طريق العهد وفق ما تظهّر في مضمون امر اليوم لقائد الجيش رودولف هيكل بقوله” إن مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فضلا عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب.”
لودريان في لبنان: وبينما افيد عن زيارة سيقوم بها المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت قبل زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى باريس والمقررة في 28 الجاري، بقيت المتابعات منصبّة على الوضع الامني جنوبا وشرقا.
هدوء حذر: فبعد ليلة مواجهات مسلحة دامية، سيطر هدوء حذر اليوم على الحدود اللبنانية – السورية في منطقة الهرمل. واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان ان “بتاريخ 16 / 3 / 2025، بعد مقتل سوريَّين وإصابة آخر عند الحدود اللبنانية السورية في محيط منطقة القصر – الهرمل، نُقل الجريح إلى أحد المستشفيات للمعالجة وما لبث أن فارق الحياة. على أثر ذلك، نفذ الجيش تدابير أمنية استثنائية، وأجرى اتصالات مكثفة منذ ليل 16-17 / 3 / 2025 حتى ساعات الصباح الأولى، وسلم بنتيجتها الجثامين الثلاثة إلى الجانب السوري”. اضافت: في موازاة ذلك، تعرضت قرى وبلدات لبنانية في المنطقة للقصف من جهة الأراضي السورية، فردّت الوحدات العسكرية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة، وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني. تستمر الاتصالات بين قيادة الجيش والسلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية.
الحزب ينتهك: من جانبه، أكد قائد عمليات الجيش السوري على الحدود مع لبنان في حديث صحافي أن “حزب الله انتهك حدودنا”، مضيفًا: “سنتعامل مع أي تسلل من قبله”. وأضاف: “ننسق مع الجيش اللبناني لضبط الحدود”، مشيرًا إلى أنه “تم تأمين النقاط الحدودية”. وتحدث المرصد السوري عن مقتل 4 عناصر من وزارة الدفاع السورية وإصابة آخرين في اشتباكات مع مسلحين عند الحدود السورية-اللبنانية. وافيد عن مقتل طفلة لبنانية جراء القصف على الحدود اللبنانية السورية. واعلنت “سانا”: إصابة مصوّر وصحافي على الحدود السورية – اللبنانية قرب سد زيتا بعد استهدافهما بصاروخ موجّه من “حزب الله”.
ادانة سورية: في السياق، قالت وزارة الاعلام السورية، “ندين الاستهداف المباشر لمجموعة من الصحافيين والإعلاميين أثناء قيامهم بالتغطية قرب الحدود اللبنانية-السورية، وذلك عبر صواريخ موجّهة أطلقتها جماعة حزب الله، بعد ارتكابها جريمة اختطاف وتصفية لثلاثة من أفراد الجيش السوري البارحة”. وأضافت الوزارة، “نؤكّد أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية التي تكفل حماية الصحفيين خلال أداء مهامهم، وندعو الدولة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها في محاسبة الجناة”.
غارة اسرائيلية: اما جنوباً، فنفذت مسيرة اسرائيلية ظهرا، غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية كانت على طريق حي البيدر في بلدة يحمر الشقيف، وعلى متنها شخصان، فإصيبت الدراجة بشكل مباشر. وصودف مرور سيارة “فان” في المكان، فأصيبت بشظايا الصاروخ واندلعت فيها النيران. كما تضررت سوبر ماركت وفيق سعيد بالغارة واندلعت فيها النيران. وعملت فرق الدفاع المدني اللبناني و”الهيئة الصحية الاسلامية” على اخماد النيران في السوبر ماركت و”الفان” ونقل المصابين. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة يحمر أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح”. وقال الجيش الإسرائيلي: استهدفنا عنصرين تابعين لحزب الله كانا يعملان كمراقبين ويديران الأنشطة الإرهابية في منطقة يحمر جنوبي لبنان.
أمر اليوم: ليس بعيدا، اصدر العماد رودولف هيكل أمر اليوم لمناسبة تسلمه قيادة الجيش ومما جاء فيه: إن مواصلة الجيش أداء دوره الضامن للوطن، تستلزم تضافر جهودنا جميعا كإخوة سلاح، ضباطا ورتباء وأفرادا، وتمسكنا بالثوابت الوطنية، وإيماننا الثابت برسالة الجندية وقدسية الواجب، وإرادتنا الصلبة التي لا تلين. إن التحديات التاريخية التي تواجهنا، وعلى رأسها التهديدات والاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي، تبقي رهان العهد الجديد، كما رهان اللبنانيين كافة، على صمودنا واستمرارنا ونجاحنا في توفير الأمن والاستقرار، اللازمين لانطلاق بلدنا في طريق التعافي الاقتصادي والاجتماعي والإنمائي. إن مسؤولية الجيش في المرحلة الراهنة شديدة الأهمية، من خلال عمله على تطبيق القرار 1701 بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، فضلا عن تحصين ساحتنا الداخلية من خطر الإرهاب.
وفي وقت لاحق، زار هيكل رئيس الحكومة نواف سلام في السراي.
همنا الاول: ايضا، تمت صباح اليوم مراسم التسليم والتسلم في قيادة المديرية العامة للامن العام بين اللواء الياس البيسري وخلفه المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، في حضور وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار والضباط الكبار في المديرية. وقد استقبل اللواءان البيسري وشقير الوزير الحجار عند مدخل المديرية حيث قدمت له ثلة من الامن العام مراسم التشريفات على وقع موسيقى الامن العام ، ومن بعدها بدأت مراسم التسليم. في المناسبة، قال الوزير الحجار: لقد باشرنا في الحكومة اللبنانية بمعالجة المشاكل الآنية ونعكف على وضع الخطط القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، للنهوض الوطني الكبير على مختلف الصعد بما ينسجم مع خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومضمون البيان الوزاري لحكومة الاصلاح والانقاذ. ويبقى همنا الاول، إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن أرضنا الطاهرة في الجنوب، ودورنا ودوركم أساسيان في تثبيت أهلنا في قراهم ودعم صمودهم بالتنسيق الكامل مع المؤسسات الامنية والعسكرية وفي مقدمها الجيش اللبناني. كما اننا نعمل في وزارة الداخلية والبلديات على التحضير المتواصل لانجاز الانتخابات البلدية في مواعيدها، اضافة الى العمل اليومي لترسيخ الامن على كامل التراب الوطني”.
ضبط الحدود: اما شقير فقال ان لا بد من ” تعزيز ضبط ومراقبة المعابر الحدودية الشرعية البرية والبحرية والجوية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية وملاحقة شبكات الاتجار بالبشر، وهذا لا يتحقق الا من خلال التطوير الدائم لآليات التدقيق الأمني الإلكتروني، التي تعمل بشكل ممتاز، لتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة من دون الإخلال بالأمن”…
لبنان المنارة: في المواقف، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “انه جاء لبناء دولة وليعود لبنان منارة الشرق، الامر الذي لا يمكن ان يحصل الا عبر تضافر جهود الطبقة السياسية والدينية والمصرفية والمجتمع اللبناني كافة. وشدد على ان المسؤولية مشتركة ولا تقع على عاتق شخص واحد “وهذا كله يتطلب بناء الثقة التي تبدأ بقضاء نزيه وبأمن ممسوك وبإصلاحات اقتصادية ومالية”. كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله قبل الظهر في قصر بعبدا، وفد الرهبنة المارونية المريمية برئاسة الاباتي ادمون رزق جاء مهنئا بانتخابه رئيسا للجمهورية وعارضا لما تقوم به الرهبنة لا سيما في المجالات العلمية والتربوية.
“تهشيل” الطاقات: وعشية جلسة وزارية مرتقبة هذا الاسبوع كان يفترض ان يتخللها تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، توقفت مصادر متابعة عند الحملة التي يشنها بعض الاطراف الدائرة في فلك رئيس الحكومة ضد طاقات لبنانية مشهود لخبرتها وتألقها في ارفع المناصب الدولية، لا لشيء الا لأنها مطروحة في اطار التعيينات لبعض المناصب لا سيما حاكمية مصرف لبنان. واستغربت ان يعمد هؤلاء الى تشويه صورة لبنانيين تُرفع لهم القبعة في دول العالم، عوض الاشادة بهم وتشجيعهم على المجيء الى لبنان وتسلم المراكز التي تليق بخبراتهم ويحتاجها لبنان مع انطلاقة العهد الواعد، ومن بين هؤلاء كريم سعيد الذي استهدفته حملة شعواء لا اساس لها. واكدت المصادر وجوب تنبه الرئيس نواف سلام ورئيس الجمهورية لما يدور في هذا المجال، والا فإن بداية العهد ستكون متعثرة وطاقات لبنان الفكرية لن تعود اليه، بل تستفيد منها دول العالم، باستثناء الوطن الام.
آلية التعيينات: واليوم، رأس رئيس مجلس الوزراء نواف سلام جلسة لمجلس الوزراء في السراي امتدت لخمس ساعات حضرها نائب رئيس الحكومة طارق متري وعدد من الوزراء خصصت للبحث في التعيينات الادارية والآلية الافضل لاجرائها.
الجميل عند بري: الى ذلك، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل.