
تكريم القاضي كارل عيراني: حدثٌ جللٌ وعِبرة!
لفتني منذ أيام تكريم #وزارةالخارجيةالأميركية للقاضي في مجلس شورى الدولة #كارل_عيراني ، خلال حفلٍ ضخم في الولايات المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، “منوهةً بجهوده الحثيثة والتزامه الشديد بمحاربة الفساد مِن خلال القضاء اللبناني”.
بكلّ بساطة وصراحة، أنا لا أعرف القاضي كارل عيراني، لم ألْتَقِه مرّة، لم أصافحه، ولا جمعتني به لا صداقة، ولا علاقات إجتماعية.
غير أنّه، في إطار عملي كمحامٍ، قرأته مراراً في تقاريره كمستشار مقرِّر في قضايا هامّة أمام مجلس شورى الدولة؛ كنت أتوقف دائماً عند واسع ثقافته، قوّة حجّته، عُمق تعليله، وسلاسة أسلوبه مقرونةً بفكرٍ كارتيزي (Esprit cartésien)؛ إنّما ما كان يلفتني بشكل خاص هو شجاعته الحازمة واستقلاليته المطلقة في التصدّي لأيّ قرار جائر صادر عن السلطة التنفيذية.
شجاعته واستقلاليته هذه تُذكِّرنا بمقولة شهيرة لأحد قضاة التحقيق الفرنسيين في خمسينيات القرن الماضي، حين خاطب السلطة التي طلبت منه الإبقاء على توقيف متظاهرين سلميين:
”Je suis ici pour rendre justice et non pas pour rendre service même à la France”
أنا هنا لأحقق العدالة وليس لأقدّم خدمة، حتى “لفرنسا نفسها
إضافة إلى ذلك، سمعت عن نشاط القاضي عيراني كمستشار في #وزارة_العدل ، حيث يعمل بديناميكية استثنائية في خدمة قصور العدل والقضاء والعدالة.
بالفعل، إنّ ما يتمتع به القاضي عيراني مِن ميزات القاضي النزيه، أمرٌ متوافر حتماً عند غير قاضٍ مِن #قضاة_لبنان ، وتكريمه على هذا المستوى الدولي هو ليس حدثاً جللاً وحسب بل عِبرة ومناسبة للتذكير بأنّ في لبنان قضاة يُحتذى بهم، قضاة يستحقون كلّ الدعم والتشجيع.
وهذا يحملنا على التأكيد، في كلّ الآن، على ضرورة إقرار #قانوناستقلاليةالقضاء ، الذي يُمثّل مدماكاً أساسياً في بناء دولة القانون في لبنان.
هنيئاً للقاضي كارل عيراني على هذا التكريم العالمي، وهنيئاً للبنان والقضاء والعدالة به!
الحدث، في ٢٠٢٤/١٢/١٢



