رجل الدولة أم زعيم القبيلة!…

يختلف منطق رجل الدولة عن منطق المناضل، فرجل الدولة يحتكم للقانون وللعقل للدفاع عن الدولة وقضاياها بطريقة مجردة وموضوعية ويترك عواطفه وانفعالاته وأهوائه وانتماءاته جانبا، بيد أن المناضل مثلاً يسعى إلى دغدغة العواطف واستمالة انفعالات الناس وأهوائهم مع الدعوة إلى تعطيل العقل، فالانفعالات وتجييش العواطف أسهل من التفكير في الاندفاعات وعواقبها، وكما يقال بالفرنسية: la foule n’as pas d’esprits، وفي هذا الخضم يستغل المناضل تلك الأجواء لتمرير خطابات إيديولوجية والضرب على الوتر الحساس للقبيلة والعشيرة والطائفةورفع شعارات المظلومية والتهميش وقس على ذلك ما تشاء من الشعارات الرنانة التي تصبح معها “الجماهير” كالثور الهائج.

إن رجل الدولة، هو الحكم،حارس الجمهورية ومؤسساتها من دون تمييز بين فئات المجتمع أو الإنحياز إلى هذا أو ذاك… والإحتكام إلى مواد الكتاب أي “الدستور”،

ولكن إذا كان القانون هو التعبير الأسمى عن الإرادة العامة للأمة، فيجب أن نخضع له، لا للأهواء والمصالح والانفعالات والمحاصصة، أما إذا طبق غير ذلك من خلال القوي يسيطر على الضعيف… اي الفاجر يأكل مال التاجر.

فنحن في شريعة غاب… فسلام على الدولة المدنية ورجالها الأشاوس…. نَلِجُ الأماكن من الباب الرئيسي ونخرج من الباب الخلفي…

بتصرف
فادي الغوش