لهذه الأسباب كنت مع فادي مارتينوس.. تلبية لنداء وحبًا بإنسان لا أعرفه بل أسمع عنه وعن إنجازاته (جورج سعد)

“إن كنتم تصبرون على الالم وانتم فاعلو خير فهي نعمة من الله فالمسيح كان يُشتم ولا يرد الشتم ويتألم ولا يهدد بل يسلّم نفسه لله الذي يحكم بالعدل” (من رسالة القديس بطرس الأولى)

كثُر سألوني لماذا هذه الحماسة المعلنة لفادي مارتينوس في الإنتخابات البلدية في قرطبا ضيعتي ومسقط رأسي حيث فيها يرقد أجدادي وأحباء لي من عائلتي.. وحيث يرقد أبو طوني، دانيال سعد والدي وأخي طوني البطل من أبطال المقاومة اللبنانيّة ومن مؤسسي القوات اللبنانية في الجبهات وليس في المكاتب والصالونات كما يحب ويحلو لرفاقه ورفاق السلاح التعريف عنه به.
لم أكن أعرف الريّس فادي بل تعرفت إليه من خلال أعماله وإنجازاته في قرطبا. لم أكن أعرفه ولكني تعرّفت إليه من خلال أشخاص خدمهم من قرطبا وغير قرطبا ومن خلال أشخاص يعملون لديه في مؤسساته.. تعرّفت إليه ومن دون أن يعرف هو مَن أنا، في كنيسة مار مارون في الجميزة خلال مواظبته على القداس اليومي، وكأني به يستجيب الله لصلاتي عندما أطلب منه أن يعطينا في لبنان والعالم مسؤولين روحيين وزمنيين أتقياء أنقياء محبّين متواضعين.
لكل ذلك ولن أشرح أكثر، لبّيت نداء وطلب عزيزة على قلبي وعزيزة على قلب عائلتي الصغيرة والكبيرة، الست مها، التي تليق بها كلمة الست.. لبيت نداء سعادة السيدة مها الخوري أسعد شقيقة الأستاذ غيث الخوري الذي كان أمل قرطبا وبلاد جبيل لكن الغدر كان أقوى فسقط غيث الخوري الكتائبي العتيق والإبن الروحي للشيخ بيار المؤسس ورفيق البشير، ليس في معركة ضدّ مَن حملنا السلاح في وجهه لنبقى في لبنان ولكي لا تكون طريق فلسطين تمر من جونيه، بل سقط غدرًا في يوم الحب وهو الذي أحب الناس من دون حساب.
لبيت طلب الست مها لأن رغباتها بالنسبة لي أوامر. لبيت طلبها لأن قلبها وعقلها كانا مع شخص “حرام أن يسقط” في انتخابات عنوانها التجريح بشخص خدم وأحب من دون أن تعرف شماله ما صنعت يمينه. لبيت نداءها وهي، أي الست مها طرقت بابًا حلفت على قبر غيث الا تطرقه في حياتها، لكن من أجل تأمين التوافق بين عائلات قرطبا طرقت ولم تنجح فيما كانت ترغب به.. عملت كل شيء من أجل قرطبا، لأن قرطبا بتستاهل، أن يتوافق الجميع من أجلها.


لبيت النداء وزاد حبّي لفادي مارتينوس الذي لم أكن أعرفه وكنت أنتخب لائحته منذ 21 سنة بطلب من عمو سمعان، سمعان الخوري، لأنه كان عضوًا في لائحة الريس فادي قبل أن تخطتفه الكورونا من بيننا.
لبيت النداء لا بل أعلنت أنني في صلب هذه “المعركة” الإنتخابية لأواجه الظلم والتجريح بشخص ما عمل الا الخير لقرطبا وأهلها.. فكتبت عنه وقمت باتصالات مع أهل وأصدقاء لنكون معه والى جانبه في معركة التجريح به.. وأنا لم أطلب شيئًا منه لنفسي.. لم ولن أطلب يومًا، لأن الخدمة ومحبة الناس هي من صلب تربية دانيال والدي رحمه الله ومنى والدتي أطال الله بعمرها للمرحوم طوني ولي.
لن أطيل بالكلام عن الريس فادي أكثر.. وأستميحك عذرًا ريّس لأنني قد أكون جرحت تواضعك، وأن بتّ أعرفك أكثر، خلال الحملة الإنتخابية، كما يحلو لك أن تسميها.. لا “المعركة”، لأنك كنت ترفض مواجهة الإساءة بإساءة والتجريح بتجريح.. عملت بصمت وهدوء ومحبة وأنا كنت شاهدًا كيف كنت توصي وتطلب أطيب شباب لديك: بيار ورودي وملحم وإيلي وإيلي ومارون وإيليو الذين كنت أقول لهم مَن لديه شباب مثلكم ليس بحاجة “لدعم خارجي”.. فأنتم على الأرض أقوى وتعرفون “هواها وترابها”.
ريّس فادي أستميحك عذرًا لأقول لك مَن كان الله معه فمن عليه.. فأنت إبن الكنيسة والعامل بتعاليمها.. ومن كان له عائلة مثل عائلتك الصغيرة والكبيرة متضامنة مُحِبّة، وكان همها أنت، لأنك بيّ الكل، ممن يخشى ويخاف؟
ريّس فادي قرطبا بتستاهل إنسانًا صادقًا مؤمنًا تقيًا نقيًا محبًا إنسانيًا مثلك.
ريّس فادي.. ليس تملقًا أقول لك منشوف حالنا فيك.