بانوراما المساء: “الشيعي” الخامس يمنع ولادة الحكومة…”الثنائي” يريد الميثاقية المذهبية


سلام قدّم تشكيلة كاملة… بري اعترض والرئيس يعالج…ضو: ما في خامس
الرئيس المُكلف في دار الفتوى…اسرائيل على خروقاتها و”افيخاي” على تحذيراته

عند عقدة الوزير الشيعي الخامس تعقدت، وكما دخل الرئيس المكلف نواف سلام خرج، خلافا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دخل الى قصر بعبدا من الباب الرئيسي وخرج من باب خلفي لأن “الاستيذ حردان” ، وطارت مع حرده آمال عقدت على اعلان تشكيل الحكومة اليوم، بعدما اكتملت عدة الولادة واستُدعي امين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة الى قصر بعبدا في مؤشر الى نضوج التشكيلة وتلاوة مراسيم التشكيل. 

والواضح ان الرهان بات معقودا على جولة مشاورات جديدة هذا الاسبوع تتسم بدفع قوي من رئيس الجمهورية جوزاف عون، واجتراح صيغة لحل عقدة الشيعي الخامس، خلافا لما أشيع عن حظر اميركي على حزب الله وطلب منع اشراكه في الحكومة، وهو ليس الا تعبئة شعبوية لبيئة الثنائي باعتبارها مستهدفة وتعمية على جوهر الحقيقية المتمثلة في اصراره على التحكم بقيادة قمرة الميثاقية المذهبية في الحكومة السلامية، فلو ان واشنطن فرضت حظرا حكوميا على الحزب، لما خاض سلام معه مفاوضات منذ اللحظة الاولى ولا انزل اسماء في مسودة تشكيلته.   

ما حصل، يؤشر بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ” المركزية” الى العقلية التي ما زالت هي هي، تتحكم بطريقة تفكير الثنائي وعدم اخذه بالاعتبار كل المتغيرات التي طرأت وقيام عهد جديد ركنه الاساس تطبيق خطاب القسم المفترض انه ارضية صلبة للبيان الوزاري المرتقب للحكومة العتيدة. بالميثاقية المذهبية يتحكمون بقرارات الحكومة ومصيرها في مرحلة استحقاقات ضخمة تبدأ بتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار الذي لا يرغب الثنائي بتطبيقه او بالحد الاقصى اقتصاره على جنوب الليطاني، ولا تنتهي بالتعيينات في المراكز الحساسة وبتوجهات الحكومة ككل. وتضيف : رسالة بري اليوم مؤشر اضافي الى طريقة التعاطي المستقبلي من جانب هذا الفريق في  وزارة المال، مهما قدم من تعهدات وضمانات للرئيس سلام، فهو مصر على نهجه السابق ولن يحيد عنه ويريد الوزير الخامس للتحكم بالخروج من الحكومة لحظة يريدون.  

حكومة مبيض: حصل ما لم يكن متوقعا. اليوم، زار الرئيس المكلف قصر بعبدا وقصده ايضا الرئيس بري. غير ان المفاجأة كانت في ان الخلاف على المقعد الشيعي الخامس في الحكومة وعلى اسمه، تجدد، فلم يحصل التشكيل وعادت الامور الى المربع الاول. فبعد نحو ساعتين على اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا، غادر بري القصر من الباب الخلفي ، فيما بقي الرئيسان عون وسلام، حيث افيد ان العقدة لا تزال في اختيار الوزير الشيعي الخامس. ليخرج بعد خمس دقائق سلام من دون الادلاء بأي تصريح، واكتفى بالقول ردا على سؤال ما اذا كان “مشي الحال” في عملية التشكيل “مشي الحال وما مشي الحال”. وأفيد ان سلام طرح اسم لميا مبيض للتنمية الادارية فرفضه بري، ثم طرح بري اسم القاضي عبد الناصر رضا بديلاً فرفضه سلام. وتردد ان “لدى تمسك سلام بإسم لميا مبيض للمقعد الشيعي الخامس رد بري “اعملها حكومة مبيض” ومن ثم غادر الاجتماع من الباب الخلفي للقصر”. وعلمت “المركزية” ان الرئيس عون يتولى معالجة إشكالية الوزير الشيعي الخامس الذي يصر بري على ان يكون له رأي في تسميته. 

عاداتهم القديمة: تعليقا، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك على “اكس”: اعطى الرئيس بري صورة متقدمة و غير مطَمئِنة من قصر بعبدا لِما سيكون عليه اداء الثنائي داخل مجلس الوزراء.في اختصار،الشباب لا زالوا على عاداتهم القديمة، إما ان يحصلوا على ما يفرضونه او يعطِّلون. واذا انتظر العهد والرئيس المكلّف الثنائي علّه يقلِع عن خصاله غير الحميدة، فانهما سينتظران كثيراً والدولة لن تقلع. لقد بدأت تترسخ قناعة لدى اللبنانيين مفادها انه اذا أُسندت الى الثنائي كل الحقائب السيادية والخدماتية لا نستغرب ان يطلب المزيد. هذه هي اشكاليات الجمع بين الساعين الى الدولة والسعاة الى السلطة وقد خَبِرنا مساوئ الجمع بين الدولة والدويلة.

ضو: من جانبه، كتب النائب مارك ضو عبر “إكس”:خامس ما في…ما في خامس”.

اعتراض الاعتدال.. وكانت الاعتراضات على التشكيل تواصلت قبل وصول سلام الى بعبدا. فأعلن  تكتل” الاعتدال الوطني” في بيان “تناولت بعض المواقع الإعلامية أخباراً عن إنقسام وتفكك في كتلة الاعتدال الوطني. يهمنا أن نوضح للإعلام وللرأي العام بعض النقاط :إن تكتل الاعتدال الوطني شكل عنوانا للتلاقي لجميع المكونات السياسية وكان عراباً بالحفاظ على الشراكة الوطنية بين كافة الكتل ومن خلال مبادراته الداعية للوحدة والتضامن للحفاظ على المؤسسات والحياة الدستورية في البلاد . ومن هذا المنطلق نؤكد أن كتلة الاعتدال الوطني والذي تمثل عكار والمنية والضنية هي موحدة تحت عنوان واحد هو إنماء مناطقها والدفاع عن حقوق مناطقها” .واكدت أن” لإعضائها الحق بإبداء ارائهم السياسية بكل حرية و ديموقراطية وأن أي قرار يتخد يكون بالتشاور والتشارك بين كافة أعضائها وبالإجماع وهي وجدت كي تبقى”، واشارت الى ان اجتماعا موسعا  سيعقد في مطلع الأسبوع لمناقشة الأوضاع الراهنة على الساحة السياسية”.

..والوطني المستقل: بدوره، أشار “التّكتّل الوطني المستقل” إلى أن “بعد المسار الإستنسابي وازدواجيّة المعايير التي اتّبعها الرئيس المكلّف نواف سلام، الذي أظهر انحيازاً فاضحاً لبعض القوى السياسية على حساب قوى أخرى، إذ أنه في الوقت الذي يدّعي فيه عدم رغبته في تمثيل الأحزاب السياسية، نراه يمنح قوى محدّدة وزارات سياديّة وخدماتيّة أساسية، وذلك في تناقض صارخ مع ما يُروّج له”. أضاف في بيان: “بناء عليه، نؤكّد في “التّكتّل الوطني المستقل” أنّ الدستور اللبناني وُجد ليُحترم ويُطبّق بعدالة على جميع الأفرقاء من دون تمييز، فلا يجوز أن يتعامل الرئيس المكلّف مع بعض الأطراف والأحزاب أو حتى المذاهب والطّوائف من موقع “المُستقوي”، بينما يرضخ لقوى حزبيّة وطائفيّة أخرى وحملات إعلاميّة، ضارباً عرض الحائط الدستور والميثاق الوطني. من هنا نسأل: هل المطلوب اليوم هو إنتاج حكومة حسان دياب جديدة؟

في الدار: وكان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان استقبل في دار الفتوى، رئيس الحكومة المكلف القاضي سلام الذي قال بعد اللقاء:”أتيت اليوم إلى دار الفتوى التي هي مرجعية كبرى في البلاد كما يعرف الجميع وذلك للاطمئنان الى صحة سماحته والحمد الله تعافى من الوعكة الصحية التي ألمت به مؤخرا”. أضاف “وكانت مناسبة للتداول حول الشؤون الوطنية، وأطلعت سماحته على مسار عملية تأليف الحكومة الذي وصلنا له، وهذا سؤال جميع اللبنانيين. وأكدت له أنني أعمل بكل ما أوتيت به من قوة للإسراع في تشكيل الحكومة، واستمعت لما عند سماحته من حكمة  تشكل بوصلة لنا وشكرا”. وأفاد المكتب الإعلامي في دار الفتوى “ان مفتي الجمهورية اكد خلال اللقاء حرصه على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة انطلاقا من وثيقة اتفاق الطائف وعدم التساهل في هذه الصلاحيات وضرورة التزام تطبيق الدستور. ودعا المفتي دريان الرئيس المكلف الى الإسراع في تشكيل الحكومة ضمن اطار المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المكونات اللبنانية من دون أي تمييز، كأساس للعيش المشترك في مجتمعنا المتنوع والمتعدد، كما دعاه الى التمسك بالثوابت الإسلامية التي هي الركن الأساسي للوحدة الوطنية والمشاركة الفعلية في الحكم وموجباته الوطنية الساعية لبناء دولة المؤسسات والقانون وهو ما أشار اليه رئيس الجمهورية في قسمه الدستوري”. وشدد على “أهمية أحسن العلاقات مع الدول العربية والصديقة وفي مقدمها المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لما يشكلون من احتضان ورعاية للبنان وشعبه”.

رجاء: من جانبه، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “لدينا رجاء بيوم جديد بوجود رئيس جمهورية جديد ورئيس للحكومة أيضا ونأمل أن تتشكل الحكومة خلال اليومين المقبلين وعندها تكون قيامة لبنان خاصة وان المجتمع الدولي كله يهمه امر لبنان وان يستعيد اقتصاده وعافيته، وهذا امر مهم جدا، والاهم ألا يضيع المسؤولون هذه الثقة العالمية التي يضعونها في أمل اللبنانيين”. واضاف: “ان لبنان يشكل قيمة حضارية للمجتمع الدولي، يمكن نحن لا نعرف قيمته كلبنانيين، ولبنان قيمته في صيغته وعيشه المشترك ونظامه وطيبته وحرياته وغيرها، ولهذه الاسباب المجتمع الدولي يتطلع الى لبنان، ولكن على هذا المجتمع ان ينظر اليوم الى لبنان الذي هو بحاجة الى اعادة اعمار بدءا من المرفأ”.

خروقات: على صعيد آخر، وعشية وصول الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، نفذ الجيش الاسرائيلي  عمليات نسف لما تبقى من منازل في بلدة كفركلا، وقام بعمليات تفجير يومية في البلدة الحدودية.   وينتظر اهالي البلدة منذ ايام  الدخول اليها ولكن من دون جدوى حتى الساعة. وتوجه الناطق باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي لسكان الجنوب قائلا: تم تمديد فترة تطبيق الاتفاق ولا يزال جيش الدفاع منتشرًا في الميدان ولذلك يمنع الانتقال جنوبًا. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم. من أجل سلامتكم يحظر عليكم العودة إلى منازلكم في المناطق المعنية حتى إشعار آخر. كل من يتحرك جنوبًا يعرض نفسه للخطر.

للانسحاب: من جانبه، عرض رئيس الجمهورية جوزاف عون مع رئيس أركان هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة UNTSO اللواء Patrick Gauchat لعمل المراقبين، وشدّد على تطبيق القرار ١٧٠١ وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الحرب الأخيرة وإطلاق الأسرى اللبنانيين. وعرض رئيس الجمهورية مع المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة (الأونروا) فيليب لازاريني عمل المنظمة والصعوبات التي واجهتها، ونوّه بالإجراءات التي اتخذت في عدد من مراكز المنظمات الفلسطينيّة.