الدور الإيراني انتهى.. لبنان في عصر جديد

أمين القصيفي

من يقرأ “علامات الأزمنة” جيداً، يدرك أن لبنان يودّع مرحلة عصيبة أليمة امتدت طوال عقود من الأزمات والأحداث وعدم الاستقرار، ليدخل في مرحلة جديدة عنوانها الدولة والاستقرار وتطبيق الدستور والقرارات الدولية. الدور الإيراني انتهى في لبنان، مهما كابر أو أنكر أو تجاهل أو تذاكى ممانع من هنا أو تابع من هناك. الدور الإيراني المهيمن والمسيطر ومنتج الحروب والأزمات والدمار والخراب، سقط إلى غير رجعة. لبنان في عصر جديد، وللمرة الأولى منذ عقود، يمكن أن يتنفس اللبنانيون الصعداء وأن يمشوا بخطى ثابتة نحو بناء دولة مستقرة مزدهرة متطورة حديثة كسائر دول البشر، بعيداً عن أنظمة الاستبداد والتسلط والتخلف والفساد القمعية الدكتاتورية الظلامية.

مصدر بارز في المعارضة يؤكد، أن “الموقف الدولي تجاه لبنان، تبدّل كلّياً وبشكل مختلف تماماً عن تلك الحقبة الطويلة التي كانت أولويته خلالها هي الاستقرار، بمعزل عمّن يتولى هذا الاستقرار أو إدارته. فإذا كان النظام السوري يتولى إدارة هذا الاستقرار، لا مشكلة لدى المجتمع الدولي، وإذا كان توفير الاستقرار يتم عبر “الحزب”، لا مشكلة كذلك، المهم أن أولوية المجتمع الدولي كانت الاستقرار وتجنُّب الانهيار وعدم الاستقرار، لأنه يمكن أن يكون له تأثيرات أبعد من لبنان”.

المصدر ذاته يوضح، عبر موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أنه “في الحقبة السابقة، كانت عناوين المجتمع الدولي تجاه لبنان، عناوين عامة، تطبيق القرارات الدولية وتطبيق اتفاق الطائف والدستور وضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية، وما إلى ذلك. بالتالي، العناوين التي كان يضعها المجتمع الدولي هي عناوين وشعارات عامة، بعيدة عن الواقع العملي المطلوب في هذا السياق، بمعنى أنه لم يكن يمارس على أرض الواقع ما يعلنه ويؤكد عليه من عناوين”.

يضيف المصدر: “في الفترة السابقة، لم يكن هناك مشكلة لدى المجتمع الدولي بوصول رئيس جمهورية ممانع إلى سدّة الرئاسة في لبنان، فكلّ همّه كان الاستقرار، إذا كان الاستقرار يتأمَّن من بوابة النظام السوري، فليكن، وإذا كان يتأمَّن من بوابة إيران، فليكن، المهم بالنسبة للمجتمع الدولي كان تأمين الاستقرار في لبنان”.

المصدر البارز في المعارضة يلفت، إلى أن “عملية 7 أكتوبر بدَّلت الأوضاع وقلبت الأمور رأساً على عقب، فهذه العملية بيَّنت للمجتمع الدولي أن الاستقرار الذي كان يتحدث عنه، هو استقرار مؤقت ومتوهَّم وليس استقراراً جدّياً وفعلياً، لأنه في لحظة واحدة تأخذ الممانعة المنطقة بأسرها إلى مواجهة وعدم استقرار”.

لذلك، يتابع المصدر نفسه: “نتيجة كل الأمور والأحداث التي حصلت منذ عملية “7 أكتوبر”، أكان في غزة أو لبنان أو سوريا أو المنطقة بشكل عام، وما يهمّنا بالدرجة الأولى على المستوى اللبناني، بات المجتمع الدولي على قناعة أنه في لبنان مثلاً، اتفاق الطائف لم يُطبَّق وحان الوقت لتطبيقه، لأنه لو طُبِّق اتفاق الطائف في لبنان منذ العام 1990 لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ما كان ليكون هناك ممانعة و”حزب” ونظام سوري، فهذا التراخي من قبل المجتمع الدولي هو ما أوصل إلى المكان الذي وصلنا إليه”.

المصدر عينه يشدد، على أننا “اليوم، حصل تبدّل أساسي في الموقف الدولي تجاه لبنان، وهناك قرار كبير بأنه يجب تطبيق اتفاق الطائف وتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. نحن أصبحنا في هذا المكان، والمجتمع الدولي أصبح في واقع تغيير كل الاتجاه والخلفية التي كان ينطلق منهما في التعاطي مع الشأن اللبناني. بالتالي نحن دخلنا في مرحلة جديدة انتقل فيها المجتمع الدولي من العناوين الشكلية التي كان يطرحها، إلى التطبيق الفعلي والعملي للدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية 1559 و1680 و1701”.

المصدر البارز في المعارضة يؤكد، أننا “دخلنا للمرة الأولى في مرحلة سياسية جديدة تختلف عن كل المرحلة السابقة، انتقل معها المجتمع الدولي من الكلام لمجرد الكلام إلى الفعل السياسي. بالتالي، دخلنا في مرحلة الفعل اليوم، المجتمع الدولي في حالة تبدّل قصووية لمواقفه، من مواقف مسايرة إلى مواقف مترجمة ومطبّقة على أرض الواقع الفعلي”.

“المجتمع الدولي اليوم، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، لم تعد في وارد إعطاء أي دور لإيران. ما يُسمَّى الدور الإيراني في لبنان انتهى، لأنه أصبح، بالمفهوم الدولي، يزعزع الاستقرار في لبنان، وهذا الأمر من الخطوط الحمر التي من غير المسموح استمرارها، ولذلك نحن دخلنا في حقبة جديدة وفي عصر جديد”، يختم المصدر.

موقع القوات اللبنانيّة