الشمس طالعا والناس شايفي
بالامس قصفت اسرائيل الضاحية بعد عدة انذارات… وكأن الانذار يعفي المجرم من مسؤولية ارتكابه الجريمة.. فكانت اوقات عصيبة عاشها اللبنانيون قلقين من تجدد الحرب بعدما املوا ان الوطن يسير على طريق السلام.. وانتظروا موقفا او تصرفا من مسؤول، او كلمة تهدىء البال…، فجاء صوت الرئيس جوزاف عون واضعا النقاط على الحروف، واسمع العالم صوت الحق… فاثبت انه الرئيس الذي لا يميز بين عدو وآخر.. او بين عدو معلن وظاهر وبين اصدقاء-اعداء مستترين … وهم كثر..
تكلم الرئيس، دون مواربة، وضع الجميع امام مسؤولياتهم:
1- داخليا: حزباللا في الطليعة، وكل حامل سلاح لا شرعي.. السياسيين و بعض رجال الدين “اسياد المنابر” الباحثين عن مناسبة لاعتلاء منبر والقاء الخطب الشعبوية… وضع الصحافة الصفراء والاعلاميين “المرتزقة” صوت اسيادهم ومشغليهم…
2- خارجيا: اميركا التي تراس فريق المراقبة…. ايران: التي تعلن غير ما تضمر.. تدعي عدم التدخل تاركة القرار للدولة اللبنانية، بينما هي تفعل العكس تماما، وما فتئت تحاول، بشتى الوسائل، تسليح وتمويل حزباللا، فهي الآمر والناهي. (ما يكون عراقجي كان جايي يشرب كاس عرق عند الاخ وفيق؟)… اما اسرائيل: فهي العدو وكفى…
وضع الرئيس العالم العربي والخارجي امام مسؤولياتهم فالوضع حرج وسلامة لبنان وشعبه اولوية.. الامور تنزلق نحو الاسوأ.
والقوى المسلحة واكبت القائد، وهذا اضعف الايمان، كاشفة زيف ادعاءات العدو ومحذرة من اجراءات ستتخذها اذا لم تعد الامور الى نصابها ويتحمل كل واحد مسؤولياته لتنفيذ القرار 1701.
لم يكن خطاب الرئيس عالي السقف بل لامس الحقيقة والواقع… والجيش لم يتجاوز حدوده… فعندما يصحح القائد اتجاه البوصلة، ما على الجميع إلا الالتزام:
• على اميركا ان تكون الحكم لا الفريق ولا الخصم
• على لجنة مراقبة تنفيذ القرار 1701 ان لا تتحول الى ساعي بريد.
• على ايران ان تلتزم حدها.
• على حزباللا ان يسلم سلاحه الى الجيش، الامس قبل اليوم، ويتفرغ للعمل السياسي، دون بهورات ومسرحيات والاعيب.
• على الاعلام ان يواكب مسيرة قيام الدولة وعلى الشعب نبذ الصحافة الصفراء ومحاسبة من يتلاعب بمصير الوطن.
اسرائيل دولة عدوة، ما بدا تاكيد، لكن من غير المقبول ان يكون حزباللا هو الوسيلة المسهلة لعدوانيتها ووحشيتها واحتلالها مجددا ارضا لبنانية.
الشمس طالعا والناس شايفي
نجيب زوين